رغم أن الهزيمة التي مني بها برشلونة أمام باريس سان جيرمان في ذهاب الدور الثمن النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا، لا تزال تحمل اسم هزيمة ولم تصل بعد إلى وصف خسارة البطولة رغم أن نتيجتها انتهت بأربعة أهداف مقابل لا شيء، في انتظار الحسم في لقاء الإياب على "الكامب نو " على أمل أن يحقق "البارسا" حلم عشاقه بإحداث مفاجأة من العيار الثقيل ، إلا ان السقوط في حديقة الأمراء ستكون له تداعيات متعددة على النادي الكتالوني، من شأنه أن يدفع الإدارة إلى اتخاذ قرارات والتراجع عن أخرى، خدمة لصالح الفريق الذي قد يدخل في أزمة في حال أقصي قاريًا من هذه المحطة التي تعتبر مبكرة لنادٍ عريق مرشح لإحراز لقب البطولة.

وتعتبر إقالة المدرب لويس انريكي من الجهاز الفني للفريق على رأس التداعيات المحتملة والمرتقبة لهزيمة النادي الباريسي، خاصة أن الانتقادات التي طالته من قبل وسائل الإعلام تحمله مسؤولية الإخفاق بسبب خياراته وطريقته التكتيكية التي جعلت هجوم الفريق الفرنسي يمر عبر شوارع في وسط الدفاع الكتالوني.
 
هذا وستكون أمام إنريكي الفرصة لإنقاذ رأسه في مواجهة الإياب، من خلال تحقيق فوز عريض حتى لو أقصي "البلوغرانا" من البطولة، إلا أن تمديد النادي لعقد المدرب الإسباني لمواسم أخرى أصبح محل شكوك بعد هذه الخسارة المدوية، لأن الهزيمة القاسية اخفت الانجازات التي حققها في موسمه الأول، والحقيقة انه في الوقت الذي كان عرين برشلونة يهتز بالأهداف الباريسية الأربعة، فإن كأس الإقالة كان يُعد في برشلونة ليتجرعه انريكي بنفس الطريقة التي تجرعه سلفه الأرجنتيني تاتا مارتينو في عام 2014.
 
و في حال أقصي "البارسا" من أبطال أوروبا وفشل في اللحاق بغريمه ريال مدريد في صدارة الترتيب العام لمسابقة الدوري الإسباني، فإن التتويج بكأس الملك لن يشفع لإنريكي أمام الإدارة الكتالونية لتمديد عقده .
 
ومن التداعيات الأخرى المرتقبة للهزيمة الباريسية تلك المتعلقة بمكانة عدد من اللاعبين النجوم، إذ لا يستبعد أن تتراجع الإدارة الكتالونية عن التمديد لبعض الأسماء خاصة لاعب الوسط المخضرم اندريس انييستا، بعدما تأكد أن مردوده الفني والبدني لم يعد ثابتًا مثلما كان، وذلك بعد بلوغه سن الـ 33 عاماً، حيث حان الوقت للبحث عن خليفته شأنه شأن لاعب الوسط الإسباني سيرجيو بوسكيتس والمدافع الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو ولاعب الوسط الكرواتي إيفان راكيتيتش، وهي عناصر بدا وكأنها فقدت صلاحياتها الفنية ولم تعد قادرة على تقديم الإضافة للفريق، مما يكشف بأن سياسة الاستغناء والإحلال باتت ضرورية.
 
وتبقى الجماهير تترقب مدى تأثير هذه الهزيمة وخروج الفريق من البطولة على مستقبل المفاوضات بين النادي والمهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي لتمديد عقده لما بعد شهر يونيو من عام 2017 ، لأن خسارة الفريق برباعية نظيفة وبتواجد ميسي ضمن تشكيلة الفريق ليس أمراً سهلاً، وذلك بالنظر الى قيمته وقامته، وهو ما قد يقف حجرة عثرة في حصول ميسي على كافة شروطه من الإدارة الكتالونية، إذ ستكون أسوأ التداعيات هي قرار بيع عقده قبل حلول شهر يناير من عام 2018 الذي يمثل تاريخ انقضاء عقده، والتي تحتم على اللاعب المرور عبر ناديه في حال أبدى رغبته في تغيير الأجواء، خاصة وأن الهزيمة تأتي بعد أيام من نشر تقارير إنكليزية تؤكد رغبة مانشستر سيتي في انتداب اللاعب الأرجنتيني الصيف القادم.
 
ويحتفظ تاريخ نادي برشلونة القريب بسيناريوهات مماثلة في التضحية بأسماء لامعة من مدربين ولاعبين في أعقاب المواسم الفاشلة أو الهزائم الثقيلة، حيث ضحى النادي بحارسه الكبير أندوني زوبيزاريتا وبنجمه الدنماركي مايكل لاودروب، بعد خسارة نهائي دوري أبطال أوروبا أمام نادي ميلان الإيطالي برباعية نظيفة في عام 1994 .
 
وفي عام 1996، اختار النادي الكتالوني التضحية بالمدرب الهولندي الراحل يوهان كرويف في أعقاب خسارة الفريق للدوري في الرمق الأخير من الموسم ونهائي الكأس أمام اتلتيكو مدريد.
 
وتكرر السيناريو في عام 2008 عندما تمت التضحية بالمدرب الهولندي فرانك رايكارد ومعه النجم البرازيلي رونالدينيو والبرتغالي ديكو، بينما في 2014 لم تكتفِ الإدارة بإبعاد المدرب الأرجنتيني تاتا مارتينو بل أبعدت معه كل من المهاجم التشيلي اليكسيس سانشيز ولاعب الوسط الإسباني سيسك فابريغاس .
 
ومما يعزز من فرضية اتخاذ مثل هذه القرارات والقيام بإحلال للعناصر الفنية أن مثل هذه القرارات والإجراءات غالبًا ما كانت تأتي بثمارها ويحقق الفريق في المواسم الموالية نتائج وإنجازات كبيرة.