سيكون موسم الدوري الاميركي للمحترفين بكرة السلة الذي انطلق في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، الاخير من دون ظهور اسماء رعاة ومعلنين على قمصان لاعبي الفرق، على غرار ما هو رائج في اوروبا.

والمعروف ان الدوريات في الولايات المتحدة (كرة القدم، كرة القدم الاميركية، البيسبول، وكرة السلة) تحظر مثل هذه الاعلانات. لكن مالكي فرق السلة الـ30 المتبارية في دوري المحترفين، قرروا بغالبية ساحقة في 15 نيسان (ابريل) الماضي الموافقة على السماح بمثل هذه الاعلانات بناء على رغبة مفوض البطولة ادام سيلفر.

وستكون الخطوة الاولى التي حددت مدتها بثلاث سنوات، اختبارية. ويعد مردودها متواضعا (100 مليون دولار) قياسا الى المداخيل الخيالية في هذه البطولة، غير انها عائدات اضافية سنوية، ولو انها نقطة في بحر المليارات السبعة المتوقع تحصيلها في موسم 2017 – 2018.

كما تعتبر، وفق اختصاصيين في برامج التسويق والرعاية، افقا ستسفر عنه مداخيل قياسية مستقبلا، على رغم "الاقلاع" الذي يبدو متواضعا. فما تسجل ضئيل ويعزوه بعضهم الى ان ادارة دوري المحترفين حريصة على حماية شركاء امثال "سبولدينغ" (ماركة الكرات وبعض التجهيزات) واجهزة التوقيت "تيسو". كما ان فرقا تتريث في سبر اغوار السوق الجديدة، سعيا الى حصد ارقام كبيرة مع مطلع الموسم المقبل. فمثلا، احرز غولدن ستايت وريرز اللقب عام 2015 وحل وصيفا هذا الموسم، ويتوقع جني 25 مليون دولار على الاقل من "الفرصة الجديدة" سنويا.

وسيبدأ ظهور الاعلانات على القمصان بحجم 35ر6 سنتيمتر على الكتف الايسر، في مقابل مالي يتجاوز المعدل السنوي لما تحصده فرق دوري كرة القدم الاميركي من الاعلانات على قمصانها والبالغة 5ر3 مليون، علما ان شركة "شيفروليه" الاميركية حجزت المساحات على قمصان مانشستر يونايتد في مقابل نحو 68 مليون دولار سنويا.

وعموما، صحيح ان الحجم المتفق عليه حاليا يعتبر صغيرا جدا، وقد لا تظهر الاسماء والشعارات بوضوح عبر شاشات التلفزة، لكن وضعها باحجام مقبولة لاحقا سيكلف غاليا جدا.

ويلفت فرانك بونز، مدير المرصد الدولي للادارة الرياضية في جامعة لافال الكندية، الى ان الاعلانات لن تغيب بعد اليوم عن قمصات لاعبي فرق السلة الاميركية، ويعتقد ان الجمهور سيألف تدريجا رؤية الاعلانات على القمصان، وبالتالي "لن يعود مستحيلا تكبير احجامها وايجاد مساحات اخرى، وبالتالي ستحلق الاسعار".

ويسجل في هذا الاطار ان ادارة الدوري ستتقاسم مع اللاعبين المردود المالي لهذه الاعلانات، كما ستحصل الاندية الصغيرة على حصص نسبية من الاندية الكبيرة، بحيث يستفيد الجميع وتنتعش المداخيل.

وما يهدف اليه الرعاة والشركات والاندية انه طالما ان دوري المحترفين للسلة هو أكثر الرياضات الاميركية شعبية عالميا، يستطيع استقطاب شركات واسماء من خارج الولايات المتحدة، بحيث تصبح قمصان اللاعبين مساحات متوافرة لاستثمارات وترويج لاسماء وسلع في السوق الخارجية، كما لاسماء خارجية في السوق الرياضية الاميركية الاكبر عالميا.

وفي هذا الاطار تردد ان "طيران الامارات" مهتمة بهذه النقلة الاعلانية النوعية، علما انها تنفق نحو 5ر28 مليون دولار سنويا ليظهر اسمها على قمصان لاعبي فريق باريس سان جرمان الفرنسي لكرة القدم.

وفي السوق الرياضية الاميركية ارقام مالية تعد بمثابة موازانات دول، ومنها مثلا ان مبيعات القمصان العائدة لدوري كرة السلة في عام 2013 بلغت نحو 900 مليون دولار. علما ان الصيغة التي ستعتمد لوضع اسماء وشعارات تجارية على القمصان ستقتصر على ما يعرض ويباع في المتاجر الخاصة بالاندية، وبالتالي يتوجب على الرعاة دفع اموال اضافية من ضمن العقود الموقعة في حال ارادوا ا تباع قطع مماثلة خارج هذا النطاق.

وتقدر عقود توفير قمصان ماركة "نايكي" للفترة من 2017 الى 2025 بنحو 050ر1 مليار دولار. وقدرت عقود الرعاية لبطولة 2015 – 2016 بـ830 مليون دولار، اي اقل بنحو 110 ملايين دولار فقط من عقود الرعاية المختلفة لابرز الدوريات الاوروبية في كرة القدم (انكلترا، اسبانيا، المانيا، ايطاليا، فرنسا، وهولندا).

يذكر ان عقود النقل التلفزيوني لدوري المحترفين (شبكتا "او. اس. بي. ان" و"تورنر سبورتس") تبلغ 757ر2 مليار دولار سنويا، وهو حق حصري حتى عام 2025.