&"مصائب قوم عند قوم فوائد"... تنطبق المقولة الشهيرة تماماً على حال المدريديين عقب رحيل ركيزة خط وسط الفريق الملكي تشابي ألونسو ما سببّ أفراحاً كبيرة لعشاق البلوغرانا وأدخل السعادة لقلب مدرب بايرن ميونيخ الألماني بيب غوارديولا.


&حازم يوسف-إيلاف: تزداد القناعة يوماً بعد يوم بفداحة ما ارتكبه رئيس نادي ريال مدريد الإسباني فلورنتينو بيريز في الاستغناء عن خدمات الدولي الإسباني المعتزل مؤخراً تشابي ألونسو والموافقة على رحيله لصفوف بايرن ميونيخ الألماني مقابل مبلغ مالي يترواح ما بين 8 و10 ملايين يورو.

&وسقط ريال مدريد منذ رحيل ألونسو رسمياً إلى العملاق البافاري في مناسبتيّن متتاليتيّن في الدوري الإسباني إذ تعرض لهزيمة ساحقة أمام ريال سوسييداد في الجولة الثانية من الليغا ثم تلقى خسارة مهينة من جاره اللدود أتليتكو في ديربي العاصمة مدريد وفي معقله سانتياغو برنابيو.
&
وبدا واضحاَ للجميع "حجم" الفراغ الكبير الذي تركه ألونسو بالرحيل عن القلعة المدريدية خاصة عندما يتم الحديث عن الناحية الدفاعية والبدنية على حد سواء إذ لا أحد يُشكك في موهبة الوافد الألماني الجديد توني كروس في خط الوسط إلا أنه لا يستطيع القيام أبداً بأدوار النجم الباسكي وهو ما ظهر بوضوح فشل ثنائية "كروس – مودريتش" في محور الارتكاز وبات أنشيلوتي مطالباً بسرعة حل تلك المعضلة إما بإشراك الألماني سامي خضيرة أو زميله الإسباني آسيير إياراميندي.
&
وأصبح النادي الملكي يعاني دفاعياّ بشكل كبير إذ تلقت شباكه ستة أهداف في ثلاث مباريات في الدوري الإسباني بمعدل هدفين في المباراة الواحدة وهو رقم كبير على نادٍ يريد لعب الأدوار الأولى في مختلف المسابقات المحلية والقارية.
في المقابل، استغل نادي برشلونة العائد بقوة مع المدرب لويس إنريكي الأوضاع المزرية لغريمه التقليدي ريال بعد رحيل ألونسو وفشل النادي الملكي في تعويضه بلاعب قادر على سد الفراغ الذي تركه ليبتعد في صدارة الليغا بفارق ست نقاط كاملة مع نهاية الجولة الثالثة من البطولة المحليّة.
&
وبدأ المدريديستا يقتنعون رويداً رويداً بأن الموسم الحالي سيكون مشابهاً تقريباً لما حدث للبلوغرانا في الموسم المنصرم عندما خرج رفاق القائد تشافي هيرنانديز بـ"ًصفر" من البطولات في عهد المدرب الأرجنتيني تاتا مارتينو وسط مخاوف من دخول الفريق الملكي في "مرحلة انعدام وزن" شبيهة بما عاشه النادي الأبيض بعد رحيل الفرنسي كلود ماكيليلي عن قلعة سانتياغو برنابيو صوب ستامفورد بريدج في لندن عام 2003.
&
كما أدخل قدوم تشابو ألونسو لملعب "أليانز أرينا" السعادة في قلب مواطنه المدرب الشاب بيب غوارديولا الذي اعتمد عليه مباشرة رغم عدم خوضه سوى حصة تدريبية واحدة حيث كسب "الفيلسوف" الرهان وحصد أربع نقاط أمام شالكه وشتوتغارت مع فوز نجم ريال مدريد السابق بجائزة "أفضل لاعب في المباراة" في المواجهتين السابقتين.
&
وأشاد الرئيس الفخري لبايرن ميونيخ فرانس بينكباور بقدرات النجم الإسباني معرباً عن قناعته بأن "اللاعبين الكبار لا يحتاجون للتأقلم بل يأتون ويلعبون كرة القدم".
&
ويعتقد مشجعو بايرن ميونيخ الألماني بأن تشابي ألونسو يعد الممثل الشخصي لأفكار وخطط المدرب بيب غوارديولا التكتيكية في الملعب مثلما كان يفعل "القيصر" بيكنباور ودوره يتجاوز أكثر من كونه قائداً فوق أرضية الميدان.
&
وتغزلت وسائل الإعلام الألمانية التي شنت هجوماً سابقاً على غوارديولا واتهمته بمحاولة طمس الهوية التاريخية لبايرن ميونيخ بالوافد الإسباني الجديد ووصفته كالمغناطيس، يجذب الجميع. والربان وقائد الأوركسترا.
&
ومن خلال أدائه مع بايرن في مباراتي شالكه وشتوتغارت، يظن عشاق الساحرة المستديرة بأن تشابي ألونسو "كما لو كان يلعب في صفوف البافاري منذ فترة طويلة" بسبب دوره الكبير في الملعب وقيامه بتسديد الركلات الحرة الثابتة وركضه لعشرات الكيلو مترات ما أدهش الجميع وتسبب بقلق بالغ لدى غوارديولا في إمكانية فقدان في الفترة المقبلة بسبب الإصابات.