بزيهن الرياضي باللون الأبيض والأزرق والأحمر، تخوض لاعبات المنتخب النسائي الكويتي للهوكي على الجليد تدريبات مكثفة تحضيرا لأول مشاركة دولية لهن، والمقررة في وقت لاحق هذا الشهر.

في صالة تزلج وسط العاصمة الكويتية تناقض برودتها حرارة الخارج التي قد تصل الى 40 درجة مئوية في هذه الفترة من السنة، تتحضر نساء بعضهن ارتدين الحجاب وأخريات ربطن شعرهن، لبدء التمارين، بوضع الخوذات الواقية على رؤوسهن.
 
وتقول اللاعبة بِحار علي الحربان لوكالة فرانس برس "شيء جديد في الكويت والخليج عموما ان تمارس المرأة رياضة فيها قوة. تتطلب قوة وتركيزا (...) وهي رياضة عموما لا تفرق بين امرأة ورجل".
 
تأسس منتخب الهوكي النسائي في الكويت للمرة الأولى عام 2007 بمبادرة من اللجنة الكويتية لهوكي الجليد، بحسب وكالة الأنباء الرسمية. الا ان المنتخب توقف بعد فترة بسبب "ضعف امكانات اللجنة"، قبل ان يعاد إطلاقه مؤخرا بمبادرة من نادي الالعاب الشتوية.
 
وعلى رغم ان الرياضات على الجليد لا تنتشر على نطاق واسع في العالم العربي، الا انها باتت تلاقي اهتماما متزايدا في الفترة الماضية.
 
وإضافة الى الهوكي النسائي الذي يزاول في دول عدة على نطاق محدود، برز في الآونة الأخيرة اسم الاماراتية زهرة لاري التي باتت أول إمرأة تزاول رياضة التزحلق على الجليد، وأول محجبة تشارك في منافسات عالمية لهذه الرياضة.
 
أما المنتخب الكويتي للهوكي على الجليد للسيدات، فيخوض أول مباراة دولية في 30 تشرين الأول/اكتوبر ضمن بطولة العالم للهوكي على الجليد في بانكوك، بحسب وكالة الانباء الكويتية الرسمية.
 
- ببطء لكن بثبات -
 
يبلغ عدد لاعبات المنتخب حاليا 56 لاعبة، تراوح اعمارهن بين 15 و30 عاما، ومنهن أمهات يحضرن أطفالهن معهن الى التمارين.
 
وفي حين تؤكد اللاعبات انهن يحظين بدعم عائلاتهن، يبقى أحد العوائق الاساسية أمام تطور المنتخب هو غياب المنشآت الخاصة به، اذ تقام التمارين حاليا على صالة التزلج المستأجرة، التابعة لشركة المشروعات السياحية الحكومية.
 
وتقول رئيسة الاتحاد النسائي الكويتي الشيخة نعيمة الأحمد الجابر الصباح "نحن في حاجة الى منشآت خاصة بالفتيات، حتى نقنع الأهالي بضرورة انخراط بناتهن في رياضات مختلفة".
 
تضيف "واجهنا في البداية صعوبات بسبب تقاليد المجتمع، لكن الثقافة الرياضية النسائية انتشرت وأصبحنا نشارك في بطولات آسيوية".
 
تتابع "غير ان تقدمنا البطيء يعود إلى زواج الفتيات، وعدم قدرتنا على المشاركة في بعض الألعاب التي تشترط عدم ارتداء الحجاب، ككرة السلة مثلا".
 
ومنع الاتحاد الدولي لكرة السلة في أيار/مايو الماضي وضع الحجاب أو غيره من أغطية الرأس خلال مزاولة اللعبة رسميا، على خلفية انها قد تسقط وتسبب خطرا على اللاعبات.
 
يغيب هذا التفصيل عن الهوكي: فالزي المخصص لها فضفاض، كما يفرض على اللاعبات إرتداء خوذات وأقنعة لحماية الرأس والوجه.
 
وتقول اللاعبة المحجبة خالدة عبد الكريم الديوي ان عائلتها لم تعارض مزاولتها لهذه الرياضة، مشيرة الى ان "الهوكي مختلفة تماما، فيها تحدٍ وقوة (...) الزي الذي نرتديه في ممارسة اللعبة يغطي كل جسمنا ولا يسبب لنا أي إحراج".
 
وعلى رغم الاقبال على المتزايد على هذه الرياضة، لا تزال أمام النساء مسيرة طويلة للتغلب على التحديات الاجتماعية، وأيضا العوائق اللوجستية وأهمها نقص المنشآت الخاصة بها.
 
وتقول الصباح انه "يجب ان يصبح لنا لكل لعبة مكان خاص" يمكن للسيدات مزاولة الرياضة فيه، مضيفة "نحتاج أيضا الى مدربين محترفين (...) لا أريد ان يوفروا (المسؤولون) أي مدرب كان".