تظاهر المئات من أهل الرياضة العراقية، إعلاميين ورياضيين، منددين بالفساد الذي ينخر الرياضة العراقية حتى أوصلها إلى الحالة المزرية التي صارت عليها لاسيما في مقر اللجنة الأولمبية العراقية. &

بغداد: خرج صحافيون ورياضيون في تظاهرة كبيرة شهدتها ساحة التحرير تحت نصب الحرية وسط بغداد نظمتها اللجنة التنسيقية للحملة الوطنية للقضاء على الفساد في الرياضة العراقية ، وطالب المتظاهرون بإيقاف نزيف الأموال المخصصة من الحكومة للرياضة العراقية ورفعوا شعارات ولافتات تندد وتحذر من عمليات الفساد المالي والإداري التي تسيطر عليها المحسوبيات والعلاقات والمصالح المشتركة فضلا عن الانتخابات المزيفة التي تقوم على المحاصصة الطائفية والتي تأتي بالاشخاص غير المناسبين لتضعهم في المناصب الحساسة فلا يستطيعون خدمة الرياضي العراقي بقدر ما يحبطونه ، ومن شعاراتهم (باسم الرياضة (باكو) سرقوا أموال الشعب) و (نطالب بطرد المفسدين من اللجنة الاولمبية والمكتب التنفيذي سيئ الصيت) و(عمل اللجنة الاولمبية وهم وخداع وكذب وهدر أموال وخروقات واساءة وسفر وسياحة وفساد مالي وإداري وتستر على الفاسدين) و(نطالب بإبعاد ديناصورات الفساد الرياضي).&
&
ثورة الفساد
&
فقد اكد الصحافي هشام السلمان ان التظاهرة كانت ثورة ضد الفساد وقال: "التظاهرات ضد فساد المسؤول السياسي يجب ان تكون بوابة تفتح كل الطرق المؤدية إلى غرف الآخرين من هواة النوم في العسل والسهر حتى الصباح بفلوس الشعب وعندما يسألونهم عن ملف المشاريع الرياضية التي اوكلت اليهم لمتابعتها لا يجدونهم ولا يجدون ملفاتها، لنستغل فرصة ابعاد (ديناصورات) الفساد السياسي لنضمن راحة الشعب، ونطالب بإبعاد هؤلاء الباقين في مناصبهم لسنوات طويلة ، ويحرصون على عدم الظهور للإعلام الرياضي حتى لا تعرف وتردد اسماؤهم في اوساط المطالبين بالقصاص منهم ، فهؤلاء لا يقلون شراهة وقبحاً من الفاسدين في سياسة بلدي".
&
واضاف: "إسالوا عن مشاريع البنى التحتية في كل المحافظات ، إسالوا عن بنايات وقاعات رياضية ، إسالوا عن قاعة رياضية تركت في قارعة الطريق في حي الشباب أو الاعلام ، اسألوا عن متغيرات ملعب الشعب الدولي منذ 2004 وحتى اليوم ، إسالوا افواج المسافرين على حساب اموال الرياضة ، اسالوا رؤساء الاتحادات الرياضية اين مقراتهم ولمن تدفع الإيجارات ووفق اي عقد أو التزام قانوني ، اسالوا المنتخبات الوطنية بكافة الالعاب من يسافر معكم وأي الفنادق تنزلون (وسط البلد) واي المبالغ تدفع (خمس نجوم) ، اسالوا مطارات إسبانيا وفرنسا والدنمارك واستراليا وغيرها من دول أوروبا من يأتيها من رياضيي ومسؤولي العراق ، وإسالوا ،وإسالوا فلربما انسى الكثير من الأسئلة".
&
وختم بالقول:"الفساد ليس موجودا في الرياضة بل هو مستشرٍ فيها, الرياضة تعاني (سرطان) السارقين والمافيات وسماسرة ومتنفذين متى ما تمكنت الدولة القضاء على هؤلاء سنقول هذه رياضتنا".
&
الطائفية الرياضية
&
أما الرياضي أحمد زيدان فقد أكد ان الفساد في الرياضة العراقية أصبح لا يطاق، وقال: "منذ سنوات طويلة والفساد يشكل القوة في الرياضة العراقية حتى نشأت عصابات داخل الاتحادات لا يستطيع أحد أن يوجه لها الانتقادات، ومن يتكلم فيكتب عليه الانتقام ويصبح منبوذاً، حتى أصبحت الرياضة محسوبيات وعلاقات".
&
واضاف: "تظاهرتنا تطالب بطرد الفاسدين في الرياضة العراقية ، بالإضافة إلى إيجاد نظام انتخابي لا يسمح لهم بالمشاركة في الانتخابات ، كما نريد من الحكومة ان تسمعنا لنتحدث لها بكل المآسي في الرياضة ومنها ان الرياضة العراقية قامت على المحاصصة الطائفية ، وهذا أكبر خطر يهددها لذلك رئيس اللجنة الأولمبية لا يستطيع ان يفعل شيئا غير ان يشترك معهم".
