&أفرزت مواجهة الكلاسيكو بين الغريمين ريال مدريد وبرشلونة التي احتضنها ملعب سانتياغو بيرنابيو في الجولة الـ12 من الدوري الإسباني العديد من التداعيات الإيجابية والسلبية لكلا الناديين سواء على مستوى الجهاز الفني أو اللاعبين ، حيث تضرر بعضهم ، فيما استفاد اخرون سواء من الانتصار الكاسح لبرشلونة أو من السقوط المدوي لريال مدريد.

صحيفة "إيلاف" في التقرير التالي تسلط الضوء على الفائزين والخاسرين من موقعة الكلاسيكو حيث استفاد الفائزون بإرتفاع اسهمهم وتحقيق مكاسب من وراء هذه المواجهة ، فيما ساهمت الخسارة في تقليص قيمة الفاشلين في القمة الكروية.
&
الفائزون:
&
الفائز الأول هو فريق برشلونة ، فالفوز الكاسح مكنه من ضرب مجموعة عصافير بحجر واحد ، حيث عزز صدارته لليغا وتوسيع فارق النقاط الذي يفصله عن غريمه ريال مدريد إلى ست نقاط مساهماً في إبعاده بنسبة كبيرة عن دائرة المنافسة على اللقب ، وجعل من مواجهة الإياب أقل اهمية مهما كانت نتيجتها حتى لو خسرها البلوغرانا.
&
&كما أن البارسا وفي عز الأزمة السياسية التي يعيشها إقليم كاتالونيا بسبب قضية الانفصال عن المملكة الإسبانية ، فقد نجح في تحقيق ثالث أكبر انتصار له في قلب العاصمة مدريد ، ما منح لعشاقه الكتالونيين نشوة معنوية عالية تجعلهم يشعرون بالفخر و لاعتزاز بإمتلاكهم لأقوى نادٍ.
&
الفائز الثاني هو الإسباني لويس انريكي مدرب برشلونة الذي حقق اول انتصار له كمدرب للفريق على غريمه الميرنغي في "سانتياغو بيرنابيو" معقل النادي الملكي، بعدما كان قد خسر مباراته الأولى على هذا الملعب الموسم المنصرم ، حيث أثبت إنريكي علو كعبه وقدرته على ترك بصمته على أداء فريقه في اقوى المواجهات ، رغم الظروف العصيبة التي يمر بها البلوغرانا خاصة كثرة الإصابات التي حرمته من جهود العديد من اللاعبين على رأسهم المهاجم الارجنتيني ليونيل ميسي.
&
الفائز الثالث هو المهاجم الاوروغوياني لويس سواريز الذي كان له دوراً مؤثراً في إنتصار برشلونة بالكلاسيكو وتحقيق الفريق للنقاط الثلاث ، بعد توقيعه على ثنائية حاسمة ليؤكد "العضاض" انه رجل المهمات الصعبة &وبطل المباريات المصيرية ، وبعدما منح فريقه الكتالوني الفوز الموسم المنصرم في كلاسيكو الإياب بهدف قاتل، ليعود مجدداً لتحقيق انتصار كاسح في قلب العاصمة مدريد مؤكداً بأنه يستحق المنافسة على جائزة الكرة الذهبية ، بسبب حضوره الطاغي في المواعيد الكبرى بسبب أهدافه الحاسمة.
&
الفائز الرابع هو المايسترو اندريس انييستا الذي قدم مردودا فنياً وبدنياً عالياً قلما يقدمه لاعب وهو في سن الـ32 عاماً ، وأمام منافس من العيار الثقيل مثل ريال مدريد ، حيث سجل هدفاً ولا أروع وصنع مثله ليؤكد بأنه لا يزال "رسام الوسط الكتالوني" بشهادة &جمهور الميرنغي الذي صفق له كثيراً ، خاصة وأنه خاض هذه المباراة &وهو مصاب &ولم يكن على أتم الجاهزية ، في وقت كان قريباً من الجلوس على دكة الاحتياط منه الى المستطيل الاخضر.
