&على الرغم من حالة التفاؤل التي عمّت الجماهير الرياضية العراقية برفع الحظر عن الملاعب العراقية، إلا أن هذا التفاؤل كان مقروناً بعدم الثقة برئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر لتجربة سابقة معه !


&عبدالجبار العتابي من بغداد:&يعتقد الكثير من المهتمين بالشأن الكروي العراقي أن جانب بلاتر لا يمكن أن يؤتمن وأن قراره برفع الحظر عن اقامة مباراة دولية ودية واحدة لا يعدو كونه اكثر من (تخدير أعصاب)، لا سيما ان السويسري العجوز سبق ان رفع الحظر ومن ثم أعاده، فيما يرى البعض أن الخبر إن كان صحيحًا فهو خطوة بالاتجاه الصحيح ويجب استغلالها بأتم صورة ممكنة.
&
&مسعود: الفيفا يوافق على إقامة مباراة دولية لكن بشروط!
&
&كان رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عبد الخالق مسعود قد اكد ان وفد العراق المشارك في اجتماعات الاتحاد الدولي الفيفا برئاسة وزير الشباب والرياضة عبد الحسين عبطان اجتمع برئيس الفيفا جوزيف بلاتر الذي أعطى موافقة أولية على استضافة العراق مباراة دولية ودية على ارضه من اجل ان تكون بروفة قبل قرار رفع الحظر عن الملاعب العراقية خلال شهر أيلول /سبتمبر المقبل على أن تكون تحت إشراف لجنة دولية تقيم مدى نجاح البلاد في استضافة المباريات مستقبلاً.
&
واضاف عبد الخالق مسعود ان انتخابات الاتحاد الدولي الفيفا التي ستقام نهاية الشهر الجاري ستكون مؤثرة في قضية رفع الحظر وأن هناك قبولاً واسعًا باستعادة العراق حقه بتنظيم المباريات مستقبلاً وان الاجتماع كان مغلقاً وضعت فيه النقاط على الحروف وتم إعطاء الاتحاد الدولي جميع الضمانات المطلوبة من اجل رفع الحظر الكامل عن ملاعبنا.
&
&بلاتر.. ثعلب!
&
&الى ذلك، اعلن العديد من جمهور الكرة العراقية استغرابهم ايضاً لقرار بلاتر، متسائلين: لماذا رفع الحظر عن المباريات الودية ولماذا ليس عن كل المباريات، وما الفرق بين الودية والرسمية إن كان اللعب في الملعب نفسه وفي المدينة، مؤكدين على غموض القرار وغرابته.
&
وأشاروا إلى أن بلاتر يضحك على الاتحاد العراقي لكرة القدم من خلال هذا التسويف الذي يبدو أنه يصب في صالح المرشح السويسرس من اجل الانتخابات المقبلة وضمان صوت العراق لصالحه.
&
من جانبه قدم موقع معرض الكرة العراقية المصور توضيحاً لقرار رفع الحظر ، قال فيه:"بلاتر اعطى الضوء الاخضر باقامة مباراة ودية واحدة في شهر 9 وبحضور لجنة يخصصها الاتحاد الدولي ، في حال ان الامور سارت على خير فإن اللجنة سوف توصي برفع الحظر من عدمه".
&
&وأضاف :"بلاتر ثعلب يريد صوت العراق بالانتخابات المقبلة، وكلنا نتذكر انتخابات الفيفا السابقة وايضًا لعبنا مباراة مع فلسطين في ملعب الشعب وفاز بلاتر ورجع الحظر!!.
&
مصالح ليس الا&
&
اما اللاعب الدولي السابق سعد قيس، فقد اكد ان بلاتر يضحك على العراق، وقال:" والله انا أرى أن دبلوماسيتنا وتحركاتنا يجب ان تكون بذلك القدر وتقديم كل شيء يطمئنهم، ويكون بالقدر الكافي فهو بالتأكيد سيكون له اثر مهم، ولكنني ارى ان بلاتر فقد يضحك علينا فعلا &مثلما فعل في المرة السابقة".
&
وأضاف:"إن اعطاء موعد الشهر التاسع لاقامة مباراة ودية واحدة هو دليل على أن بلاتر غير جاد في ذلك وانه قرر هذا من اجل ضمان صوت العراق في الانتخابات المقبلة، وبعد ذلك سيرجع الحظر بحجة أو بأخرى".
&
وختم بالقول:"أعتقد ان القضية في مجملها لعبة انتخابات، وهي بكل الأحوال مصالح".
&
تخدير اعصاب&
&
اما المدرب في نادي الشرطة كريم نافع فقد قال&إن القرار بلا ادنى شك هو تخدير اعصاب، واضاف:"أنا لم أسمع &من الخبر الا تأجيل رفع الحظر واقامة مباراة واحدة حتى الشهر التاسع ، وهذا بحد ذاته (فيلم هندي) نحن لا نمتلك اشخاصاً يجيدون الاقناع على المستوى الآسيوي والعالمي،، اضافه لعدم الاهتمام الفعلي المؤثر من قبل الحكومة على مستوى عالٍ،، الحظر مسألة خطيرة وكبيرة وعلينا القيام بجهد كبير على جميع المستويات".
