حقق المهاجم الفرنسي الشاب عثمان ديمبيلي حلمه بالدفاع عن الوان العملاق الاسباني برشلونة بعد توصل الأخير الى اتفاق مع بوروسيا دورتموند الألماني من أجل ضم اللاعب البالغ 20 عاما مقابل 105 ملايين يورو، وذلك فضلا عن المكافآت التي قد ترفع قيمة الصفقة الى 147 مليون يورو.

وبعد أن أحرج دورتموند بالتغيب عن التمارين ما دفع النادي الألماني الى معاقبته بابعاده عن التشكيلة "حتى اشعار آخر"، رضخت ادارة النادي لرغبة اللاعب الفرنسي وتخلت عنه لمصلحة برشلونة الساعي الى تعويض رحيل البرازيلي نيمار الى باريس سان جرمان الفرنسي في صفقة قياسية بلغت 222 مليون يورو (قيمة البند الجزائي في العقد).

ولم يكن ديمبيلي "المنتصر" الوحيد في هذه الصفقة التي جعلته ثاني أغلى لاعب في العالم بعد نيمار، بل أن دورتموند استفاد من الوضع الصعب لبرشلونة من أجل ضخ مبلغ طائل في حساباته المصرفية، لاسيما أنه لم يدفع قبل عام أكثر من 15 مليون يورو لضم اللاعب من رين الفرنسي.

وسيحاول ديمبيلي الذي سيوقع عقدا لمدة خمسة أعوام مع النادي الكاتالوني، سد الفراغ الذي خلفه مثاله الأعلى نيمار في هجوم برشلونة الذي يبدو أنه تعلم الدرس مما حصل في قضية البرازيلي، إذ حدد قيمة البند الجزائي في عقد لاعبه الفرنسي الجديد بـ400 مليون يورو.

وانضم ديمبيلي الصيف الماضي الى دورتموند قادما من رين ووقع مع النادي الألماني عقدا لخمسة أعوام، وسرعان ما أثبت قدراته باختياره أفضل لاعب واعد في الدوري الالماني نهاية الموسم الماضي.

وبحسب صحيفة "موندو ديبورتيفو" الاسبانية، سعى برشلونة لضم ديمبيلي عام 2016، الا انه فضل الانتقال الى دورتموند، وأبلغ مسؤولي النادي الكاتالوني انه "سيلعب مع برشلونة في يوم من الايام"، وقد وصل هذا اليوم أسرع مما كان متوقعا بفضل مثاله الأعلى نيمار الذي اربك حسابات وصيف بطل "لا ليغا" بدفعه قيمة البند الجزائي والرحيل عنه.

وسيحاول ديمبيلي الارتقاء الى مستوى المسؤولية الكبيرة التي وضعت على كاهله وهو لا يزال في العشرين من عمره، وسد الفراغ الذي خلفه نيمار في الجهة اليسرى من المثلث الهجومي لبرشلونة وحتى أنه سيرتدي القميص رقم 11 الذي كان للنجم البرازيلي.

وانضم ديمبيلي الى اكاديمية رين وهو في الثالثة عشرة من عمره ثم سجل بدايته مع الفريق الأول في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، حيث لفت الأنظار بسرعته ومهاراته في المراوغة وانطلاقاته الصاروخية وعرضياته المتقنة.

في حينه، كشف ديمبيلي أن نجمي برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي ونيمار هما مثاله الأعلى لأنهما "لاعبان رائعان. سأحاول السير على خطاهما ونسخ ما يقومان به في التمارين".

وشاءت الصدف أن يصبح ميسي زميله الجديد في برشلونة وأن يكون نيمار اللاعب الذي سيعوضه الشاب الفرنسي الذي بزغ نجمه مع رين في موسم 2015-2016 حيث سجل 12 هدفا في 26 مباراة له في الدوري، ومرر 5 كرات حاسمة.

- المقارنة برونالدو -

في اذار/مارس 2016، سجل ديمبيلي ثلاثية "هاتريك" في مباراة الدربي ضد نانت وقاد فريقه للفوز 4-1 قبل شهرين من احتفاله بميلاده الثامن عشر.

وشبه المدير الرياضي لنادي رين ميكايل سيلفستر ديمبيلي بزميله السابق في مانشستر يونايتد الإنكليزي ونجم ريال مدريد الإسباني حاليا البرتغالي كريستيانو رونالدو.

وتحدث المدافع السابق عن هذا الأمر قائلا "رأيت كريستيانو رونالدو ينضم الى مانشستر يونايتد وهو في نفس العمر، وعثمان يملك ايضا نفس الخصائص التي تذكرني بكريستيانو الشاب".

وواصل "موهبة مثل ديمبيلي لا تأتي كل موسم. ستكون محظوظا إذ حظيت بواحدة (موهبة) مماثلة كل 10 اعوام".

ويبدو أن دورتموند رأى هذه الخصائص ما دفعه الى محاولة الحصول على خدمات اللاعب في صيف 2016 وكسب سباقه مع برشلونة ومواطنه البافاري بايرن ميونيخ وحصل على خدمات اللاعب الشاب.

وأعلن ديمبيلي سريعا وبقوة عن نفسه عندما أذل دفاع مانشستر يونايتد خلال الجولة الآسيوية للفريقين في ذلك الصيف، وسجل هدفا رائعا ساهم فيه بقيادة فريقه الجديد للفوز 3-صفر.

ورغم اللحظات الصعبة التي عاشها ورفاقه اثر الاعتداء على حافلة دورتموند قبيل المباراة مع موناكو في ذهاب الدور ربع النهائي من دوري ابطال أوروبا، حافظ الفرنسي على رباطة جأشه عندما أقيمت المباراة في اليوم التالي وسجل أحد هدفي فريقه الذي خسر اللقاء على أرضه 2-3.

ويبقى الهدف الذي سجله في الدور نصف النهائي من مسابقة الكأس الألمانية ضد الغريم بايرن ميونيخ الأغلى لديمبيلي، إذ ساهم بتجريد الأخير من اللقب (3-2) وقاد فريقه الى المباراة النهائية حيث توج بطلا على حساب اينتراخت فرانكفورت (2-1)، ومنح لاعبه الفرنسي الشاب لقبه الأول والوحيد حتى الآن.

وبالمجمل، خاض الفرنسي موسما ناجحا مع دورتموند سجل خلاله 10 اهداف مع 22 كرة حاسمة في 49 مباراة في مختلف المسابقات، ورغم أن هذه الأرقام ليست هائلة لكنه لا يزال يافعا وباستطاعته أن يتطور كثيرا، وهذا ما رأه فيه برشلونة ودفعه الى انفاق هذا المبلغ الهائل لضمه وتحقيق الحلم الذي راوده.