بعدما قاد منتخب بلاده للفوز على الكونغو وانتزاع بطاقة التأهل الى كأس العالم لكرة القدم بعد غياب 28 عاما، يأمل المصري محمد صلاح في مواصلة التألق في صفوف ناديه ليفربول الانكليزي، لاسيما على الصعيد القاري حيث فشل في الفوز في مباراتيه الأوليين ضمن دوري أبطال أوروبا.

بعد تعادل في الجولة الأولى مع اشبيلية الاسباني (2-2)، وبعده مع سبارتاك موسكو الروسي (1-1)، يدخل ليفربول مباراته في الجولة الثالثة أمام مضيفه ماريبور السلوفيني، وهو لا يحظى بأي هامش للخطأ. ويتطلع "الحمر" الى صلاح لتكرار ما أثبته مع منتخب "الفراعنة": العمل تحت الضغط وتحقيق الصعب في الوقت القاتل.

في أعقاب المباراة مع الكونغو، تحول صلاح الى ما يشبه البطل القومي في مصر، بعدما منح بلاده هدف الفوز (2-1) بركلة جزاء في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع. وكان اللاعب السريع البالغ من العمر 25 عاما، قد افتتح التسجيل لمنتخب بلاده، قبل ان يعادل منتخب الكونغو قبيل نهاية المباراة بدقائق وسط خيبة عمت وجوه عشرات آلاف المشجعين في استاد برج العرب بالاسكندرية.

لم يخف المصريون فرحتهم بصلاح: على مواقع التواصل الاجتماعي انتشر وسم "صلاح الخير" بديلا من "صباح الخير"، وفي مسقطه بسيون بمحافظة الغربية، أطلق اسمه على مدرسة. 

تعليقه الأول بعد التأهل، كان تغريدة على حسابه عبر تويتر قال فيها "ركلة جزاء كانت طريق لتحقيق حلم 100 مليون ربما هناك ضغط كبير لكننا كنا نعتمد على دعم 100 مليون لتحويل الحلم إلى حقيقة".

وفي تصريحات لاحقة أدلى بها، قال صلاح ان قيادة مصر للتأهل للمرة الثالثة الى المونديال (بعد 1934 و1990) "كان حلما تحقق، أكان بالنسبة الى لاعب كرة قدم أم مواطن مصري. أنا فخور لكوني جعلت الشعب المصري سعيدا".

أضاف "عندما تقدمت لتنفيذ ركلة الجزاء لم افكر سوى بالتسجيل والفوز بالمباراة (...) اللحظة الاصعب بالنسبة الي كانت عندما ساد صمت كبير في المدرجات جراء تسجيل الفريق المنافس لهدف التعادل لكن بفضل الله نجحت في تحقيق حلم الطفولة بالنسبة الي".

وانتشرت عبر الانترنت لقطات تظهر صلاح ينهار أرضا لحظة تسجيل الكونغو هدف التعادل قبل ثلاث دقائق من نهاية المباراة.

يرغب صلاح حاليا في نقل هذه التجربة الى ليفربول الذي انضم اليه مطلع الموسم الحالي قادما من روما الايطالي مقابل 39 مليون جنيه استرليني (43 مليون يورو). مع فريق المدرب الالماني يورغن كلوب، ثبت صلاح مكانه سريعا، اذ سجل ستة أهداف في 12 مباراة في مختلف المسابقات، واختير أفضل لاعب في الفريق في آب/أغسطس، مع بداية مشاركاته معه.

- لاعب "مميز" -

تبدو التجربة الانكليزية الثانية لصلاح مغايرة تماما لتجربته الأولى مع تشلسي اللندني، عندما سجل هدفين فقط في 19 مباراة، قبل ان يتخلى عنه في حينها المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو.

اعتبر مورينيو ان البنية الجسدية النحيلة لصلاح لا تتلاءم مع متطلبات الدوري الانكليزي الذي يعتمد على القوة البدنية، فاعاره مرتين الى فيورنتينا وروما الايطاليين، قبل ان ينتقل نهائيا الى نادي العاصمة في تموز/يوليو 2016.

ولد صلاح من جديد مع روما في الدوري الايطالي، حيث تمكن من فرض نفسه بسرعته واختراقاته، في أحد أكثر الدوريات العالمية صعوبة لجهة التكتلات الدفاعية، ما أكسبه ثقة متزايدة ونضوجا في الملعب وخارجه، لفت أنظار كلوب لضمه الى ليفربول هذا الصيف.

وليس كلوب الوحيد المعجب بصلاح، اذ كال له المهاجم السابق لأرسنال الانكليزي وبرشلونة الاسباني، الدولي الفرنسي السابق تييري هنري المديح بالقول "لا اعتقد بان الامر يتعلق بأن يثبت بأن مورينيو كان على خطأ، بل هو يقوم بذلك من أجل مشجعي ليفربول، بأنه قادر على ان يكون لاعبا من طينة (البرازيلي فيليبي) كوتينيو".

أضاف "بالنسبة إلي، هو مميز، لديه أمر مميز. سيكون لاعبا مميزا بالنسبة الى ليفربول (...) أحب انه مباشر (في إشارة الى تقدمه تجاه المدافعين بشكل مباشر). لم يعد لدينا لاعبون كثيرون كذلك حاليا".

أضاف "نعم، قد يعتبر البعض انه في حاجة الى أربعة فرص لتسجيل هدف (...) عندما يصبح قادرا على ترجمة كل الفرص، سيكون ذلك مكسبا قاتلا بالنسبة الى ليفربول".