&
واضاف:"بلاتر ليس صادقًا معنا وقراره البسيط هذا ضحك على ذقون اتحاد الكرة العراقي، واعتقد انه مجرد تخدير اعصاب بدون ادنى شك".
&
لا امان للفيفا&
&
اما المشجع الزورائي احمد علي فقال:"أتمنى من كل قلبي ان اكون خاطئاً في تشاؤمي من أن قرار رفع الحظر ليس إلا خدعة من بلاتر، لأن التجربة علمتنا ان لا امان للفيفا الذي سبق وان اعلن وقرر رفع الحظر جزئيا وكليا عن الملاعب في مدن شمالي العراق، ولكن ما انتهت الانتخابات وفاز بلاتر حتى أعيد الحظر".
&
&وأضاف:"علينا ان ننسى رفع الحظر عن المباريات الرسمية، وكان الاجدر بوزير الشباب ورئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم رفض المهلة لان الغاية منها اطالة امد رفع الحظر ومحاولة خداع الجماهير الرياضية".
&
اما سعد عبد الربيعي فقال:" الموافقة الاولية المشروطة على السماح للعراق باقامة مباريات ودية على ارضهِ، خطوة جيدة كبداية للرفع الشامل والكامل للحظر المفروض على العراق، تحسب الى وزارة الشباب والاتحاد العراقي، ولكننا لم نعرف ماهي الضمانات التي قدمها الوفد الى الاتحاد الدولي الفيفا؟ اليس من حق الجميع أن يعرف بكل ما دار في هذا الاجتماع؟ ام ان انجاح العملية برمتها وتحقيق الضمانات التي وعد بها الوفد محصور بالوزارة والاتحاد؟ اسئلة وعلامات استفهام كثيرة بحاجة الى اماطة اللثام عنها!!
&
واضاف:"لا بأس ان نقترح من وجهة نظرنا كجزء من الشارع الرباضي أن يتم التأنّي ودراسة الخطوات بدقة وعلمية لكي لا تفشل التجربة لا سمح الله وعندها سنعود الى المربع الا لننتظر سنوات اخرى بانتظار المحاولة الثانية!! كذلك نقترح الاسراع بانجاز ملاعب ذات مواصفات دولية في محافظات الجنوب التي تتمتع بدرجة امان مقبولة حتى يمكن احتضان هذه المباريات الدولية وانجاح ذلك باعلى الدرجات مما يمهد بسهولة للرفع الكلي للحظر على الكرة العراقية وملاعبها".
&
ذر الرماد في العيون
&
من جهته، اكد رئيس القسم الرياضي لجريدة الدستور الزميل هاشم البدري حيث قال:"بصراحة رفع الحظر الكروي الاولي الودي عن الملاعب العراقية لم يأتِ بجديد، واعتقد انه جاء من باب الضحك على الذقون، لا سيما وأن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السيد جوزيف بلاتر امام تحديات جديدة مقبلة قبل الدخول في معترك الصراع على رئاسة فيفا، وهذا وحده يتطلب جهودًا مضنية وكبيرة حتى وان جاءت بالمكر والخديعة لكسب حرب انتخابية معلنة وواضحة بمواجهة خصومه باستمالة الاتحادات المنضوية تحت خيمة فيفا والعراق واحد منها".
&
&وأضاف:"كما تعلمون أن صوت العراق مهم ومهم جداً في هذه الفترة الحرجة والمفصلية، لذا فان السيد بلاتر عزف على وتر كسب ود العراق بالتحصل على صوته مقابل رفع هذا الحظر بشكله الودي بالضد من منافسيه واعتقد أن مثل هذه الحيلة انطلت على قادة الرياضة العراقية لخبراتهم المتواضعة في هذا الميدان، ولا أرى كما يرى غيري في الافق أن هناك رفعًا للحظر الكروي إن كان في شقيه الجزئي أو الكلي ، وما يحصل من جراء ذلك يعد بمثابة الابرة المخدرة التي وضعتنا في تيه وشتات ازاء موضوعة مهمة تتمثل بعودة فرقنا الى الواجهة من خلال ممارسة حقها الطبيعي باللعب على ارضها وبين جماهيرها، وهو استحقاق طبيعي ولا منة من بلاتر ولا غيره، فالعراق اكبر من كل المسميات وعلى قادة الرياضة العراقية ان يعوا هذه الحقيقة ليجعلوا من صوت العراق القوة الضاربة والمؤثرة بتثبيت حق العراق في هذا المجال وليس كما يحصل بذر الرماد في العيون عبر البدعة التي اوجدها بلاتر واقنعنا واقتنعنا بها".
&
ويفرض الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) حظرًا على إقامة اللقاءات الودية والرسمية للمنتخبات العراقية في العاصمة بغداد، وسمح بإقامتها في اربيل، بيد أن الاتحاد العراقي أعلن في الـ26 من شهر أيلول/ سبتمبر 2012، عن تلقيه إشعارًا من الفيفا يفيد بعدم السماح بإقامة مباريات المنتخبات العراقية بعد على ملعب فرانسوا حريري في مدينة اربيل، ونقلها إلى خارج البلاد في مكان يختاره العراق خلال 10 أيام.