&استعرضت صحيفة "الميرور" البريطانية الانتدابات الأفضل التي عرفتها أندية الدوري الإنكليزي منذ إنطلاقة نسخة الممتاز في عام 1992 ، والتي نجح أصحابها في تقديم الإضافات الفنية الكبيرة لأنديتهم ومساهمين في تحقيق نتائج إيجابية وانجازات هامة في مختلف الاستحقاقات .

وعلى الرغم من أن تلك الانتدابات يصنفها الإنكليز سواء صحافة أو جماهير أو خبراء في خانة الأفضل بكل المقاييس، إلا أن تكاليفها لم تكن باهظة ، حيث أبرمتها الأندية بأسعار زهيدة، وهو ما دفع الصحيفة إلى توجيه انتقادات شديدة لما يحدث اليوم للأندية الإنكليزية في "الميركاتو الصيفي" ، في أعقاب إنفاقها لأموال طائلة، من أجل عقد صفقات ضخمة ، يتقاضى أصحابها رواتب خيالية دون أن يقدموا ما ينتظر منهم على الصعيدين المحلي والقاري.
&
وطالبت الصحيفة من الأندية بأخذ العبرة مما كان يحدث في التسعينات وحتى بداية الألفية، إذ كانت أندية البرمييرليغ تستقطب لاعبين مغمورين و آخرين نجومًا بأسعار مقبولة يقابلها مردود فني متميز.
&
فنادي مانشستر يونايتد النادي الأكثر تتويجًا بلقب الدوري الممتاز وتحت إشراف الأسطورة الاسكتلندي السير أليكس فيرغسون قد ابرم أغلى انتداباته بأسعار زهيدة ، بداية من تعاقده مع المهاجم الفرنسي إيريك كانتونا من نادي ليدز يونايتد مقابل 1.2 مليون جنيه إسترليني في عام 1992 ، ثم مع البرتغالي كريستيانو رونالدو من نادي سبورتينغ لشبونة البرتغالي نظير 12 مليون باوند إسترليني في صيف عام 2003 ، وبعدهم النرويجي أولي جونار سولسكيار من نادي مولده النرويجي لقاء 1.5 مليون جنيه في عام 1996 ، وأخيراً الإيرلندي الشمالي روي كين من نادي نوتينغهام فورست الإنكليزي نظير 4 ملايين جنيه في عام 1993.
&
وظهر أصحاب هذه الصفقات بشكل لافت بعدما بصموا على إنجازات تاريخية لـ"اليونايتد" ، مثلاً الملك الفرنسي حقق لـ"الشياطين الحمر" &لقب الدوري الممتاز أربع مرات، بينما القائد الإيرلندي والمهاجم النرويجي كانا ضمن الفريق الذهبي الذي أحرز "الثلاثية" في عام 1999 ، أما رونالدو فقد صنف كأفضل لاعب أجنبي ليس في &تاريخ مانشستر فحسب، بل في تاريخ الدوري الممتاز ، بعدما نجح في إعادة الفريق إلى إعتلاء عرش "البريميرليغ" لثلاثة مواسم متتالية، بالإضافة إلى مساهمته في تحقيق النادي للقب دوري أبطال أوروبا.
&
أما اليوم، فان مانشستر يونايتد يبرم صفقاتها بأموال ضخمة دون ان يتوج باللقب ، مثلما حدث مع لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا ولاعب الوسط الإسباني خوان ماتا و لاعب الوسط البلجيكي مروان فيلايني وآخرين.
&
و لم يكن لانتدابات نادي أرسنال أي صدى إعلامي أو جماهيري كبير، لأن أصحابها لم تكن أسعارهم كبيرة ، حيث انتدبهم أرسين فينغر مقابل مالي متواضع لا يكفي حالياً حتى لدفع راتب نجم واحد، إلا أنهم بالرغم من ذلك قادوا "المدفعجية" لنيل ثلاثة ألقاب في بطولة الدوري الممتاز أعوام 1998 و 2002 و 2004 ، وتحقيق الإنجاز التاريخي في عام 2004 بنيلهم اللقب دون خسارة.&
&
وكانت إدارة النادي قد تعاقدات مع لاعب الإرتكاز الفرنسي باتريك فييرا قادماً من نادي ميلان الإيطالي مقابل 3.5 ملايين باوند في عام 1996 ، كما ابرمت صفقة المهاجم الفرنسي تيري هنري من نادي يوفنتوس الإيطالي نظير 11 مليون جنيه إسترليني في عام 1999 ، ليصبح أحسن هداف في تاريخ النادي، بالإضافة إلى استقطابها الهولندي دينيس بيركامب من نادي إنتر ميلان الإيطالي لقاء 7.5 ملايين جنيه في عام 1995 ، أما الإيفواري كولو توريه التحق بصفوف النادي قادماً من نادي أسيك ميموسا العاجي مقابل 150 الف باوند فقط في عام 2002 ليساهم في الإنجاز التاريخي بعدها بعامين من قدومه إلى لندن.
