سجلت تصفيات مونديال روسيا 2018 عودة أربعة منتخبات عربية لأجواء النهائيات العالمية بعد غياب طويل اضاعت خلاله الطريق نحو كأس العالم بالخروج مبكراً تارة وبالإقصاء في الرمق الأخير تارة أخرى.

ونجحت المنتخبات العربية في تجاوز عقبة التصفيات وبلوغ نهائيات كأس العالم 2018 والتأهل بعد طول انتظار، لتجد في الأجواء الروسية الباردة أفضل حال لتستعيد حضورها في الأجواء العالمية.
 
ويعتبر المنتخب المصري صاحب أطول فترة غياب عن نهائيات كأس العالم بين المنتخبات العربية المتأهلة لمونديال روسيا، إذ أن منتخب "الفراعنة" لم يصل إلى النهائيات منذ دورة إيطاليا 1990 في ثاني مشاركة له، بعدما خاض الدورة الأولى في عام 1934 بإيطاليا .
 
ومنذ إيطاليا 1990 عرف المنتخب المصري أكثر من جيل ذهبي، كان أفضله وأقواه الفريق الذي اشرف عليه المدرب حسن شحاتة ، وهو المنتخب الذي تمكن من فرض سيطرة مطلقة على الكرة الإفريقية بإحرازه لقب كأس أمم إفريقيا ثلاث مرات متتالية أعوام 2006 و 2008 و2010 ، بالإضافة إلى الجيل الذي تولى تدريبه الجنرال الراحل محمود الجوهري والفائز باللقب القاري في عام 1998 ، وهما جيلان كانا يضمان ترسانة من الأسماء اللامعة، لكنها فشلت في بلوغ المونديال بعدما اقتربت أكثر من مرة من عينه دون أن تشرب من مائه العذب ، خاصة في دورة جنوب إفريقيا عام 2010 عندما انهارت الأحلام المصرية أمام الآمال الجزائية على ملعب أم درمان بالسودان قبل ان يأتي جيل محمد صلاح بقيادة المدرب المخضرم الأرجنتيني هيكتور كوبر ليقود المنتخب الأول في إفريقيا للعودة إلى العالمية.
 
ويعود بدوره المنتخب المغربي ليسجل اسمه في نهائيات كأس العالم التي تعتبر الاستحقاق المفضل للجماهير المغربية و لـ "أسود الأطلس" منذ تألقهم في مونديال مكسيكو 1986 بتأهلهم للدور الثمن النهائي كأول منتخب من خارج أوروبا وأميركا الجنوبية يحقق هذا الإنجاز العالمي.
 
وشارك منتخب المغرب لآخر مرة في نهائيات كأس العالم في نسخة فرنسا عام 1998 في واحدة من أفضل مشاركاته التي اصطدمت بتواطؤ "برازيلي نرويجي" حال دون بقائهم للاستمرار في البطولة، ليدخل بعدها "المغاربة" في سبات عميق جعلهم يخرجون مبكراً من سباق التصفيات العالمية باستثناء دورة كوريا و اليابان 2002 عندما كانوا قاب قوسين أو أدنى من التأهل قبل أن يترك التأشيرة للمنتخب السنغالي.
 
وفي دورة 2006 خسر المنتخب المغربي فرصة التأهل بعدما اصطدموا بالمنتخب التونسي في آخر جولة ليحرمه من المونديال بعد نحو عام من حرمانه من لقب كأس إفريقيا في 2004 ، في حين أن مشاركاته في تصفيات دورات 2010 و 2014 كانت مخيبة للآمال قبل أن يأتي الخبير الفرنسي هيرفي رونار الذي وجد الوصفة التكتيكية المناسبة لمعالجة "أسود الأطلس" من مرض الغياب عن المونديال ليقودهم إلى نهائيات روسيا 2018 على حساب "أفيال " ساحل العاج ، و بذلك استفاد "المغاربة" من رونار في العودة إلى أجواء المونديال مثلما استفاد منهم هو الآخر ليحضر المونديال للمرة الأولى في مشواره التدريبي، بعدما فشل في ذلك مع منتخب زامبيا في عام 2010 .
 
أما المنتخبان السعودي والتونسي فيعودان لنهائيات المونديال بعد غياب دام 12 عاماً ،حيث شارك معاً في نهائيات دورة ألمانيا 2006 ، وكانا جنباً إلى جنب في المجموعة الثامنة مع منتخبي إسبانيا وأوكرانيا ، حيث انتهت المواجهة العربية - آنذاك- بالتعادل بهدفين لكل منهما لينهيا المنافسة في المركز الأخير مناصفة برصيد نقطة واحدة.
 
وغاب الأخضر السعودي عن مونديال جنوب إفريقيا عام 2010 بعدما خسر الملحق الآسيوي أمام شقيقه البحريني، وفي الدورة الموالية بالبرازيل عام 2014 اخفق السعوديون في بلوغ المرحلة النهائية من التصفيات، لتأتي دورة 2018 وتسجل عودة قوية لـ "الصقور " للنهائيات العالمية على أمل تكرار إنجاز مشاركته الأولى في أميركا عام 1994 وبلوغهم دور الستة عشر من البطولة.
 
وتأتي عودة المنتخب التونسي للمونديال بعدما غاب عن مونديال جنوب إفريقيا بخسارة وحيدة في التصفيات منحت ورقة الترشح للمنتخب النيجيري ، ثم غاب عن دورة 2014 بخسارة فاصلة أمام الكاميرون في الدور الأخير من التصفيات. 
 
ويعود منتخب "نسور قرطاج" إلى المونديال بذكريات أجواء الأرجنتين 1978 حيث حقق أفضل نتائجه رغم انه الحضور الأول له في كأس العالم بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الدور الثاني في حين كان حضوره في فرنسا 1998 وكوريا واليابان 2002 و ألمانيا 2006 ضعيفاً ولمجرد المشاركة.