انقلب الوسط الرياضي في الجزائر على اختلاف ميوله على محمد روراوة، رئيس الاتحاد، محملاً إياه المسؤولية الأكبر في تراجع نتائج المنتخب، خاصة بعد التعادل المخيب أمام منتخب زيمبابوي في افتتاح الدورة الواحدة والثلاثين من نهائيات كأس أمم افريقيا بالغابون، أعقبته خسارة مذلة من المنتخب التونسي بهدفين لهدف مما قلص من فرصته في بلوغ الدور الثاني من البطولة.

ويحتاج المنتخب الجزائري لشبه معجزة أمام السنغال في الجولة الثالثة والأخيرة إذ يحتاج لفوز عريض مع ترقب نتيجة ما تؤول إليه مباراة المنتخب التونسي مع المنتخب الزيمبابوي.
 
وأجمع المراقبون ومختلف وسائل الإعلام والجماهير على أن روراوة يتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية النتائج المتواضعة التي سجلها المنتخب منذ تألقه في نهائيات مونديال البرازيل 2014 سواء في كأس أمم افريقيا في عام 2015 أو عام 2017 ، بالإضافة إلى تصفيات كأس العالم 2018 بروسيا .
 
والحقيقة أن غالبية وسائل الإعلام ومعها عدد كبير من اللاعبين القدامى كانت إلى وقت قريب تهلل لروراوة وتكيل المديح له و تعتبره رجل المرحلة رغم تغيّر المراحل والظروف، بعدما نجح - بحسبها - في استقطاب اللاعبين أصحاب الجنسية المزدوجة وإقناعهم باللعب للمنتخب الجزائري رغم أن هذه القناعة بحسب مصادر إعلامية قد حصل أصحابها اللاعبون على مقابل مالي للعب لصالح الخضر لدرجة قالت بأنهم يحصلون على رواتب وكأنهم يلعبون في صفوف كبرى الأندية .
 
هذا وشنت مختلف فعاليات الوسط الرياضي في الجزائر حملة واسعة ضد رئيس الاتحاد محمد روراوة مباشرة بعد الخسارة التي تعرض لها المنتخب الجزائري أمام المنتخب التونسي، مطالبة باستقالته لأنه ركز على أموره الخاصة في تنفيذية الاتحاد الافريقي بدلاً من اهتمامه في شؤون المنتخب الوطني فضلاً عن افتقاده لبرنامج واضح ومشروع تقني للنهوض بالكرة الجزائرية .
 
ويُعاب على رئيس الاتحاد سوء انتقائه للمدرب الذي يشرف على الجهاز الفني للمنتخب بعد فشله في إقناع البوسني وحيد خاليلوزيدش بالاستمرار مع " محاربي الصحراء " عقب كأس العالم 2014 بالبرازيل، وتعيينه الفرنسي المغمور والمتواضع كريستيان غوركوف ثم اختياره للصربي ميلوفان رايفاتش لخلافته، ليتأكد فشل اختيار روراوة بعد تعيينه للمدرب البلجيكي جورج ليكنز لخلافة الصربي رغم أن سيرته التدريبية متواضعة ولا يمكنه بأي حال من الأحوال تقديم أي إضافة للفريق، وهو ما تأكد خلال مباراتي بطولة أمم افريقيا الجارية منافساتها بالغابون، حيث غابت بصمته التكتيكية ، ليترك نتيجة المباراتين لما يمكن ان يقدمه احد نجوم الخضر في المواجهات، خاصة رياض محرز الذي قام بعمل فردي أنقذه من المأزق في مباراة الإفتتاح امام منتخب زيمبابوي .
 
هذا وتتجه أصابع الاتهام إلى روراوة بأنه يركز في عملية البحث عن مدرب للمنتخب الجزائري يكون صاحب شخصية ضعيفة ينصاع لأوامره، وليس عن المدرب الكفء القادر على فرض أسلوبه على الفريق، مما انعكس سلبًا على استقرار المنتخب.
 
وكان رئيس الاتحاد الجزائري قد اتخذ قراراً غريبًا قبيل انطلاق كأس امم افريقيا بتعيين مجيد بوقرة ضمن الجهاز الفني للمنتخب ساعات قليلة بعد إعلانه اعتزال اللعب، ليتضح بأن هذا الاعتزال من أجل توليه هذا المنصب في المنتخب دون أن تحدد مهمته بشكل واضح، وما يمكن أن يضيفه أو يقوم به خلال تواجده مع "المحاربين" ، خاصة أن ما عرفته بعثة المنتخب هناك بحسب مصادر إعلامية مختلفة تؤكد بأن وجوده من عدمه سيان.
 
ويُعاب على رئيس الاتحاد إنفاقه أموالاً طائلة على معسكرات المنتخب والرحلات الخاصة التي تقله حيث يشاء في أدغال أفريقيا من دون أن ترافقها نتائج جيدة، في وقت أن منتخبات أفريقية تملك إمكانيات أقل من المنتخب الجزائري تألقت ونجحت في إحراز كأس أفريقيا وبلوغ كأس العالم على غرار ساحل العاج وزامبيا.
 
وأمام الضغوط القوية التي يتلقاها روراوة من قبل الإعلام والجماهير لا يستبعد أن يعلن استقالته مباشرة بعد بطولة كأس أمم أفريقيا أو في أحسن الأحوال عدم ترشحه لفترة أخرى خلال العمومية الانتخابية للاتحاد المرتقبة في شهر مارس المقبل، كما لا يستبعد ان يجبر على ذلك من قبل الوصاية أو السلطات العليا في الجزائر لاحتواء غضب الجماهير والصحافة مثلما جرت العادة مع رؤساء سابقين.
 
وكان روراوة قد تولى رئاسة الاتحاد الجزائري في عام 2001 خلفًا للراحل عمر كزال، في أعقاب الخسارة المذلة التي تعرض لها الخضر أمام المنتخب المصري في تصفيات كأس العالم 2002 بخمسة أهداف مقابل هدفين ، حيث استمر لغاية عام 2005 ليضطر حينها للرحيل تنفيذاً لقرار وزير الرياضة يحيى قيدوم الذي كان قد منع الترشح لعهدتين، إلا انه بعد رحيل الوزير عاد روراوة إلى رئاسة الاتحاد في شهر مارس من عام 2009 خلفًا لحميد هداج منتشيًا بحضوره القوي في الاتحادين الأفريقي والعربي.