&
سنتظاهر حتى نطرد الفاسدين
&
إلى ذلك تحدث الرياضي سعد جاسم قائلاً:"في الرياضة هناك فساد لا يختلف عنه في السياسة ، وان كنا نستغرب أن يفسد الرياضي الذي يمتلك من الاخلاق أكثر مما يمتلكه السياسي، فقد أصبحت الرياضة العراقية سفرا واستجماماً وليس البحث عن النتائج والبطولات ، فشاركت في الكثير من البطولات في أنحاء العالم ولكن من دون نتائج بقدر ما كان هناك هدر في المال لا أكثر ، بينما كانت الطامة الكبرى ان المسؤولين على الرياضة العراقية في اغلب الاحيان لا يذهبون إلى البطولات ويحتالون في مصادرة أو اخذ الأموال المخصصة لهذه المشاركات ليضعوها في جيوبهم".
&
وأضاف: "لقد تعبنا من الحديث غير المجدي ، والذي يضحك منه المسؤولون الذين يجتمعون ويقررون لأنفسهم أكثر مما يقررون للرياضيين ، لذلك نتظاهر ضدهم وضد كل الفاسدين الذين اوصلوا الرياضة العراقية إلى هذا المستوى السيئ ، وسنواصل التظاهر في ساحة التحرير أو أمام اللجنة الاولمبية أو وزارة الشباب ولن نتركهم إلا بعد أن نبعدهم ، فهذه التظاهرات فرصة لا تعوض لإصلاح حال الرياضة في العراق" .
&
نعم للتغيير&
&
من جانبه أكد المدرب في نادي الشرطة كريم نافع قائلاً :" القطاع الرياضي لا يختلف عليه اثنان بأنه من القطاعات المهمة في البلد ، والذي تعرض هو الآخر لكثير من الفساد والمحسوبية والظلم والتهميش لكفاءات رياضية كبيرة وقامات ورموز عراقية مخلصة همها الوحيد تنقية وتشذيب هذا المجال الرحب من المفسدين والمرتزقة الذي جاء بهم صندوق الانتخابات في أجواء يشوبها الكثير من الشك والريبة بعد ان تمت الصفقات المشبوهة خلف الكواليس ، ونتائج هذا التردي الآن واضحة في اوضاع الرياضة على مستوى الاندية والمنتخبات".
&
&وأضاف:"الآن الكرة في ملعب الرياضيين للتغيير، هذا يومنا لإزالة بؤر الفساد والمحسوبية، وعلينا ان نهب إلى ساحة التغيير ، فهذا يومنا بعد أن جرفت صيحات الجماهير فساد السياسة إلى مزبلة التاريخ".
&
باسم الرياضة سرقونا&
&
أما الإعلامي أحمد العلوجي فقال:"التظاهرة نددت بعمليات الفساد المالي والإداري في اللجنة الاولمبية وتسببها بهدر المال العام ، بالإضافة إلى الفساد المستشري في عدد من الاتحادات المركزية وأهازيج رياضية تغنوا بها كان أبرزها (باسم الرياضة سرقوا أموال الشعب) ، كذلك المطالبة بحل المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية وإجراء انتخابات مبكرة ومحاسبة المقصرين الذين تسببوا بضرر الرياضة العراقية وجعلوها راقدة على فراش المرض ".
&
&واضاف: "المطالب المشروعة للرياضيين والصحافيين هي إنذار علني لمن يتصدى للمسؤولية في الوسط الرياضي في أن يتخذوا قرارات شجاعة وحازمة لقطع ذيول الفساد واستئصال هذا السرطان من جسد الرياضة العراقية ، أما من لا يقوَى على مواجهة الفاسدين والمفسدين فعليه أن يتنحى جانباً ويفسح المجال للكفاءات والأكاديميين وأصحاب الخبرات الإدارية والمالية بعيدا عن روح المؤامرة والتكتلات غير النظيفة لمسك زمام المبادرة وتنظيف الرياضة من أيدي الفساد بكل شجاعة وروح وطنية عالية ".
&
وتابع:"التظاهرة دقت جرس إنذار لكل من سولت له نفسه العبث بمقدرات الرياضة والرياضيين وتاجر بمصير ومستقبل اللاعبين والمدربين والإداريين وأساء لسمعة العراق خارجياً لغايات مريضة تعبر عن نفوس مظلمة وعقول مشلولة منغلقة على مصالح شخصية لا تخدم الرياضة الاولمبية العراقية ، لذا لن نتوقف عند حدود هذه التظاهرة والقادم أتعس وأمر على نفوس الفاسدين فالتظاهرة القادمة ستكون أمام مقر اللجنة الاولمبية للمطالبة بإبعاد الطارئين والجهلة عن هذه المؤسسة التاريخية والعريقة بانجازاتها الرياضية والتشديد على محاسبتهم وتعرية تصرفاتهم تحت شمس الحقيقة لتذمهم الأجيال على مر العصور ، وهي دعوة مفتوحة لكل العاملين في الوسط الرياضي والصحافة الرياضية والإعلام الرياضي لرص الصفوف وتوحيد الكلمة والخطاب الرياضي الوطني بهدف تعطيل ماكينة الفساد وفضح الفاسدين والمطالبة بإحالة ملفاتهم على هيئة النزاهة والقضاء ، سنكون على الموعد أو قبله بأيام لأن الوسط الرياضي ما عاد يحتمل جيف الطفيليات والأساليب الخبيثة للجهلة والمزورين".