أعلن القضاء الاسباني الجمعة استبدال عقوبة سجن نجم برشلونة الارجنتيني ليونيل ميسي 21 شهرا بسبب التهرب الضريبي بغرامة مالية قيمتها 252 الف يورو، متوجا بذلك أسبوعا "ذهبيا" للاعب شمل الزواج وتمديد عقد مع ناديه يجعل منه "الأعلى دخلا" في العالم.

واتهم ميسي، أفضل لاعب في العالم خمس مرات، ووالده خورخي في تموز/يوليو 2016 بتهرب ضريبي بقيمة 4,16 ملايين يورو. ورفضت المحكمة العليا في أيار/مايو طلب استئناف تقدم به اللاعب، مثبتة عقوبة السجن وغرامة بقيمة 2,1 مليوني يورو. 

وعلقت عقوبة السجن كما هو الحال عادة في اسبانيا عندما تكون العقوبة أقل من عامين، فضلا عن نظافة السجل القضائي للرجلين.

وخففت المحكمة العليا في أيار/مايو عقوبة السجن على والد ميسي من 21 شهرا الى 15 شهرا، وغرامته المالية من 1,6 مليون يورو الى 1,3 مليون يورو، معتبرة ان مبلغ الخمسة ملايين يورو الذي دفعه طوعا اللاعب ووالده عام 2013 لمصلحة الضرائب الاسبانية، شكل عاملا مخففا.

وفي قرارها الأخير، قررت محكمة برشلونة أنه بسبب هذا المبلغ، "يستحق الاثنان (ميسي ووالده) استبدال عقوبة السجن بغرامة".

وكان متوقعا أن يتخذ القضاء الإسباني قرار استبدال حكم السجن بغرامة مالية لأن النيابة العامة في برشلونة اعلنت في 23 حزيران/يونيو انها لا تعارض هذه الخطوة، وأشارت انذاك المتحدثة باسم النيابة العامة الى ان الأخيرة مستعدة لاستبدال كل يوم سجن بمبلغ 400 يورو، وهو خيار كان محامو اللاعب قد اقترحوه ايضا.

واتهم ميسي (29 عاما) ووالده بانشاء شركات وهمية في المملكة المتحدة وسويسرا وبيليز والاوروغواي دون ابلاغ السلطات الضريبية.

وكان ميسي وقع في الفترة بين 2007 و2009 عقودا مع شركات اديداس وبيبسي ودانون، ولكن ليس على الصعيد الشخصي، مستعملا بدلا عن ذلك شركات وهمية. وأكد النجم انه كان يركز على كرة القدم ويجهل العقود والطريقة التي تتم فيها ادارة ثروته، في حجة لم تقنع القضاء الذي يواجه سلسلة قضايا مماثلة مع لاعبي كرة القدم.

- زواج وعقد جديد -

والأكيد ان الغرامة لن تؤثر على الثروة الطائلة التي راكمها اللاعب الأرجنتيني، بل ستشكل خبرا سعيدا له وهو يمضي شهر العسل مع أنطونيلا روكوتزو، صديقة طفولته ووالدة نجيله، بعد زواجهما بحضور جمع من النجوم والمشاهير في 30 حزيران/يونيو.

كما مدد اللاعب الأربعاء عقده مع برشلونة حتى حزيران/يونيو 2021. ولم يكشف برشلونة تفاصيل العقد الجديد لميسي، الا ان رئيس النادي الكاتالوني جوسيب ماريا بارتوميو أكد ان اللاعب أصبح بموجبه اللاعب "الأعلى دخلا في العالم".

وقال بارتوميو الجمعة لصحيفة "موندو ديبورتيفو" الكاتالونية "هو افضل لاعب في العالم، وندفع له كأفضل لاعب في العالم وفي تاريخ كرة القدم. لا احد يقدم لهذا النادي ما يقدمه ليو ميسي".

وكان ميسي ثالث لاعب في ترتيب الرياضيين الاعلى دخلا مع 80 مليون دولار أميركي سنويا، بينها 53 مليون رواتب ومكافآت، بحسب تصنيف مجلة "فوربس" المتخصصة مطلع حزيران/يونيو 2017، والذي صدر قبل الاعلان عن تمديد العقد مع برشلونة.

وتصدر غريم ميسي في ريال مدريد، البرتغالي كريستيانو رونالدو، الترتيب مع 93 مليون دولار اميركي بينها 58 رواتب ومكافآت يليه لاعب كرة السلة الاميركي ليبرون جيمس (86,2 مليون دولار بينها 31,2 رواتب ومكافآت).

وسيبقى ميسي الذي انضم الى اكاديمية برشلونة عندما كان في الثالثة عشرة من عمره وبات افضل هداف في تاريخ النادي مع 507 اهداف في 583 مباراة رسمية، في صفوف الفريق حتى بلوغه الرابعة والثلاثين من عمره، اي ربما حتى نهاية مسيرته، علما بانه المح الى رغبته في اللعب في روزاريو مسقط رأسه وتحديدا نادي نيولز اولد بويز الذي يشجعه.

ويمضي اللاعب حاليا فترة شهر عسل في الارجنتين.

- سلسلة -

وفي حين يمكن اعتبار ان قضية ميسي وصلت الى خواتيمها، الا ان ذلك لا يطوي ملف التهرب الضريبي في اسبانيا، اذ ان الأرجنتيني ليس النجم الوحيد من برشلونة الذي يجد نفسه متورطا في مشاكل مع السلطات، إذ من المقرر أن يحاكم زميله البرازيلي نيمار وعائلته على خلفية صفقة انتقاله من سانتوس الى النادي الكاتالوني عام 2013.

وأمرت المحكمة الوطنية المختصة بالبت في القضايا المعقدة بأن يمثل أمامها ايضا رئيسا برشلونة الحالي بارتوميو والسابق الكسندر (ساندرو) روسيل، موضحة في الخامس من ايار/مايو ان اللاعب البرازيلي ووالديه متهمان بـ"الفساد في إدارة الأعمال".

ويلاحق نادي برشلونة بصفته شخصية اعتبارية كما هي الحال بالنسبة الى سانتوس، النادي الذي انتقل منه اللاعب البرازيلي (25 عاما).

وفي وقت سابق من العام الحالي، وافق المدافع الارجنتيني خافيير ماسكيرانو على عقوبة بسجنه لمدة عام مع وقف التنفيذ فرضتها عليه السلطات الاسبانية للتهمة عينها.

وفي أيار/مايو، أوقفت الشرطة روسيل في إطار تحقيق بقضية تبييض أموال مرتبطة بحقوق صور منتخب البرازيل.

كما انشغل العالم الكروي في الأيام الأخيرة بقضية رونالدو المتهم بالتهرب الضريبي بقيمة 14,7 مليون يورو، والذي سيمثل أمام القضاء في 31 تموز/يوليو.