نشرت صحيفة "ماركا" الإسبانية تقريراً استعرضت من خلاله أسباب تراجع نتائج نادي برشلونة خلال منافسات الموسم الحالي مقارنة بنتائجه الموسم المنصرم، مما أدى إلى خسارته للقب الدوري الإسباني لصالح غريمه المدريدي، فضلاً عن خروجه المبكر من مسابقة دوري أبطال أوروبا بخسارة ثقيلة أمام نادي يوفنتوس الإيطالي في الدور الربع النهائي من البطولة القارية.

وبحسب الصحيفة، فإن هناك أسبابًا عديدة فنية وغير فنية ساهمت بشكل أو بأخر في التأثير سلبًا على أداء ونتائج "البلوغرانا" في فترات مختلفة من الموسم جعلته يتكبد هزائم مفاجئة، ويهدر نقاطًا كانت في متناوله.
 
انتدابات فاشلة
 
السبب الأول يتعلق بالانتدابات الفاشلة التي قام بها النادي خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، والتي كلفت خزينة النادي 180 مليون يورو، دون ان ينجح أصحابها في تقديم الإضافة الفنية للفريق في أي خط من خطوطه الثلاثة، سواء لاعب الوسط البرتغالي اندريه غوميز أو المدافع الفرنسي لوكاس دين أو المهاجم الإسباني باكو ألكاسير، وقبلهم لاعب الوسط التركي أردا توران والمدافع الإسباني أليكس فيدال، واثبتوا أنهم غير قادرين على تقديم المستويات المرجوة منهم.
 
كما ان إدارة النادي فشلت في التعامل بإيجابية مع المدافع البرازيلي الظهير الأيمن داني ألفيس، الذي رحل عن صفوف الفريق دون موافقة الجهاز الفني وقبل انقضاء عقده، واللعب في الدوري الإيطالي عبر بوابة نادي يوفنتوس، حيث اظهرت مستويات اللاعب الأخيرة مع " البيانكونيري " أن "البارسا" هو الذي خسر اللاعب وليس العكس.
 
دكة متواضعة
 
السبب الثاني افتقار "البارسا" لدكة احتياط جيدة، فالفريق يمتلك تشكيلة أساسية هي الأفضل في العالم غير أن المنافسات على كافة الألقاب وإنهاء الموسم على المنصات يحتاج إلى تواجد لاعبين احتياطيين بنفس مستوى الأساسيين، وقادرين على الحفاظ على نفس الإيقاع، خاصة ان برشلونة فريق لديه أجندة مكثفة من المباريات، وأن لاعبيه الأساسيين بحاجة للحفاظ على لياقتهم البدنية في المباريات الحاسمة، وهو الأمر الذي لن يتحقق إلا بإراحتهم وإقحام الاحتياطيين، غير ان المدرب لويس انريكي وجد نفسه مضطرًا للاعتماد على نفس العناصر الأساسية في جميع المباريات، مما عرض الفريق للإرهاق الشديد الذي اثر على مردوده الفني.
 
دفاع هش
 
السبب الثالث يرتبط بالهشاشة الدفاعية، وهو المشكل الذي عانى منه الفريق في عهد طاطا مارتينو وتيتو فيلانوفا، ونجح انريكي في معاجلته في موسمه الأول غير أن الموسم الحالي عرف تراجع الأداء الدفاعي للخط الخلفي سواء الظهيرين أو المحور، وتلقت شباك الفريق أهدافًا بالجملة خاصة الكرات الهوائية للمخالفات أو الركنيات بدليل أن شباك البارسا تلقت 42 هدفاً خلال 38 مباراة أي أكثر من هدف في كل مباراة، فضلاً عن تلقيه ثمانية أهداف في مباراتي الثمن والربع النهائي من أبطال أوروبا، والفريق بهذه الأرقام لا يمكنه التنافس على الألقاب.
 
