الرباط: توفي، أمس (الخميس)، بالدار البيضاء، عن سن 64 عاماً، عبد المجيد الظلمي، اللاعب السابق للمنتخب الوطني لكرة القدم وفريق الرجاء الرياضي، وأسطورة كرة القدم المغربية.

وقدمت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم "خالص تعازيها الحارة" لأسرة الراحل ولأسرة كرة القدم الوطنية قاطبة، في "فقدان أحد أساطير كرة القدم المغربية"، الذي "سبق له أن حمل قميص المنتخب الوطني في العديد من المناسبات وقاد النخبة الوطنية للفوز بكأس أمم إفريقيا عام 1976 بأثيوبيا، كما أنه شارك رفقة الأسود في ملحمة المكسيك عندما تأهل المنتخب الوطني للدور الثاني من منافسات كأس العالم لسنة 1986، فضلا أنه لعب لفريقي الرجاء الرياضي وجمعية الحليب".
 
ويعتبر الظلمي من أبرز وأشهر لاعبي كرة القدم المغربية على مر التاريخ، وأكثرهم شعبية، كما ظل يحظى بحب كبير وتقدير لافت من طرف الأوساط الكروية المغربية، سواء تعلق الأمر بالجماهير أو الممارسين والمسؤولين، على اختلاف أعمارهم؛ لذلك لقب بـ"المايسترو"، نظير قدرته الفائقة على ضبط توازن الفريق والمنتخب، و"المعلم" لفنياته وتقنياته، كما حمل لقب "الحكيم الصامت"، لأنه كان "يتكلم داخل الميدان أكثر مما يتكلم خارجه"، الشيء الذي خوله لقب "أسطورة كرة القدم المغربية".
 
وكانت أول مشاركة للظلمي مع شبان الرجاء البيضاوي، في موسم (1971 - 1972)، قبل أن يشارك مع كبار هذا الفريق العريق في الموسم الموالي، ليواصل مسيرته الكروية المميزة، على أعلى مستوى، حيث شارك مع المنتخب الوطني، من 1974 إلى 1988، وخاض أكثر من 140 مباراة دولية، وهو رقم قياسي بين اللاعبين المغاربة، لم يحصل خلالها على أي بطاقة حمراء، قبل أن ينهي مسيرته الكروية مع فريق الرجاء البيضاوي سنة 1991، وتمنحه، في السنة الموالية، منظمة اليونسكو "جائزة اللعب النظيف"، وذلك "اعترافا بأخلاقه الرياضية العالية".
 
ونقرأ في "الموسوعة العالمية": "منذ بداية السبعينات وحتى أواخر الثمانينات من القرن العشرين، تعود المغاربة على رؤية لاعب ذي شعر كثيف مترامي الأطراف، ببنية تقترب من الهزال ورأس منحني إلى الأرض وهو يقف كالجدار في دفاع فريق الرجاء البيضاوي والمنتخب المغربي لكرة القدم واللمسات الفنية والتمريرات الذكية التي تخلق الفرجة للجمهور من عشاق كرة القدم المغربية والعربية والإفريقية. 
 
كان اللاعب يشبه شيخاً على حافة التقاعد، نحيلاً قليل الكلام ويسود شخصيته صمت عميق، ملامحه جامدة ونادرا ما يمكن مشاهدته وهو يبتسم ، كان رجلا بعيداً عن الانفعالات، خصوصا عندما قرر يوما ولأسباب يعرفها لوحده، أن يتوقف عن الإدلاء بأية أحاديث أو تصريحات للصحافة، فزاد الغموض من حوله وأصبح "الرجل الرمادي" في المنتخب المغربي وفي فريق الرجاء البيضاوي، كان لمدة تزيد عن العشرين عاما رمزا قويا لفريق الرجاء البيضاوي الذي التحق بشبانه سنة 1971، قبل أن يلعب أول مباراة له في القسم الوطني الأول رفقة كبار الفريق سنة 1972، وكانت ضد فريق حسنية أكادير، حيث شغل مركز جناح أيمن، إلى جانب كل من المرحوم "بيتشو" و"بينيني" و"حمان"".
 
وزادت الموسوعة: "تقنياته ولمساته الكروية الفنية وتمريراته الثابتة والمحكمة جعلت منه واحداً من أفضل لاعبي وسط الميدان في تاريخ كرة القدم المغربية وقارة إفريقيا والعالم العربي .. كما كان العصب الحقيقي لخط وسط المنتخب المغربي في فترات ازدهار الكرة المغربية، حيث يجيد الدفاع والهجوم وقطع الكرات من الخصم، واشتهر بتمريراته الدقيقة والحاسمة التي كانت تأتي أكلها، كما عرف بمقدرته على ملء الفراغات في وسط الميدان، لقب بـ"المعلم" وكان يتحلى بروح رياضية عالية وأخلاق عالية سواء داخل الملاعب أو خارجها، جعلت جميع اللاعبين والحكام يكنون له الاحترام والتقدير بحيث أنه لم يتعرض لأي ورقة طرد طيلة مشواره الرياضي الطويل، والذي قدر بما يزيد عن 20 سنة"، هو الذي "عاصر جيلا من اللاعبين كانوا يعتبرون أسطورة في تاريخ الكرة المغربية مثل أحمد فرس وعسيلة والهزاز، والشريف وغيرهم ممن عاشوا مجد الحصول على كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 1976 بإثيوبيا".
 
بعد ذلك، سيؤكد الظلمي قيمته مع المنتخب المغربي الذي شارك في مونديال 1986 بالمكسيك، إلى جانب لا عبين كبارا، من طينة الزاكي ولمريس وخليفة واليويحياوي والبياز وكريمو والتيمومي وبودربالة وخيري وغيرهم من رموز هذه الفترة الذهبية.