&
الفائز الخامس هو المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي استفاد من خسارة فريقه للكلاسيكو ، ذلك أن النتيجة العريضة التي مني بها الفريق وظهور فريقه ريال مدريد بأداء باهت جعل الدون يكسب معركته ضد المدرب رافاييل بينيتيز، ليؤكد صحة نظرته ورأيه في أسلوب وطريقة لعب المدرب الإسباني، لأن فوز الريال في الكلاسيكو كان سيجعل من رونالدو في موقف ضعيف امام مدربه.
&
الخاسرون
&
الخاسر الأول فريق ريال مدريد ، لأن خسارته للكلاسيكو قللت من فرصته في المنافسة على لقب الدوري الإسباني بشهادة كافة المتابعين بما فيهم أبناء النادي الملكي بالنظر إلى فارق النقاط الذي أصبح يفصله عن برشلونة فضلاً عن تقهقره في سلم الترتيب العام للدوري وتراجعه إلى المركز الثالث ، كما أن الخسارة الثقيلة زعزعت الوضع الداخلي لريال مدريد وجعلت غرف ملابسه وإدارته على صفيح ساخن ، ما قد يجعل الفريق يدفع ضربية هذه الخسارة تضييع البطولات الثلاث.
&
ثاني الخاسرين هو مدرب الريال رافائيل بينيتيز الذي أصبح مهدداً بعد كل مباراة بفقدان منصبه ، بعدما خسر الكثير من أسهم في سوق المدربين ، حيث أثبتت مباراة الكلاسيكو بفقدانه الكفاءة التي تمكنه من قيادة الأندية الكبيرة مثل ريال مدريد وأن التعاقد معه كان خاطئاً منذ البداية ، بسبب شح السوق من الفنيين الاكفاء ، ولتؤكد للجميع أن خسارة الكلاسيكو جاءت في وقتها لتكشف ان حصيلة تجربته مع الميرنغي لن تختلف كثيراً عنها في تجاربه مع تشلسي الإنكليزي وإنتر ميلان الإيطالي.
&
الخاسر الثالث هو البرتغالي كريستيانو رونالدو ، فحتى وإن كسب معركته مع بينيتيز، فإن معركته من اجل الكرة الذهبية وإستعادة توهجه ومستواه المعهود خسرها بعد المردود الفني المتواضع الذي قدمه في الكلاسيكو.
&
وبعض النظر عن الاسلوب التكتيكي الذي اختاره مدرب الريال ، فإن دور رونالدو كنجم كان كافياً لمنافسة البارسا أو على الأقل العمل على تفادي خسارة ثقيلة برباعية نظيفة، ليثبت الكلاسيكو مجدداً ان فريق ريال مدريد هو الذي يخدم رونالدو وليس العكس.
&
الخاسر الرابع هو رئيس الميرينغي فلورنتينو بيريز فنتيجة الكلاسيكو اثبتت انه اخطأ كثيراً حين أصدر قراره بإقالة الإيطالي كارلو انشيلوتي من منصبه قبل عام من إنقضاء عقده رغم أن حصيلته الموسم المنصرم لم تكن سلبية ، فضلاً عن نجاحه في موسمه الأول بتحقيقه للقبين كبيرين هما كأس ملك إسبانيا ودوري أبطال أوروبا .
&
هذا وقد تساهم خسارة الكلاسيكو في إحياء أطماع معارضيه في الإطاحة به خاصة أن أغلب المنسوبين والمهتمين بالشأن الملكي قد عارضوا التعاقد مع بينيتيز ، ما قد يجعله الآن بعد هذه الهزة الكبيرة &التي تعرض لها الفريق مطالباً بإعادة ترتيب أوراق البيت الملكي قبل إنفجار الوضع الداخلي خاصة أن غرفة بينيتيز قد تتسبب في انهيار غرف أخرى في النادي أبرزها التي يقطن فيها رونالدو.
&
الخاسر الخامس هو الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي كان يراهن &كثيراً على الكلاسيكو لرفع أسهمه ومضاعفة فرصته في استعادة جائزة الكرة الذهبية ، غير أن إصابته وإشراكه في الشوط الثاني دون تقديمه مردوداً كبيراً جعله لا يستفيد من الكلاسيكو ، حيث أن الظهور الباهت للريال في المباراة ، كان سيجعل من حضور ميسي في اللقاء بمستواه المعهود بطلاً في قلعة "سانتياغو بيرنابيو".
&