مدرب تحت الضغط
 
السبب الرابع ربطته الصحيفة بالحالة النفسية للمدرب لويس إنريكي، الذي خاض منافسات الموسم الحالي، وهو مرهق ومتعب من الضغوط الملقاة على عاتقه، وذلك بعدما قاد الفريق خلال موسمين لتحقيق إنجازات كبيرة استهلكت منه كل طاقاته وأحرقت أعصابه، وهو ما جعله غير قادر على الاستمرار مما جعله يعلن رحيله عن النادي ورفضه تمديد العقد .
 
عرين بحراسة ضعيفة
 
السبب الخامس متعلق بالحارس الألماني مارك-أندريه تير شتيغن، الذي وجد نفسه حارسًا أساسيًا دون منافسة قوية على هذا المركز، مما أدى الى تراجع مستواه، بعكس ما كان عليه الحال عندما كان الحارس التشيلي كلاوديو برافو متواجداً ضمن صفوف الفريق، حيث فرض ذلك على الثنائي بذل قصارى جهودهما لنيل ثقة "اللوتشو" للحفاظ على مكانتهما في صفوف "البارسا"، حيث تولى الألماني حراسة مرمى الفريق في بطولتي كأس ملك إسبانيا ودوري أبطال أوروبا ، بينما الحارس التشيلي ذاد عن عرين الفريق خلال بطولة الدوري الإسباني، وذلك تبعًا لقاعدة التدوير التي طبقها المدرب للفصل بين الحارسين.
 
هزائم غير متوقعة
 
السبب السادس مرتبط بتلك الهزائم التي تكبدها الفريق في مباريات كانت في متناول يده، وامام منافسين متواضعين، حيث خسر أمام ملقة مرتين، ثم سقط أمام ديبورتيفو لاكورونيا وديبورتيفو ألافيش وريال بيتيس، ليهدر نقاطًا كانت كافية لجعله يحسم لقب الدوري مبكراً ، كما ان هذه الهزائم أثرت سلبًا على نفسية اللاعبين وجعلت الفريق يشكك في قدرته على الصمود أمام الغريم التقليدي ريال مدريد.
 
وسط ميدان مرهق
 
السبب السابع يتعلق بالتراجع الرهيب لأداء خط الوسط الذي يُعد في برشلونة العمود الفقري للفريق، والذي إليه يعود الفضل الأكبر في الانجازات التي حققها "الكتلان" منذ تعيين الهولندي الراحل يوهان كرويف مدرباً للفريق في عام 1988 .
 
ورغم ان الفريق يمتلك في صفوفه 7 لاعبين في خط الوسط، إلا أن لويس انريكي لم يجد ضالته في هذا الخط في ظل تراجع أداء الإسبانيين بوسكيتس وانييستا وفشل القادمين للفريق البرتغالي غوميش والتركي أردا توران، إذ وجد المدرب نفسه مجبراً على اللعب بخطة 3-4-3 لتعزيز وتقوية خط الوسط، وتقليص أخطائه خلال المباريات، بعدما ظهر في لقاءات كثيرة بإنه غير قادر على دعم الهجوم أو تخفيف الضغط على الدفاع.
 
أداء متذبذب لنيمار
 
السبب الثامن ربطته الصحيفة بالمهاجم البرازيلي نيمار دا سيلفا، فرغم المهارات الفنية العالية التي يتمتع بها، إلا ان ما يعاب عليه أن مستواه الفني غير ثابت، والذي يظهر به في مختلف المباريات، فالدولي البرازيلي ظهر خلال مباراة فريقه المحلية بشكل مغاير لما ظهر عليه خلال مباراة "الريمونتادا" أمام نادي باريس سان جيرمان الفرنسي في بطولة دوري أبطال أوروبا، وذلك بعدما تعرض للطرد فترك فريقه يخسر ثلاث نقاط كان بأمس الحاجة إليها، إذ بدا واضحًا ان "الفتى البرازيلي" يفتقر للحضور والتركيز الذهني، وقد يكون قضية تهربه من الضرائب التي تقام جلساتها في القضاء، سببًا في إنشغاله عن تقديم أداء ثابت مع فريقه الكتالوني.