ولد اللاعب المصري محمد أبو تريكة في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1978 بمحافظة الجيزة لأسرة متواضعة، وتخرج في كلية الآداب قسم التاريخ بجامعة القاهرة.

بدأ أبو تريكة مسيرته في كرة القدم من نادي الترسانة المصري، الذي انضم إليه كناشئ، ثم انتقل للفريق الأول بالنادي وقاده للصعود للدوري المصري الممتاز.

انتقل أبو تريكة إلى النادي الأهلي عام 2003، وقاده لإحراز عدد كبير من الألقاب والبطولات، من بينها برونزية كأس العالم للأندية عام 2006، ولقب دوري أبطال أفريقيا خمس مرات، وكأس السوبر الأفريقي أربع مرات، ولقب الدوري المحلي سبع مرات، وكأس مصر ثلاث مرات، وكأس السوبر المحلية أربع مرات.

وفي عام 2012، انتقل أبو تريكة، الذي يشبه كثيرون طريقة لعبه بالنجم الفرنسي زين الدين زيدان، لنادي "بني ياس" الإماراتي على سبيل الإعارة، وقاده للحصول على لقب بطولة الخليج للأندية للمرة الأولى في تاريخ النادي.

وعلى المستوى الدولي، انضم أبو تريكة، الملقب بـ "الماجيكو"، لمنتخب مصر عام 2004 وقاد الفراعنة للحصول على بطولة كأس الأمم الأفريقية عامي 2006 و2008. كما شارك في بطولة كأس العالم للقارات عام 2009، التي فازت فيها مصر على إيطاليا بطل العالم آنذاك، وقدمت مباراة قوية أمام منتخب البرازيل رغم خسارتها بأربعة أهداف مقابل ثلاثة.

ولم يحصل اللاعب على أية بطاقة حمراء طوال تاريخه الطويل في عالم كرة القدم.

"هداف تاريخي"

ويحظى أبو تريكة بشعبيةٍ جارفةٍ في مصر والدول العربية والأفريقية، وأُطلق عليه لقب "أمير القلوب".

وحصل اللاعب على جائزة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم كأفضل لاعبٍ أفريقي داخل القارة أربع مرات، وهو إنجاز لم يحققه أي لاعب آخر حتى الآن.

وسجل أبو تريكة 33 هدفا في دوري أبطال أفريقيا، ليصبح الهداف التاريخي للمسابقة. يعد أبو تريكة أكثر لاعبي النادي الأهلي تسجيلا للأهداف في تاريخ ديربي العاصمة المصرية، إذ سجل 13 هدفا في مرمى نادي الزمالك، كما حصل على لقب هداف الدوري المصري عامي 2005 و2006.

وفي عام 2008، حصل أبو تريكة على جائزة بي بي سي لأفضل لاعب كرة قدم في أفريقيا، وجائزة أفضل لاعب عربي عامي 2007 و2008 في استفتاء جريدة الهداف الجزائرية.

وقاد أبو تريكة منتخب مصر الأوليمبي في دورة الألعاب الأوليمبية في لندن عام 2012، ضمن ثلاثة لاعبين كبار استعان بهم المدير الفني للفريق آنذاك هاني رمزي، وسجل هدفين في تلك المسابقة في مرمى البرازيل وروسيا البيضاء.

وعُرف عنه التزامه الديني واشتهر بسجوده عقب إحراز أي هدف مع النادي الأهلي أو منتخب مصر الذي بات يلقب بمنتخب "الساجدين".

ما بعد الاعتزال

اعتزل أبو تريكة كرة القدم عام 2013 وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، بعد مشوارٍ حافلٍ جعله أحد أبرز اللاعبين في تاريخ كرة القدم المصرية والعربية والأفريقية.

وفي عام 2014، اختار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم اللاعب المصري سفيرا للكرة الافريقية.

وعقب اعتزاله، قرر اللاعب الاتجاه للعمل الإداري في كرة القدم، وسافر إلى أوروبا للحصول على دوراتٍ تدريبيةٍ في هذا المجال.

كذلك اختير أبو تريكة سفيرا لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة لمحاربة الفقر.

وأثار اللاعب جدلا كبيرا في مباراة المنتخب المصري أمام نظيره السوداني في كأس الأمم الأفريقية 2008، إذ كشف عن شعار تحت قميص اللعب مكتوب عليه "تعاطفا مع غزة"، وحصل على بطاقةٍ صفراء.

وفي مايو/آيار عام 2015، أصدرت السلطات المصرية قرارا بالتحفظ على أموال أبو تريكة، وقالت لجنة إدارة وحصر أموال جماعة الاخوان وقتها إن اللاعب هو أحد ملاك شركة سياحية، تبيّن من التحقيقات أن نشاطها مرتبط بجماعة الاخوان.

وفي يونيو/حزيران من نفس العام، أصدرت محكمة القضاء الإداري حكما بإلغاء قرار التحفظ وكل ما يترتب عليه.

وكان اللاعب قد أعلن تأييده للرئيس السابق محمد مرسي، الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، عندما أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة عام 2012.

وفي 17 يناير/كانون الثاني، أدرجت السلطات المصرية اسم اللاعب الشهير على قائمة الإرهاب بتهمة صلته بجماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبرها مصر جماعة إرهابية، وتحظر أنشطتها وتتحفظ على جميع أموالها العقارية والسائلة والمنقولة. لكن أبو تريكة ينفي دعمه للجماعة.

يُذكر أن أبو تريكة يتواجد حاليا في العاصمة القطرية الدوحة، لتحليل مباريات بطولة كأس الأمم الأفريقية لشبكة قنوات "بي إن سبورت" الرياضية.