&سجل ليفربول وصيف بطل الدوري الإنكليزي الممتاز نتائج متواضعة في بداية الموسم الجاري على الصعيدين المحلي و القاري ، بعدما خسر العديد من مباريات البريمير ليغ جعلته يبتعد كثيراً عن صدارة الترتيب العام &ويقصى مبكراً من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا .

وتعرض مدرب الفريق الإيرلندي بريندان رودجرز لانتقادات شديدة من قبل الإعلام المحلي بسبب هذه النتائج ليحمله المسؤولية الكاملة في تراجع أداء الفريق و اتهامه بالفشل في إيجاد خليفة للمهاجم الأوروغواني لويس سواريز الذي انتقل إلى برشلونة ، حيث تناسى الإعلام بأن سواريز لم يكن ليعلب مع الفريق حتى لو بقي في ليفربول بسبب إيقافه من قبل الإتحاد الدولي لكرة القدم " &الفيفا ".
&
و رغم تلك الانتقادات إلا ان رودجرز لم يكترث و استمر في العمل و البحث عن الوصفة التي تمكنه من معالجة المشاكل الفنية للريدز و التي تحتاج منه إلى قرارات ليست فقط صحيحة و لكن أيضاً جريئة و هو ما تحقق فعلاً .&
&
ومنذ الخسارة من مانشستر يونايتد بثلاثية نظيفة لم يخسر ليفربول أي مباراة في الدوري الممتاز ، حيث قدم عروضاً قوية جعلته يحقق نتائج إيجابية ، ليحقق أربعة انتصارات متتالية أمام ساوثهامتون و توتنهام هوتسبيرز و &البطل مانشستر سييتي وأخيراً أمام بيرنلي ليصعد بفضلها سلم الترتيب العام ويصبح خامس الترتيب بفارق ضئيل عن صاحب مركز الوصافة "مانشستر سيتي " ، وهو مركز يتيح له الفرصة للمشاركة مباشرة في مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل .
&
و بفضل هذا الأداء الراقي و هذه النتائج الجيدة كسب رودجرز ثقة الجمهور و الصحافة البريطانية التي اشادت بدوره المحوري و منها صحيفة " الميرور " التي خصته بتقرير سلطت فيه الضوء على القرارات " السبعة " التي اتخذها المدرب الإيرلندي لتصحيح مسار ليفربول في منافسات الدوري الإنكليزي الممتاز ، حيث جاءت هذه القرارات كالتالي :&
&
1- إبعاد بالوتيلي عن التشكيلة الأساسية :
&
القرار الأول الذي اتخذه المدرب رودجرز هو إبعاد المهاجم الإيطالي المشاكس ماريو بالوتيلي عن التشكيل الأساسي للفريق منذ شهر نوفمبر الماضي بعدما منحه الفرصة الكاملة ليلعب أساسياً في 11 مباراة من أصل 15 دون ان يثبت جدارته و أحقيته بما دفعه النادي لأجل من أجل التعاقد معه ( 16 مليون جنيه استرليني ) والتي تكبدتها خزينة ليفربول بإيعاز من رودجرز &نفسه من أجل تعويض مهاجم الفريق المصاب دانييل ستوريدج.&
&
و فضل رودجرز &الاعتماد عليه في دكة الاحتياط كورقة رابحة بعدما تأكد اه بأن إشراكه أساسياً يربك حساباته التكتيكية و يؤثر سلباً على مردود زملائه بتصرفاته المزاجية معهم و مع الحكم والمنافسين.
&
2- تغيير دور رحيم ستيرلينغ :
&
القرار الثاني الذي اتخذه رودجرز &و اثر إيجاباً على أداء الريدز هو تغيير المركز التكتيكي للمهاجم الشاب رحيم ستيرلينغ ، إذ اصبح يقحمه كمهاجم صريح في تشكيلة الفريق ، و هو المركز الذي يلعب فيه سترلينغ للمرة الاولى ، ورغم ذلك و بتحفيز من مدربه قدمه فيه مردودا جيداً بفضل حيويته و حماسة ، لينجح الدولي الإنكليزي في أداء مهمته على أفضل وجه.
&
وتمثل مركز &رحيم الجديد في إزعاج دفاعات المنافسين و دفعهم إلى الإرتباك من خلال تحركه بدون كرة لخلق المساحات أمام زميليه البرازيلي كوتينهو و الإنكليزي آدم لالانا ، و هو الواقع ان رودجرز &بهذا القرار بدا و كأنه وجد خليفة سواريز الذي كان يتولى القيام بهذه المهمة التي فشل بالوتيلي في تنفيذها .
