رغم ان الانتصار الكبير الذي حققه المنتخب الجزائري بقيادة مدربه الوطني الجديد رابح ماجر في ثاني مباراة له منذ تعيينه على رأس الجهاز الفني، قد جاء على حساب منتخب افريقيا الوسطى المتواضع بثلاثية نظيفة، إلا ان ذلك كان سببا كافياً ليصيب المدير الفني بالغرور ، مما اوقعه في المحظور في سيناريو مشابه لما حدث له في عام 2002.

وجاء المحظور الذي وقع فيه ماجر خلال المؤتمر الصحفي الذي اعقب مباراة افريقيا الوسطى ، حيث واجه ماجر وسائل الاعلام منتشيا بالانتصار الكبير الذي حققه ، فلم يتردد في الهجوم على احد رجال الإعلام بعبارات قاسية، اثار استغراب الحاضرين ، خاصة انها جاءت من مدرب يراهن عليه مسؤولو الاتحاد لإعادة المنتخب الى السكة الصحيحة .
 
ولم يتردد ماجر في وصف الإعلامي بـ "عدو المنتخب الجزائري" مطالباً إياه بالصمت رغم ان السؤال الذي طرحه الصحافي لم يكن موجها إليه، بل للاعب رياض محرز الذي كان حاضراً معه المؤتمر، كما ان السؤال لم يكن مرتبطا إطلاقا بفترة تولي ماجر تدريب "الخضر" على اعتبار ان الاخير تم تعيينه قبل اسابيع ، حيث كان تساؤل الصحافي عن سبب فقدان المنتخب لروحه المعنوية وشخصيته القوية التي كان عليها قبل سنوات، وعليه لم تكن لماجر الإجابة عن هذا السؤال بصفته مدرباً ، في حين ان رياض محرز الذي كان ضمن صفوف المنتخب حينها ، بإمكانه ان يلخص الأسباب التي جعلته يتراجع ويفقد هيبته في افريقيا ، على اعتبار انه احد الشاهدين على هذا الإنهيار .
 
وقد برر بعض رجال الإعلام بأن موقف ماجر مع إعلام الإذاعة الوطنية راجع إلى الضغط الذي يمر به حالياً، بسبب رفض الوسط الرياضي الجزائري تواجده على رأس الجهاز الفني للمنتخب ، وتعرضه لحملات إعلامية شنتها عليه الصحافة المحلية بعد تعيينه مباشرة خلفاً للإسباني لوكاس ألكاراز ، غير ان بعض المتابعين ، قد اشاروا الى ان ماجر قد اصابه الغرور ، بعدما سعى من خلال الإنتصار الذي حققه على منتخب افريقيا الوسطى إلى الرد على الاقلام و الالسنة التي انتقدته وعارضت اختياره، متهما إياها بتحريض الجماهير ضده.
 
وكان رابح ماجر قد سبق ان اتهم بالغرور ، في تجربته الثانية مع المنتخب الجزائري في عام 2002 عندما سجل تعادلاً سلبياً امام المنتخب البلجيكي المتراجع حينها في مباراة ودية ، وهو التعادل الذي جاء بعد هزيمتين في كأس أمم افريقيا ، وسقوط مدوي برباعية أمام المنتخب الفرنسي ، حيث قيم ماجر - حينها - هذا التعادل على انه إنجاز كبير مما جعله يدلي بتصريحات خطيرة ضد الاتحاد المحلي والمسؤولين على الكرة الجزائرية متهمًا اياهم بالمسؤولية عن تراجع نتائج المنتخب الوطني ، ليتخذ محمد روراوة رئيس الاتحاد اولى قراراته بإقالة ماجر من منصبه .
 
وكان ماجر قد اثار حفيظة الجماهير الجزائرية خلال السنوات الماضية، عندما هاجم أفراد المنتخب الوطني أكثر من مرة ، حتى عندما صنعوا الإنجاز بالتأهل لنهائيات كأس العالم مرتين ، حيث حاول تصغير هذا الإنجاز بكونه تحقق بأقدام اللاعبين المغتربين وليس المحليين .
 
وبحسب المراقبين، فإنه كان يتعين على رابح ماجر استغلال الفوز على افريقيا الوسطى لفتح صفحة جديدة مع وسائل الإعلام ليكون له مسانداً في إعادة بناء المنتخب في المرحلة القادمة وتفادي استمرارية انتقاده، بدلاً من اتخاذه موقفاً سلبياً، وإتهامها بعرقلة عمله ، خاصة انه ظل لسنوات من خلال عمله كمحلل في القنوات الفضائية لا يتردد في توجيه الانتقادات للمدربين الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب الجزائري حتى عندما كان "الخضر" يحققون الانتصارات .
 
شاهد الفيديو :