نشرت صحيفة "ذا صن" البريطانية تقريراً استعرضت من خلاله التفاصيل الدقيقة للتعاقدات التي قام بها قطبا مدينة مانشستر منذ صيف عام 2016 أي منذ تولي البرتغالي مورينيو تدريب "اليونايتد" و الإسباني بيب غوارديولا تدريب "السيتي".

و جاء نشر هذه التفاصيل الرقمية رداً على التصريحات التي أطلقها مورينيو في أعقاب تعادله المخيب للآمال أمام المتواضع بيرنلي بهدفين لمثلها في الجولة العشرين من منافسات الدوري الإنكليزي الممتاز ، حيث تأكد لجماهير مانشستر يونايتد ، أن فريقهم خرج بهذه النتيجة عن سباق المنافسة على لقب الدوري الممتاز.
 
و برر مورينيو الفارق المريح من النقاط الذي يفصل مانشستر سيتي في الصدارة عن بقية ملاحقيه ، إلى الصرف الكبير الذي انفقته إدارة النادي على التعاقدات منذ مجيء غوارديولا ، مؤكداً بأنهم حققوا هذا الفارق الشاسع في سوق الانتقالات و ليس في الملاعب .
 
و تكشف تفاصيل التعاقدات التي قام بها "الجارين اللدودين" عدم صحة تلك التصريحات ومحاولة المدرب البرتغالي تبرير التفوق خصمه المدرب الإسباني بعوامل أخرى غير فنية.
 
وتظهر أرقام الإنفاق التي صرفها كل نادٍ على التعاقدات ، بأن مانشستر سيتي كان الأكثر صرفا إلا أن التفاصيل تؤكد ان الفارق لم يكن في إجمالي الإنفاق بل في نوعية الصفقات و التعاقدات التي قام بها كل نادٍ ، إذ تؤكد أن تعاقدات غوارديولا كانت مدروسة و أصحابها قدموا الإضافة للفريق عكس التعاقدات التي قام بها مورينيو ، حيث انفق "السيتي" إجمالياً نحو 365 مليون جنيه إسترليني منذ صيف عام 2016 ، أي أكثر بنحو 74 مليون جنيه مما أنفقه مانشستر يونايتد في ذات الفترة بعدما بلغت قيمة صفقاته 291 مليون جنيه إسترليني.
 
و دعم "السيتي " صفوفه بـ 13 لاعباً ، بينما ما أنفقه "اليونايتد" لم يكن كافياً سوى لجلب ستة لاعبين فقط دون احتساب المهاجم السويدي زلاتان لإبراهيموفيتش الذي انتقل لصفوفه في صفقة انتقال حر (مجاناً) بعد انقضاء عقده مع نادي باريس سان جيرمان الفرنسي ، وهنا يظهر معدل الإنفاق على الصفقة الواحدة والذي يصب في صالح "السيتزن" حيث بلغ 28 مليون باوند إسترليني فقط مقابل معدل بلغ 48 مليون باوند لدى "الشياطين الحمر" بعدما تعاقد مع لاعب الإرتكاز الفرنسي بول بوغبا من نادي يوفنتوس الإيطالي مقابل ما يقارب نحو 100 مليون باوند.
 
كما أن "السيتي" حقق عائدات لخزينته بلغت 78 مليون جنية إسترليني ، جراء تخلصه من العدد الزائد عن حاجته من اللاعبين بهدف تقليص تكاليف ثورة الإحلال ، حيث باع 10 لاعبين في وقت ان عائدات "اليونايتد" بلغت 53 مليون جنيه فقط نظير بيعه 9 لاعبين.
 
وهكذا تقلص حجم الإنفاق الصافي على التعاقدات إلى 287 مليون باوند لدى مانشستر سيتي ، مقابل تقلصه إلى 237 مليون باوند لدى مانشستر يونايتد، وهذه الفوارق تؤكد بأن غوارديولا قد استفاد من الانتقالات لتعزيز صفوف الفريق وإثراء خزينته و تخفيف الأعباء المالية على ملاك النادي ، بعكس مورينيو الذي كشفت تجربته في " الأولدترافورد" بأنه لا يجيد التعامل مع سوق الانتقالات.
 
و أكثر ما يبرز الفوارق بين تسوق غوارديولا ونظيره مورينيو ، هو المدة الزمنية التي لعبها الوافدون الجدد في صفوف الفريقين ومعدلات أعمارهم ، حيث تؤكد الأرقام بأن المدة بلغت في مانشستر سيتي نحو 15685 دقيقة مقابل 12594 دقيقة عند غريمه مانشستر يونايتد.
 
و هذا الفارق الزمني يؤكد ان غوارديولا استفاد من تعاقداته الجديدة وحضورها المنتظم في تشكيلة الفريق ، في وقت أن مورينيو استقطب لاعبين عجزوا عن حجز مكاناً في تشكيلة الفريق الأساسية بشكل دائم.
 
هذا وبلغ متوسط أعمار اللاعبين الذين تعاقد معهم غوارديولا ما يقارب من 23 عاماً مقابل 24 عاماً للاعبين الذين تعاقد معهم مورينيو ، حيث ركز في هذا الصدد المدرب الإسباني على لاعبين شابين خاصة المهاجم البرازيلي غابرييل خيسوس و المدافع الإنكليزي كايل ووكر ، بينما جاء انتداب البرتغالي للسويدي المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش غير مفهوماً بعدما بلغ 35 عاماً من العمر عند التعاقد معه.
 
و تكشف هذه الفوارق أن نوعية الصفقات التي ابرمها مانشستر سيتي بناء على طلب غوارديولا كانت جيدة ، وهي التي صنعت الفارق الفني على أرضية الملعب بغض النظر عن قيمتها في سوق الانتقالات 
، في وقت أن صفقات مانشستر يونايتد لم ينجح أصحابها في تقديم الإضافة الفنية التي احتاجها الفريق ، خاصة الصفقة الأغلى المتمثلة بالتعاقد مع الفرنسي بول بوغبا الذي غير من تسريحات شعره أكثر مما سجله من أهداف منذ عودته إلى "اليونايتدط و تعرضه للطرد قبل موقعة الدربي أمام "السيتي".
 
كما تؤكد تلك الفوارق بأن مورينيو هو من رفع حجم الإنفاق لدى مانشستر يونايتد بسبب إصراره على التعاقد مع لاعبين مكلفين ارتفعت أسعارهم إلى حدود خيالية ليس بسبب إمكانياتهم الفنية بل بسبب المزايدة عليهم ، و إصراره على جلبهم مهما كانت قيمتهم المالية بداية بالفرنسي بوغبا ، ونهاية بالمهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو الذي فرط فيه الفني البرتغالي مع نادي تشيلسي ثم عاد ليطالب بجلبه رغم أن أرقامه مع إيفرتون ضد الفرق الكبرى كانت متواضعة و تحذر مسيرو "اليونايتد" من التعاقد معه.