&
اليوم إدارة أرسنال تقوم بانتدابات الواحد منها لا تقل قيمته عن الـ 40 مليون جنيه إسترليني ، مثلما جرى مع لاعب الوسط الألماني مسعود أوزيل و المهاجم الفرنسي ألكسندر لاكازيت والجناح التشيلي اليكسيس سانشيز ، إلا انه بالرغم من ذلك فشل الفريق في التأهل لبطولة دوري أبطال أوروبا .
&
ولم يكن لنادي ليستر سيتي أن يصنع المفاجأة التاريخية، ويحصل على لقب الدوري الممتاز في عام 2016 ، لولا قيامه بصفقتين ساهمتا في الإرتقاء بمستواه ، من خلال تعاقده مع لاعب الإرتكاز الفرنسي نغولو كانتي من نادي كان الفرنسي مقابل 5.6 ملايين باوند ، ثم مع لاعب الوسط الجزائري رياض محرز من نادي لوهافر الفرنسي بقرابة الثلاثة ملايين باوند.
&
وهذا وارتبطت الانتدابات الأفضل في تاريخ نادي تشيلسي بأسعارها المتواضعة مقارنة بأسعار نجومه الحاليين، ومثال ذلك الإيطالي جيانفرانكو زولا ، الذي جاء للفريق قادماً من نادي بارما الإيطالي مقابل 4.5 ملايين جنيه في عام 1996 ، ليقوده إلى نيل كأس الاتحاد الإنكليزي و كأس أبطال كؤوس أوروبا ، كما كانت الصفقة الأشهر والأفضل في تاريخ "البلوز" هي بالتعاقد مع لاعب الارتكاز الفرنسي كلود ماكيليلي الذي لم يدفع لاجل استقطابه سوى 17 مليون باوند فقط من نادي ريال مدريد الإسباني في صيف عام 2003 ، ليساهم اللاعب في تربع "البلوز" على عرش مسابقة "البريمرليغ" ، أما أفضل لاعب في تاريخ النادي اللندني ونجم خط الوسط الإنكليزي فرانك لامبارد ، والذي ارتبط اسمه بإنجازات الفريق خلال 10 سنوات في الفترة من عام 2005 وحتى عام 2014 ، فانه لم يكلف خزينته سوى 11 مليون باوند إسترليني ، بعد قدومه من نادي ويست هام يونايتد.
&
و تكشف تفاصيل الصفقات التي تقوم بها الأندية الإنكليزية في الأعوام الأخيرة وجود مضاربة محلية انعكست سلباً على أسعار اللاعبين، كما أن أندية "البريميرليغ" أصبحت تركز في تعاقداتها على الأسماء اللامعة ، حيث لم يعد للاعب المغمور مكاناً بين تشكيلاتها ، فكثير من الحالات تؤكد ذلك مثل المهاجم الفرنسي كيليان مبابي الذي كان معروضًا على نادي أرسنال ببضعة آلاف جنيهات، واليوم يسعى لضمه مقابل 100 مليون باوند.
&
وأخيراً، فقد تأثرت الأندية الإنكيزية كثيراً بإرتفاع عائدات البث التلفزيوني لمبارياتها ، فلم تعد تكترث بأسعار اللاعبين فتعمد إلى الدفع بسخاء ، طالما أنها ستحقق إيرادات قياسية مع نهاية كل موسم حتى وان كانت انتداباتها فاشلة ، نظراً لأن العائدات المالية القياسية التي تحققها قادرة على تعويض أي خسائر تتعرض لها مهما كانت مرتفعة.