لن يتمكن برشلونة الاسباني من اجراء اي تعاقدات خلال عام 2015 بعدما رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الاربعاء الاستنئاف الذي تقدم به النادي الكاتالوني من اجل رفع العقوبة التي صدرت بحقه في نيسان/ابريل الماضي بسبب مخالفته قواعد انتقال اللاعبين القاصرين.

وكان فيفا منع برشلونة من اجراء اي تعاقدات لفترتي انتقالات قبل ان يعلق القرار نتيجة الاستئناف الذي تقدم به النادي الكاتالوني ما سمح للاخير بانفاق اكثر من 150 مليون يورو من اجل تعزيز صفوفه هذا الصيف بضمه الاوروغوياني لويس سواريز والكرواتيين ايفان راكيتيتش والن خليلوفيتش والحارسين الالماني مارك اندري تير-شتيغن والتشيلي كلاوديو برافو والمدافعين البلجيكي توماس فيرمايلن والفرنسي جيريمي ماتيو.

لكن السلطة الكروية العليا عادت لتفرض العقوبة على النادي الكاتالوني بعدما رفضت الاستئناف الذي تقدم به وفرضت عليه حظرا على الانتقالات سيمنع بموجبه من تسجيل اي لاعب جديد على المستويين المحلي والدولي لموسمي انتقالات كاملين متتاليين، ويبدأ ذلك من فترة التسجيل المقبلة في كانون الثاني/يناير 2015.

كما تم تغريم النادي بمبلغ 450 ألف فرنك سويسري، ومنح فترة 90 يوما من أجل تسوية الوضع القانوني لكافة اللاعبين القاصرين المعنيين.

وكان للاتحاد الأسباني للعبة حصته ايضا اذ تم تغريمه بمبلغ 500 ألف فرنك سويسري، ومنح فترة سنة من أجل تسوية الوضع القانوني الخاص باطاره التنظيمي والنظام القائم بخصوص الانتقالات الدولية للاعبين القاصرين في كرة القدم.

ومباشرة بعد صدور قرارا فيفا، قرر برشلونة اللجوء الى محكمة التحكيم الرياضي لحسم هذا الخلاف.

وبامكان برشلونة مواصلة اجراء التعاقدات خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية التي تقفل في اواخر الشهر الحالي، لكنه لن يتمكن من ضم اي لاعب في الفترتين المقبلتين، اي في شهر كانون الثاني/يناير والصيف المقبل.

ويرى فيفا ان النادي الكاتالوني خالف الانظمة في بعض الحالات المتعلقة بلاعبين تحت السن القانونية سجلوا في قيوده رسميا وخاضوا مسابقات رسمية في صفوفه بين عامي 2009 و2013.

وبحسب القوانين، لا يسمح باتمام اي عملية انتقال للاعب تحت الثامنة عشرة من عمره الا في ثلاث حالات معينة يمكن ان يحصل فيها بعض الاستثناءات.

واعترفت لجنة التأديب التابعة للفيفا بانه "اذا كانت عمليات الانتقالات الدولية قد تصب في مصلحة المسيرة الرياضية لبعض اللاعبين الشبان، فانها في المقابل قد تصب ايضا في غير صالحهم"، مضيفة الى ان "مهمة حماية اللاعبين الشبان يجب ان تتطغى على المصالح الرياضية البحتة".

ويستند فيفا في قراره الى البند الرئيسي المتعلق بحماية القاصرين في سياق الانتقالات الدولية، اي المادة 19 من "الانظمة حول انتقال اللاعبين". وبحسب هذه المادة، فان الانتقالات الدولية للاعبين مسموحة فقط في حال كان عمر اللاعب يزيد عن 18 عاما. لكن المادة نفسها تشير إلى سماح الإنتقالات الدولية للقاصرين تحت ثلاثة ظروف محددة، ويتم اقرار الاستثناءات فقط بعد تقييم "لجنة اوضاع اللاعبين" الفرعية.

وترى اللجنة التأديبية ان حماية القاصرين في إطار الإنتقالات الدولية يعتبر مسألة اجتماعية وقانونية هامة ذات صلة بكل أصحاب الشأن في كرة القدم، معتبرة انه بينما يمكن للانتقالات الدولية، في حالات محددة، ان تعود بالنفع على المسيرة الرياضية للاعبين الشبان، فإنه يرجح ان لا تصب في صالح اللاعبين القاصرين.

وبناء على هذا التحليل، خلصت اللجنة الى ان "الاهتمام بحماية التطور الملائم والصحي للقاصر بشكل عام يجب ان يكون له الاولوية مقابل المصالح الرياضية الصرفة".

وترى اللجنة التأديبية ان فيفا يأخذ مسألة حماية القاصرين في كرة القدم بشكل جدي. وتعتبر حماية القاصرين من المبادىء الاساسية المشمولة في الاتفاق الذي تم التوصل له بينه وبين الاتحاد الاوروبي لكرة القدم والمفوضية الاوروبية عام 2001.

وترى اللجنة التأديبية بان لاعبي كرة القدم الشبان معرضون للاستغلال والاساءة في الدول الاجنبية دون وجود قيود مناسبة. وهذا الامر بالتحديد يجعل حماية القاصرين في كرة القدم من قبل الهيئات الرياضية الناظمة، وبخاصة فيفا، امرا هاما للغاية.

وفيما يتعلق بالحالة قيد التحقيق، فقد خلُصت التحقيقات إلى أن نادي برشلونة خرق المادة 19 من "الأنظمة" فيما يتعلق بحالة عشرة لاعبين قاصرين، كما ارتكب عدة مخالفات أخرى في حالة لاعبين آخرين، في إطار الملحق رقم 2 للأنظمة.

يذكر ان نظام مطابقة الانتقالات المدار عبر الانترنت اصبح الزاميا لكافة الانتقالات الدولية للاعبين الذكور المحترفين في لعبة كرة القدم المكونة من 11 لاعبا (اي ليست الخماسية او الكرة الشاطئية) في تشرين الاول/اكتوبر 2010. وبدءا من مطلع 2009، اصبح استخدام النظام الزاميا في كافة التطبيقات الخاصة باول تسجيل للاعب قاصر او انتقال دولي يشمل لاعبا قاصرا.

&