استرجع الاف السعوديين بمدينة جدة (غرب السعودية) حب لعبة المصارعة الحرة من جديد ، بعد أن غصًت بهم مدرجات الصالة الرياضية المغلقة بمدينة الملك عبدالله الرياضية ، والتي تستضيف في الفترة من 8 إلى 10 أكتوبر الجاري ، عروض ومباريات المصارعة الحرة التابع لاتحاد المصارعة العالمية الترفيهية المعروف اختصارا &"دبليو دبليو أي" .

&الجدلية حول ما يحدث في الحلبة من سيناريو مكتوب مسبقاً ، فضلا على ارتفاع أسعار التذاكر التي بلغت قيمة بعض فئاتها ( 1500- 3000 ) ريال، كل هذا لم يثنى محبي اللعبة في السعودية من الحضور إلي الموقع مبكرا و الذي أغلق أبوابه &قبل انطلاقة الفعالية بساعات، بعد أن تدافعت الجماهير وحجزت أماكنها في الصالة التي تتسع &لعشرة آلاف مقعد.
&
ويعود تاريخ علاقة &السعوديين مع لعبة المصارعة الحرة إلي حقبة السبعينات ، حيث كان التلفزيون الرسمي يبث حلقات أسبوعية عن المصارعة الحرة و التي كانت غالبية &مشاهديها هم من كبار السن رجال ونساء، ومع تطور التكنولوجيا ودخول البث الملوّن إلي السعودية في عام 1977 م زاد مشجعو المصارعة من الفئات الصغيرة في الأعمار.
&
وفي حين لم تشهد تلك الحقبة دخول الفضائيات بعد ، كان السبيل الوحيد لمتابعة المصارعة الحرة هو التلفزيون الرسمي ، فيما كان الأستاذ الراحل إبراهيم الراشد ، هو نجم الحلبة و المعلق الأول &على مستوى الخليج العربي لبرامج المصارعة، حيث استطاع بأسلوبه الفريد جذب الكثير من المشاهدين، مما جعل نجاح البرنامج مقترنا به طوال ما يقارب الثلاثين عاما.
&
&ومع دخول حقبة التسعينات ، شرع مصارعين أمثال "هالك هوجن" و"المحارب" و" أندريه العملاق" في و ضع حجر أساس لمفهوم "المصارعين العالميين" &ومثل أقرانهم من الشباب في العالم ، عشق الكثير من السعوديين هؤلاء المصارعين ، و قلدوا حركاته ولبسوا مثلهم وتحول الأمر إلى ظاهرة &، تسببت في أزمة لدى الكثير من المحافظين ، من تنامي نفوذ هؤلاء المصارعين &بين أوساط الشباب.
&
ويقول الباحث الاجتماعي محمود الشهري ، إن موسيقى "التتر" الخاصة ببرنامج المصارعة الحرة ، والتي كانت إحدى أغاني فنان البوب مايكل جاكسون، أثبتت قدرتها على تخطي حاجز اللغة، حيث كان &الكثير من محبي المصارعة &يدندنون لحنها ويعشقون إيقاعها ، بعد أن حرك ارتباط الأغنية بما يعشقون، &مشاعرهم تجاهها ، دون حتى أن يدركوا فعلا ماذا تعني، مشيرا في حديثه لـ"إيلاف ، أن ذلك &أعطى المحافظين عشرات الأسباب &لاتهام تلك اللعبة بالإفساد والهاء الشباب، بحسب وصفه.
&
وتزامن خفوت نجم العاب المصارعة ، مع بدء عصر الفضائيات &حيث لم تعد المصارعة تحظى بذلك الاهتمام ، بسبب تعدد القنوات وبرامج الترفيه ، &فيما قال الشهري إن تدافع الشباب على حلبة المصارعة في جدة ، دليل &بان الشباب بحاجة إلي التنوّع في جلب وسائل الترفيه ، مبينا انه إجراء صحي يقتل وقت فراغ الشباب ، كما أن المصارعة عبارة عن مدرسة في الإقدام والشجاعة والحماس ، والشباب بحاجة ماسة إلى الانفتاح على ثقافات العالم بدلاً من أن يقوموا بممارسة الهوايات القاتلة مثل هواية التفحيط ، على حد وصفه.
&
و تستضيف الصالة المغلقة بمدينة الملك عبدالله الرياضية، في جدة، ثلاثة عروض مصارعة، حيث سيلعب &أبطال المصارعة الأكثر شهرة في العالم من أبطال الوزن الثقيل العالمي، مثل جون سينا وبيج شو وذا ميز وسيث رولينز، وغيرهم على لقب الولايات المتحدة في المصارعة الحرة ، وذلك من خلال ثلاث نزالات فردية و زوجية &في حلبة عالمية &تم تصميمها خصيصا من ( دبليو دبليو إي).
&
تجدر الإشارة، إن ( &دبليو دبليو إي ) هي مؤسسة المصارعة العالمية الترفيهية ، و هي مؤسسة تقدم الترفية الرياضي وتتعامل بشكل أساسي مع مصارعة المحترفين، حيث تقوم بعملية تنظيم مباريات مصارعة المحترفين في العالم، &فضلا عن &إنتاج الأفلام و الإصدارات الموسيقية والسلع التي تقوم بإنتاجها من بيع حقوق امتياز توزيع منتجاتها المختلفة.