&لم يكتفي المدرب الجديد لنادي برشلونة لويس انريكي بقيادة الفريق إلى تحقيق العلامة الكاملة في بداية الموسم بتسجيله أربعة إنتصارات كاملة دون أن يتلقى أي هدف ، كان نتاجها ثلاثة انتصارات في الدوري اعتلى بها صدارة الترتيب العام بـ 9 نقاط و انتصار في الجولة الأولى من دوري أبطال أوروبا ضد ابويل القبرصي ، بل تعداه إلى تحقيق نجاح آخر قلما نجح فيه بقية المدربين عندما اشرك جميع لاعبي الفريق الأول و ثلاثة من الفريق الثاني في المباريات رغم ان الموسم لم يمر منه سوى أربعة مباريات فقط .&

&صحيفة " سبورت " المقربة من أسوار النيو كامب سلطت الضوء على هذا الإنجاز الذي يحسب لمدرب يافع مثل انريكي مع نادٍ عريق بحجم البارسا و في أول تجربة له مما يؤكد نجاح استراتيجيته في التعامل مع تعداده البشري المتاح أمامه.
&
وأكدت الصحيفة الكتالونية أن انريكي اشرك خلال المباريات الأربع 19 لاعباً لمدة زمنية مختلفة ، فوحدهما الأرجنتيني ليونيل ميسي و الإسباني منير الحدادي شاركا في جميع المباريات بينما شارك بقية اللاعبين في بعضها وغابوا عن آخرى ، ووحده البرغوث لعب كافة دقائق المباريات بمجموع 360 دقيقة مما يؤكد دوره المحوري في الفريق هذا الموسم بعدما استعاد مستواه المعهود و قدم أداء فني و بدني راقي انسى من خلالها جماهير البلوغرانا مستواه المخيب العام المنصرم .
&
ولغاية المواجهة الأوروبية ضد ابيول القبرصي لم يشرك انريكي سوى المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز الموقوف لغاية نهاية شهر أكتوبر المقبل، والمدافع البلجيكي توماس فيرمايلن المصاب و المرتقب عودته في قادم الجولات والحارس الثالث جوردي ماسيب الذي يصعب الاعتماد عليه في الوقت الحالي في ظل تواجد الثنائي الألماني تير شتيغن و التشيلي كلاوديو برافو و ظهورهما بأداء جيد ، إذ لم تهتز شباك البارسا ولا مرة.
&
ويؤكد هذا الإنجاز الذي حققه انريكي مع البارسا المتخم بالأسماء اللامعة قوة شخصيته كمدرب في التعامل مع اللاعبين بدون تميز ، فالمعيار الوحيد الذي يراهن عليه في اختياراته التكتيكية هو معيار الجاهزية الفنية و البدنية والذهنية للاعبين فالأكثر جاهزية هو الذي يدخل في حساباته و هي طريقة تعامله مع اللاعبين و التي نجح في ترسيخها لدى لاعبيه و جعلتهم يتقبلونها بصدر رحب بل انها ساهمت في رفع الجرعات التدريبية لديهم من أجل الحصول على ثقته في المباريات الرسمية.
&
و يرفض انريكي التعامل بمبدأ ان الفريق الذي يفوز لا يمكن تغييره في المباراة التي تليها ، إذ انه يترك الباب مفتوحا أمام اي احتمال و كل لاعب مطالب بتجهيز نفسه و منافسة زملائه في الحصص التدريبية لبلوغ اقصى درجة حتى يتسنى له تقديم أفضل مردود ممكن خلال المباريات الرسمية.
&
وأكد انريكي في تصريحات له رفضه تطبيق سياسة التدوير بين اللاعبين بل يفضل إشراك اللاعبين الـ11 الأكثر جاهزية بغض النظر عن المباراة السابقة ، فكل التعداد يجب أن يكون معنياً.&
&
والحقيقة أن انريكي نجح في خطته بدليل أن الفريق انتصر في جميع مبارياته دون أن يعتمد على تشكيل أساسي ثابت بل انه في المواجهة الأوروبية أجرى تسعة تغييرات عن التشكيل الأساسي الذي خاض به مباراة اتلتيكو بيلباو التي فاز بها بثنائية نظيفة.
&
و يدرك انريكي جيداً ان الاعتماد على توليفة واحدة ورغم ما تمنحه له من إيجابيات خاصة ما يتعلق بالتناغم بين اللاعبين يشكل خطراً على الفريق مع مرور الجولات و اقتراب الموسم من خط النهاية حيث تكثر الإصابات والعقوبات مما يحتم عليه الإستعانة بلاعبي دكة الاحتياط لذلك يتطلب الامر من البداية تجهيز جميع اللاعبين وإبقائهم دائماً مركزين على المباريات، &كما ان عدم ضمان اي لاعب لمكانته في التشكيل سيحفزه على العمل أكثر في التدريبات .
&
كما يعكس إقحام انريكي لجميع اللاعبين ثقته المطلقة في مهاراتهم و قدراتهم الفنية و البدنية و عدم تعامله مع الأسماء وهي رسالة واضحة منه إليهم مفادها أن الكرة في أقدامكم وانه سيمنح الفرصة للجميع لإبراز إمكانياته ، كما ستسمح له هذه الطريقة في توطيد علاقته باللاعبين و تفادي المشاكل التي قد تحدث في غرف الملابس .
&