&
3- تغيير طريقة اللعب :
&
منذ الخسارة من مانشستر يونايتد بثلاثية نظيفة لجأ المدرب رودجرز &إلى تعديل على طريقته التكتيكية ، إذ فضل اللعب بطريقة 3-4-3 ، والتي منحت للفريق مناعة دفاعية إنطلاقاً من وسط ميدان قوي و جاهز لكسر هجمات المنافسين قبل وصوله لدفاعات الريدز ، و هي الطريقة التي سمحت له بتوظيف جيد لقدرات لاعبيه خاصة أن المدافع الفرنسي مامادو ساكو يمثل كمتوسط دفاع وفي &نفس الوقت سمحت للظهيرين بدعم الهجوم دون الإخلال بواجباتهم الدفاعية.
&
4- الدور الجديد للألماني إيمري كان :
&
في ظل الخطة التكتيكية الجديدة للريدز رسم المدرب رودجرز &للاعب الألماني إيمري دوراً جديداً في وسط الميدان سمح له بتفجير قدراته و تقديم مردود فني أفضل بكثير مما كان يقدمه سابقاً، حيث اصبح قادرا على إمتلاك الكرة بشكل أكبر وقت ممكن والسير بها في وسط الملعب أطول مسافة ممكنة ، واصبحت جماهير " الانفيلد رود " تترقب هجمة خطيرة وهدف في مرمى المنافس كلما أستلم ايمري الكرة &بفضل قدرته على تغيير مجرى اللعب و قدرته على إرباك المنافس الذي يصعب عليه توقع إتجاه تمريراته.
&
5- الإبقاء على الحارس سيمون مينيوليه:
&
رغم تلقيه ثلاثة أهداف في المواجهة التي خسرها ليفربول من مانشستر يونايتد إلا أن المدرب رودجرز قرر منح ثقته للحارس البلجيكي سيمون مينيوليه للاستمرار في حراسة عرين الريدز على الرغم من انه يتحمل جزءاً هاماً من مسؤولية الأهداف الثلاثة ، ليفهم الحارس البلجيكي رسالة مدربه وينعكس بالإيجاب على مردوده وأصبح من حينها يقدم مستويات متميزة منحت الاطمئنان لزملائه في خط الدفاع.
&
6- أداء فيليب كوتينهو :
&
أصبح متوسط الميدان الهجومي البرازيلي &فيليب كوتينهو يقدم مردوداً عالياً مع ليفربول في ظل التكتيك الجديد الذي يلعب به المدرب رودجرز و الذي منح حرية أكثر لكوتينهو في هجوم الفريق ، فأصبح يسجل اهدافاً في اغلب المباريات .
&
و نجح بذلك مدرب الريدز في إخراج كل ما بجعبة لاعبه من مهارات و قدرات تقنية يتمتع بها لم تكن لتظهر لولا التعديلات التي ادخلها على تكتيك الفريق و التي جعلت منه أحد أفضل اللاعبين في مركزه في الدوري الإنكليزي هذا العام ، ليتم استدعائه من قبل كارلوس دونغا مدرب منتخب البرازيل لخوض المباريات الإعدادية لبطولة "كوبا أمريكا " الصيف القادم، بعد ظهوره بمستويات لافته .
&
7- اللعب بدون القائد جيرارد:
&
توقع الكثير من المتابعين ان يفشل مدرب ليفربول في إيجاد خليفة لقائد ستيفن جيرارد في خط الوسط بعدما قضى معه مواسم طويلة غير ان رودجرز أكد عكس ذلك و نجح في تقديم مباريات في القمة في غياب إيقونة " الانفيلد رود " بعدما اشرك الثنائي جوي ألين و جوردان هيندرسون حيث قدم هذا الثنائي مردودا جعل جماهير الريدز تدرك بأن ليفربول بإمكانه ان ينافس و بقوة حتى في غياب قائده الاسطوري جيرارد الذي قرر الرحيل عن النادي بنهاية الموسم الحالي ، بل ان ليفربول هذا الموسم بدون جيرارد قدم مستويات أفضل بكثير من حضوره خاصة مع تراجع أداءه البدني و الفني بل ان حضوره أصبح يمثل عبئا على زملائه و على مدربه.