تضاربت الأنباء عن سبب هروب المدرب البوسني بعد يوم من وصوله إلى العاصمة بغداد لاستلام مهمة تدريب المنتخب الوطني العراقي للاستحقاقات المقبلة لكن التهديد هو الأقرب إلى التصديق.

فوجئ الوسط الرياضي العراقي باعتذار المدرب البوسني جمال حاجي عن تدريب المنتخب العراقي لكرة القدم وإلحاحه على مغادرة بغداد بعد يوم واحد من وصوله إليها وبعد تصريحاته الإيجابية بشأن المهمة التي استلمها.

وبينما أعلن الجميع عدم معرفتهم الأسباب الحقيقية لهروب المدرب البوسني، فقد أكد حاجي ان الأسباب شخصية له وللكادر الفني الذي معه ، ليغادر حاجي بغداد عبر مطارها الأحد فيما شكل اتحاد الكرة لجنة لمتابعة الأمر عبر التنسيق مع الفندق الذي كان يسكن به حاجي لإعادة شريط كاميرات الفندق، لا سيما أن هناك شكوكا تحوم حول جهة ما قامت بتهديد المدرب وإجباره على الرحيل .&

عقد أغلى&

&لكن المتداول في الوسط لا سيما من العارفين ببواطن الأمور ان حاجي اما ان يكون قد تلقى تهديدات من جهات غير معروفة أو انه تلقى قبل توقيعه العقد مع الاتحاد العراقي عرضا من أحد الأندية قيمته أكبر وأفضل من قيمة العقد العراقي ، وهذا ما أكده الكابتن يحيى علوان -مدرب المنتخب حالياً- الذي قال: " حاجي جاء ليوقع العقد ولكن اعتقد أن عقداً ما عرض عليه أكبر ، والأيام ستثبت صحة كلامي "، فيما رأى وزير الشباب السابق ان السبب في القومسيون المفروض على المدرب .

قصة غريبة&

فقد أكد مصدر موثوق به أن الاتحاد وبعد الاتفاق مع المدرب تم إرسال العقد المبدئي له من أجل &الإطلاع عليه والموافقة على ما جاء فيه ومن ثم توقيعه ، ليتم إرسال التذاكر وتأشيرة الدخول للمدرب بتاريخ 27 من شهر تموز/يوليو ليصل إلى بغداد ثم منها إلى فندق بغداد وذلك قبل بدء المعسكر بيوم واحد.

لكن رئيس الاتحاد العراقي عبد الخالق مسعود، قال: "المدرب جمال حاجي ابلغنا عدم مقدرته على قيادة المنتخب الوطني رافضا ذكر الأسباب، حيث تم الجلوس معه لمدة ساعتين وتنازلنا عن بعض فقرات العقد حتى اننا ابلغناه بزيادة العقد لو رغب ذلك ولكن دون جدوى".&

وأضاف :" لكنه قرر السفر والعودة إلى موطنه، وكل ما تم التوصل إليه من الأسباب هو معارضة زوجة مدرب اللياقة من وجود زوجها في بغداد خوفا على حياته".

وأضاف مسعود:"طلبنا من رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية رعد حمودي الجلوس مع المدرب وفعلا تم ذلك ولأكثر من ساعة وأيضاً لم نتوصل الى اي سبب من المدرب بعدم قدرته على الاستمرار مع الوطني".

أسرار القصة&

إلى ذلك أكد الزميل الصحافي روان الناهي ان شاهد عيان روى له نص ما جرى مع جمال حاجي يوم رفضه قائلاً:"عند الساعة السابعة التقيت حاجي في فندق بغداد ورحب بي بكل تواضع ، وقلت له لدينا نور صبري والسفاح وضرغام وسنصل لمونديال روسيا ، وفي الساعة السابعة وعشر دقائق نزل المدير الإداري للمنتخب العراقي باسل كوركيس إلى باحة الفندق مصدوماً ووجهه شاحب ، وفي الساعة السابعة والربع قلت لجمال حاجي أنت مدرب كبير ، لكنه صمت ثم قال "أنا مدرب فاشل" واشار لي بعلامة (ok) مقلوبة وشكله يرجف".

&

وأضاف شاهد العيان: "في الساعة الثامنة أعلن جمال حاجي إستقالته! بعدما كان فرحا وسعيداً بوصوله للعراق".

بعد ذلك وصل رعد حمودي وعبد الخالق مسعود وتحدثا معه وقالا له: "غداً (الاثنين) نقدمك في مؤتمر صحافي ، وان شئت اذهب إلى قطر أو أربيل والفريق سيلحق بك ، لكنه قال ليس هذا السبب ، فقالا له:"هل تريد مالاً أكثر لكنه قال لا &قالا له: إذن قل ماذا تريد؟ ليجيبهم:"أريد السفر إلى بلدي، واحجزوا لي على طائرة لهذا اليوم ! وكان يرجف ويصيح أريد المغادرة ، افهموا افهموا لا أريد أن ابقى مدرباً للعراق".

كاميرات الفندق&

إلى ذلك طلب إتحاد الكرة من إدارة الفندق شريط تصوير الكاميرات والاطلاع على خط هاتف حاجي للتأكد إذا ما كان قد تلقى تهديدات بالمغادرة .

لكن إدارة الفندق رفضت تسليم تسجيلات كاميرات الفندق وممراته وصالة الإستقبال لليوم نفسه وابلغت الاتحاد بوجود خلل ما تسبب بحذف جميع التسجيلات!&

دعوى قضائية

من جهته قرر إتحاد الكرة رفع دعوى قضائية ضد المدرب جمال حاجي ومساعديه بعد اعتذاره عن تدريب المنتخب، مبينا أن الاتحاد كلف المحامي الخاص به لرفع الدعوى لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).

وقال زغير إن ماقام به حاجي من رفض العمل مع المنتخب الوطني بعد الإتفاق على العقد يعد "إهانة لسيادة وكرامة العراق وهو ما لا نقبل به إطلاقا".

أوضح زغير:"كانت الأمور طبيعية حتى عصر يوم السبت وطلب مني ان احضر في الساعة السادسة مساء لكي نذهب معاً إلى ملعب الشعب ويطلع على الملعب ، وكانت كل الأمور طبيعية وكان المساعدون متواجدين معه ، لكن عند رجوعي إلى البيت اتصل بي باسل كوركيس ليخبرني ان المدرب يريد العودة إلى بلده ، فتعجبت من كلامه وعلقت بالقول:" كيف يرجع إلى بلده؟ ، ومن ثم جاء اعضاء الاتحاد إلى الفندق وجلسنا مع المدرب وتحدثنا معه وقلنا له ان لم ترد التدريب في العراق فليست مشكلة ،على الرغم من انه كان قد وافق على التدريب في العراق".

واضاف: "الغريب ان حاجي عندما وصل إلى بغداد كان يتحدث بحماس عن بغداد ونجاحه وتحديه ولكن الأمور تغيرت كلها في ليلة وضحاها".&

المشكلة في القومسيون

أما &رئيس لجنة الشباب والرياضة البرلمانية المهندس جاسم محمد جعفر‏ -الوزير السابق لوزارة الشباب والرياضة- فقد أكد ان التعاقد الخطأ والقومسيون المفروض على المدرب البوسني جمال حاجي هو السبب الأساسي في مغادرته للعراق ، ورئيس الاتحاد يتحمل المسؤولية ، وقال:"سبق ان ابلغنا رئيس الاتحاد بأن الفترة الباقية لا تحتاج إلى مدرب اجنبي وانه سوف يدرب المنتخب بـ"ريمونت كنترول" دون الحضور في الملاعب العراقية ، وإن اختيار احد المدربين الدوليين العراقيين يفي بالغرض ، ولكن إصرار رئيس الاتحاد بالمدرب الأجنبي أدت الى هذه النتيجة الغامضة والتي لا نعلم كيف تم التعاقد والسبب من مغادرته العراق".

&واضاف:"المعلومات المتوفرة عند اللجنة بأن القومسيون العالي الذي تم فرضه على المدرب تحت باب حمايته الأمنية في رحله وترحاله هو السبب الرئيس في مغادرته وتركه العراق بهذا الشكل المسيء".

اساءة للعراق

إلى ذلك قال الصحافي هشام السلمان: "هروب المدرب البوسني من العاصمة بغداد عشية توقيع عقده إساءة للعراق ولعاصمته بغداد في ظل الظروف التي يمر بها... وهي بالتأكيد اساءة كبيرة للرياضة العراقية بل يشكل نقطة سلبية في طريق مشروع رفع الحظر عن الملاعب العراقية"

وأضاف:"وزارة الشباب لابد ان تكون لها الدور الكبير في كشف الحقيقة ومحاسبة من يسيء لرياضة البلاد".