توقفت مسيرة نادي ليستر سيتي الإنكليزي أمام العقبة الإسبانية متمثلة بنادي أتلتيكو مدريد ليخرج من بطولة دوري أبطال أوروبا من دور الثمانية، بعدما خسر بنتيجة هدفين مقابل هدف في مجموع مباراتي الذهاب والإياب في أول مشاركة لـ "الثعالب" في البطولة الأولى على الصعيد القاري.

 وبتوديعه للمنافسة من دور الثمانية، يفشل ليستر سيتي في تكرار الإنجاز التاريخي الذي حققه كل من نوتنغهام فورست وأستون فيلا عندما نالا اللقب الأوروبي من أول حضور لهما عقب التتويج بلقب الدوري الإنكليزي.
 
وكان نوتنغهام فورست قد نجح في إحراز لقب دوري أبطال أوروبا من أول مشاركة قارية له في موسم (1978-1979) بعدما تمكن من التتويج قبلها باللقب المحلي، كما نجح أيضًا في الحفاظ على لقبه القاري في الموسم الموالي (1979-1980) بقيادة الحارس العملاق بيتر شيلتون .
 
وفي موسم (1981-1982)، كرر نادي أستون فيلا نفس الإنجاز بنيله اللقب الأوروبي من أول مشاركة له على حساب نادي بايرن ميونيخ الألماني .
 
ومن اللافت للنظر أن كلاً من فريقي نوتنغهام فورست واستون فيلا، قد تراجعت نتائجهما وهبطا معاً إلى دوري الدرجة الأولى "البريميرشيب" حيث ينشطان حالياً.
 
هذا وسبق لخمسة أندية من ممثلي الدوري الإنكليزي أن بلغت المربع الذهبي من أول مشاركة قارية في دوري أبطال أوروبا، بداية بنادي مانشستر يونايتد في موسم (1956-1957) قبل ان يتوج باللقب القاري فيما بعد، وتحديداً في عام 1968، فيما يأتي ثاني هذه الأندية ممثلاً بنادي توتنهام هوتسبير في موسم (1961-1962) ، ثم نادي ليفربول الذي بلغه في موسم (1964-1965) قبل أن يتوج باللقب خمس مرات ليكون الفريق الأكثر تتويجًا بين الأندية الإنكليزية، كما بلغ ليدز يونايتد نفس المحطة من أول حضور قاري في موسم (1969-1970) شأنه شأن نادي دربي كونتي في موسم (1972-1973).
 
وقبل ليستر سيتي، اكتفت أربعة أندية أخرى ببلوغ الدور الربع النهائي في أول مشاركة قارية لها، وهي بيرنلي في موسم (1960-1961) و أرسنال في موسم (1971-1972) وتشيلسي في موسم (1999-2000) قبل أن يتوج الأخير باللقب في عام 2012.
 
في المقابل، اكتفى فريقان بالتأهل إلى دور المجموعات من البطولة، وهما نادي بلاكبيرن روفرز في موسم (1995-1996) ونادي نيوكاسل في موسم (1997-1998) ، بينما غادر المنافسة من دورها الأول من أول مشاركة بالصيغة القديمة ثلاثة أندية، وهي وولفرهامتون في موسم (1958-1959) و إيبسويتش تاون في موسم (1962-1963) و مانشستر سيتي في موسم (1968-1969) ، فيما لم يتمكن إيفرتون في مشاركته الأولى من تجاوز الدور التمهيدي في موسم (1963-1964).
 
وفي تقرير لصحيفة "ذا صن" البريطانية، بررت خروج ليستر سيتي أمام نادي اتلتيكو مدريد رغم قدرته على تجاوز عقبة "الروخي بلانكوس" (بعد هزيمته ذهاباً بهدف وحيد ) بضغط مباريات الدوري الإنكليزي الممتاز وليس بسبب قلة الخبرة، مستشهدة على ذلك بلجوء الأتلتيكو إلى إراحة 5 من لاعبيه الأساسيين في الدوري الإسباني قبل المواجهة القارية، في وقت أن "الثعالب" خاضوا آخر مباراة لهم في بطولة الدوري الإنكليزي بكامل عناصرهم الأساسية.
 
وأكدت الصحيفة واسعة الانتشار أن استمرار الدوري الممتاز بتواجد 20 فريقًا من شأنه أن يبدد أحلام الإنكليز في الصعود لمنصة التتويج لبطولة دوري أبطال أوروبا، في إشارة منها إلى احتكار الإسبان والألمان لهذه البطولة حتى إشعار آخر.
 
واشار التقرير الى أن الصيغة الحالية للدوري الإنكليزي الممتاز لا تساعد ممثليه في دوري الأبطال الأوروبي، الذي يلعب هو الآخر بصيغة تتضمن رزنامة مكثفة من المباريات، من خلال إقامة دور المجموعات عكس ما كان معمولاً به حتى عام 1992 ، عندما كانت المباريات بصيغة خروج المغلوب من مباراتين، وهي الصيغة التي كانت تساعد الأندية الإنكليزية على التألق في أبطال أوروبا .
 
هذا وتكشف حصيلة الإنكليز من بطولات أبطال أوروبا تأثير الرزنامة المكثفة على حظوظها القارية، حيث كانوا قد نالوا 8 ألقاب حتى عام 1992 ، رغم حرمانهم من حضور المنافسة خمسة أعوام من عام 1985 وحتى عام 1990 بسبب كارثة ملعب هيسل في نهائي 1985 ، ورغم أن المشاركة كانت تقتصر على بطل الدوري فقط، بينما لم تحقق الأندية الإنكليزية منذ عام 1992 سوى 4 ألقاب رغم الحضور المنتظم للرباعي الأول في مسابقة "البريميرليغ" في كل موسم.
 
 
شاهد الصور: