تجاوز إنفاق نادي تشيلسي الإنكليزي على خط هجومه سقف نصف المليار جنيه إسترليني منذ الميركاتو الصيفي لعام 2003 الذي تزامن مع انتقال ملكيته للملياردير الروسي رومان ابراموفيتش، الذي سخر كافة موارده المالية الضخمة لتعزيز قدرات الفريق الهجومية بهدف رفع حظوظه في إحراز لقب الدوري الإنكليزي الممتاز، الذي يعتمد بشكل كبير على المهاجمين في ظل اللعب الهجومي المفتوح.

وبحسب تقرير لصحيفة "ماركا" الإسبانية، فإن انتقال المهاجم الإسباني الدولي ألفارو موراتا من نادي ريال مدريد الإسباني إلى نادي تشيلسي قبل أيام في صفقة ضخمة تقدر بـ 80 مليون يورو، قد رفع من حجم الإنفاق على الانتدابات الهجومية ليصل إلى 507 ملايين باوند إسترليني ، وهو المبلغ الذي ساهم في تتويج "البلوز" بلقب الدوري الممتاز خمس مرات وبلقبي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، بالإضافة إلى كأس الاتحاد وكأس الرابطة المحليتين.
 
ومن اللافت للنظر ان تشيلسي استقطب ألمع وأفضل المهاجمين في أوروبا، والذين حققوا أرقامًا تهديفية متميزة قبل حلولهم في قلعة "الستامفورد بريدج" غير أن مردودهم التهديفي مع تشيلسي لم يكن إيجابياً لكافة المنتدبين، حتى أن غالبيتهم فشلوا في الحفاظ على أدائهم ، مما دفع النادي إلى تسريحهم ، حيث لم يحقق جائزة "الحذاء الذهبي" كأفضل هداف لمسابقة "البريمرليغ" سوى ثلاثة لاعبين فقط منذ عام 2003 .
 
و كان الأرجنتيني هرنان كريسبو أول مهاجم ينتدبه النادي في عهد المالك الروسي، وذلك في صيف عام 2003 قادماً من نادي إنتر ميلان الإيطالي مقابل 24 مليون يورو ، إلا ان صفقته لم يكتب لها النجاح، ليضطر إلى العودة لإيطاليا معارًا إلى نادي ميلان بعد موسم واحد، ثم عاد بعدها إلى نادي تشيلسي قبل أن يستعيده إنتر ميلان بشكل نهائي، حيث سجل 25 هدفاً فقط خلال ارتدائه لقميص تشيلسي ، بمعدل أكثر من مليون يورو لكل هدف.
 
ومع تولي المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو زمام الإدارة الفنية للفريق، استقطب كل من الروماني ادريان موتو مقابل 19 مليون يورو ليسجل للفريق 10 أهداف فقط ، قبل ان يرحل عن الفريق بسبب ثبوت إدمانه على المخدرات، كما تعاقدت إدارة النادي مع الصربي ماتيا كيجمان لقاء 7 ملايين و نصف المليون اورو، فسجل 7 أهداف فقط قبل ان يرحل عن صفوفه كما ابرم النادي صفقة النجم الأوكراني أندري شيفتشينكو من نادي ميلان مقابل 43 مليون يورو ، ليسجل 24 هدفًا فقط ويعود بعدها إلى فريقه السابق.
 
ويبقى أفضل مهاجم استقطبه النادي ويدين فيه بالفضل للبرتغالي جوزيه مورينيو هو الإيفواري ديديي دروغبا الذي جاء من نادي اولمبيك مرسيليا الفرنسي في صيف عام 2004 لقاء 38.5 مليون يورو، فكان أفضل هداف للدوري الإنكليزي (مرتين) مسجلا 164 هدفاً.
 
وتصنف صفقة الفرنسي نيكولا انيلكا ضمن الصفقات الناجحة، بعدما جلبه النادي من مواطنه نادي بولتون مقابل 18 مليون يورو ، ليسجل لـ "البلوز" 59 هدفاً، وينجح هو الآخر في نيل جائزة "الحذاء الذهبي" في الدوري المحلي.
 
وتبقى صفقة المهاجم الإسباني فرناندو توريس واحدة من أسوأ التعاقدات التي قام بها تشيلسي، رغم أنها تصنف كثاني أغلى صفقة في تاريخ النادي ، حيث كلفته 58.5 مليون يورو دفعها لصالح خزينة نادي ليفربول، حيث اكتفى اللاعب بتسجيل 45 هدفاً فقط قبل ان يترك النادي.
 
وابرمت إدارة النادي صفقة البلجيكي روميلو لوكاكو لقاء 27 مليون يورو في عام 2012 من نادي اندرلخت البلجيكي دون أن يسجل للفريق أي هدف ، قبل أن تتم إعارته ثم بيع عقده نهائياً لنادي إيفرتون.
 
وتصنف صفقة الإسباني دييغو كوستا ضمن الصفقات الهجومية التي اعطت ثمارها بعدما استقطبه من نادي أتلتيكو مدريد الإسباني في صيف عام 2014 نظير 38 مليون يورو ، فسجل 59 هدفًا حتى الآن، مساهماً في تتويج الفريق ببطولة الدوري (مرتين)، وفي المقابل فإن صفقة البلجيكي ميتشي باتشوايي القادم من نادي أولمبيك مرسيليا الفرنسي مقابل 39 مليون يورو في صيف عام 2016 في طريقها للفشل، بعدما اكتفى اللاعب بالتوقيع على 9 اهداف فقط ، وعجز عن حجز مكان أساسي في تشكيلة المدرب انطونيو كونتي .
 
كما تمت تسمية صفقات النادي الهجومية بالفشل لكل من الفرنسي لويك ريمي الذي اشترى النادي عقده مقابل 12 مليون يورو، فسجل 12 هدفاً، والسنغالي ديمبا با الذي كلف خزينة النادي 8.5 ملايين يورو ولم يحرز سوى 14 هدفًا فقط، والإنكليزي دانييل ستوريدج الذي انتقل إلى لندن مقابل 7 ملايين يورو فسجل 24 هدفاً فقط قبل أن يحزم حقائبه ويرحل إلى نادي ليفربول.
 
وتبقى جماهير "البلوز" تترقب الوجه الذي سيظهر به موراتا لتقييم مردود تهديفي عالٍ، يستحق بموجبها الهالة الإعلامية التي رافقت انتقاله من مدريد إلى لندن والقيمة المالية التي كلفت انتقاله، خاصة بعدما أصبح يصنف كأغلى لاعب في تاريخ النادي.