&منذ إعلان إدارة مانشستر يونايتد عن تعاقدها مع المدرب الهولندي لويس فان غال خلفاً لدافيد مويز توقعت الصحافة البريطانية و الهولندية بأن تكون شارة قائد الفريق قضية الصيف في ظل المنافسة التي توقعتها بين المهاجمان الإنكليزي واين روني و الهولندي روبن فان بيرسي و سعيهما معاً لحملها ، كما توقعت الصحافة أيضاً ان يجد مدرب الطواحين السابق صعوبة بالغة في الاختيار ، غير ان فان غال حسم أمره مبكراً و منح شارة الكابتن للفتي الذهبي روني لخلافة الويلزي رايان غيغز .

&و الحقيقة ان هذا الاختيار لم يكن عشوائياً بل فرضته أسباب موضوعية قام بمراعاتها فان غال خدمة لمصلحة النادي قبل اي اعتبارات آخرى من شأنها ان تضر به.
&
السبب الاول : يتعلق بأحقية و جدارة روني يتقلد الشارة بما انه الاقدم في الفريق ، حيث يدافع عن ألوانه منذ عام 2004 و كانت له مساهمة هامة في البطولات المحلية و القارية التي احرزها الفريق في العشرية الأخيرة و بعد اعتزال المخضرمين غيغز و سكولز فأن روني أصبح الاجدر بحملها &في ظل إخلاصه و وفائه للنادي و رفضه الانتقال لآي نادٍ رغم الاغراءات المالية ، إذ فضل &تجديد اقامته في الاولترافورد مرتين منذ قدومه إليه من ايفرتون كما ان مكانته في الفريق و علاقاته بمختلف مسؤولي النادي يسمحان له بالقيام بدوره كقائد &بعدما أصبح بمثابة النجم الأول للنادي &، و من حقه تولي الكابتنية مثل نجوم بقية الأندية &، حيث بات بفضل تجربته و خبرته مؤهلا لإحتواء اي مشكلة بين اللاعبين &خاصة ان فان &غال نفسه اقر باعجابه به منذ ان كان مدربا لبايرن ميونيخ الألماني قبل اربع أعوام و بوضعه الشارة في كتف روني يكون فان غال قد كسب قلوب عشاق النادي .
&
السبب الثاني : هو ان فان غال اراد غلق ملف شارة الكابتن في أسرع وقت ممكن وقبل إنطلاق المنافسات الرسمية و قطع الطريق أمام اي جهة تحاول خلق أي إثارة جدل هو في غنى عنه &و لو منح الشارة إلى فان بيرسي لاتهمته الصحافة بالانحياز لمواطنه و تهميشه للاعبين الإنكليز مما قد يؤدي إلى حدوث تصدعات في الفريق وأزمة في غرف تغيير الملابس بين مؤيد لروني و داعم لفان بيرسي في وقت يحتاج فيه المدرب إلى تلاحم حقيقي بين افراد الفريق على الاقل في بداية تجربته في الدوري الإنكليزي قبل تثبيب اقدامه و خاصة ان تجربته تتزامن مع ثورة الإحلال التي يقوم بها عقب الموسم المخيب للنادي مع خليفة السير دافيد مويز.
&
السبب الثالث : هو أن روني و بغض النظر عن بقية الجوانب المتعلقة بهذه الموضوع فأن منحه شارة القيادة يعتبر حافزاً معنوياً كبيراً &له قد يساعده على استرجاع مستواه الفني وحسه و فعاليته التهديفية بعد فترة الفراغ التي مر بها في مرحلة المدرب دافيد مويز ورحيل السير اليكس فيرغسون عام 2013 و هو ما سينعكس بالإيجاب على أداء الفريق بشكل عام ، بينما لو منحت الشارة لغيره لربما استمرت مرحلة العقم التهديفي لروني لفترة اطول مما ينعكس سلباً على نتائج الفريق في وقت ان فان بيرسي بامكانه تقديم مردوداً طيبا بدون شارة مثلما قام به في موسمه الأول مع النادي عندما احرز لقب الدوري و جائزة الهداف.
&
السبب الرابع : يرتبط بفرص تواجد المهاجم الإنكليزي في المباريات الرسمية فلياقته و نضجه و قلة حصوله على البطاقات الصفراء و الحمراء يسمحون له بحضور دائم في التشكيل الأساسي للفريق في شتى البطولات التي يشارك فيها عكس فان بيرسي الذي يوصف باللاعب الزجاجي بالنظر إلى كثرة تعرضه للإصابات و غيابه عن الملاعب لفترات طويلة مثلما حدث له الموسم المنصرم ، وشارة القائد لا يمكن منحها للاعب كثير الغياب مهما كان السبب.
&
السبب الخامس : هو ان واين روني اصبح- بعد تمديد عقده الموسم المنصرم و تحسين راتبه السنوي حيث اصبح يتقاضى اعلى اجر في إنكلترا - مرشحا للاعتزال في مانشستر على غرار عظماء النجوم الذين عرفهم النادي في تاريخه مثل غيغز و سكولزو جاري نيفيل &وأي نجم لا ترضخ الإدارة لمطالبه المالية مجاملة ، بل لتحميله مسؤولية أكبر و لإجباره على القيام بواجبات اكثر من بقية اللاعبين داخل و خارج الملعب ، و هو في سن ال28 فان بقائه مع الفريق لن يقل عن الاربع مواسم و شارة القائد قضية لا يمكن فتحها مع بداية كل موسم &في حين ان فان بيرسي و هو في سن الـ 31 &فانه مرشح لمغادرة النادي بعد موسمين على ابعد تقدير خاصة في حال فشل هذا العام في استعادة توهجه و في حال استمرت لعنة الإصابات في ملاحقته .
&