اختار الإسباني المصنف أول عالميا رافايل نادال أن يستريح بعد تتويجه بلقب دورة تورونتو الكندية في كرة المضرب، معلنا انسحابه من دورة سينسيناتي الأميركية التي تنطلق الإثنين، للتركيز على الدفاع عن لقبه في فلاشينغ ميدوز، آخر البطولات الأربع الكبرى، والتي تقام بعد أسبوعين.

لم يكن الإسباني "ملك" الملاعب الترابية، من أفضل اللاعبين على الملاعب الصلبة. إلا أن نادال بدأ في الأعوام الأخيرة بتقديم كرة مضرب شاملة، وطور من أدائه على الملاعب العشبية والصلبة. كما أفاد من تراجع مستوى اللاعبين الأبرز على هذه الأرضية، من أمثال الصربي نوفاك ديوكوفيتش والبريطاني أندي موراي، وتقلص مشاركات السويسري روجيه فيدرر مع تقدمه في السن.

وأحرز نادال العام الماضي لقب بطولة الولايات المتحدة المفتوحة، آخر مواعيد بطولات الغراند سلام للموسم، في نيويورك، للمرة الثالثة في مسيرته. وهو يستعد بدءا من 27 آب/أغسطس، للدفاع عن لقبه، وبدأ تحضيراته بشكل مثالي بتتويجه الأحد بلقب دورة تورونتو الكندية، إحدى دورات الماسترز للألف نقطة، والمقامة أيضا على ملاعب صلبة.

وبعد فوزه على اليوناني الشاب ستيفانوس تسيتسيباس، أعلن نادال غيابه عن دورة سينسيناتي التي انطلقت الأحد بتوقيت الولايات المتحدة، وذلك لنيل قسط من الراحة قبل سعيه لإحراز لقبه الثامن عشر في البطولات الكبرى.

وقال نادال (32 عاما) في بيان بعد تغلبه على تسيتسيباس 6-2 و7-6 (7-4) في نهائي تورونتو "أنا آسف جدا لأعلن بأنني لن اشارك في دورة سينسيناتي هذا العام. السبب هو شخصي لأني أردت الاعتناء بجسدي ومحاولة البقاء في صحة جيدة كما أشعر الآن".

وتابع "أنا ممتن جدا لصديقي أندري سيلفا مدير دورة سينسيناتي الذي تفهم الوضع وما قلت له بعد اتصالي به" متمنيا النجاح للدورة، وهي أيضا من دورات الماسترز للألف نقطة، بقوله "أنا واثق من ان الدورة ستصيب نجاحا وأتمنى له (مدير الدورة) وفريقه الأفضل".

وكان نادال المتوج في تورونتو باللقب الـ 80 في مسيرته والثالث والثلاثين في دورات الماسترز، قد ألمح بعد فوزه على تسيتسيباس الذي احتفل الأحد بعيد ميلاده العشرين، الى احتمال عدم مشاركته في الدورة الأميركية.

وقال "يتعين علينا اتخاذ قرار في ما يتعلق بما سيحصل الأسبوع المقبل والأسبوعين المقبلين. هناك أيضا بطولة كأس ديفيس بعد بطولة الولايات المتحدة المفتوحة".

وشدد على أن "ما يهمني (هو) أن ألعب، أريد التواجد في كل مكان. أعشق هذه الرياضة ولا أحبذ الغياب عن الدورات. لكن في بعض الأحيان إذا لم تتوقف من تلقاء نفسك، فإن جسدك يطالبك بذلك وبالتالي هذه هي التجربة التي أعيشها حاليا".

وحسم نادال مباراته ضد تسيتسيباس في ساعة و43 دقيقة، متفاديا المصير الذي لاقاه في تورونتو على يد اليوناني، أربعة من المصنفين العشرة الأوائل. وشكل فوزه إعادة للقاء الوحيد الذي جمعه بتسيتسيباس الباحث عن أول ألقابه، في نهائي دورة برشلونة الإسبانية في نيسان/أبريل الماضي.

وضرب نادال بقوة في المجموعة الأولى التي حسمها في 35 دقيقة فقط، ثم واصل أداءه القوي في بداية الثانية ولم يخسر سوى ثلاث نقاط خلال الأشواط الثمانية الأولى في اللقاء على إرساله. إلا أن تسيتسيباس رفض أن يودع الدورة مستسلما ونجح في تأجيل تتويج الإسباني باحرازه الشوط العاشر حين كان الأخير يرسل للفوز باللقاء، مدركا التعادل 5-5، ثم فاز بالشوط الحادي عشر ورد الإسباني في التالي، ليكون الحسم في شوط فاصل أنهاه إبن مايوركا لصالحه 7-4.

وحافظ نادال بذلك على سجله المثالي في نهائي هذه الدورة التي تتناوب تورونتو ومونتريال على استضافتها، وخرج منتصرا للمرة الرابعة في أربع مباريات نهائية، ليجعل منها الدورة المفضلة لديه على الملاعب الصلبة.

- عودة فيدرر -

وأحرز نادال في تورونتو خامس ألقابه هذه السنة، وأبرزها لقب بطولة رولان غاروس الفرنسية، ثاني البطولات الكبرى، للمرة الـ 11 في مسيرته.

الا أن "الماتادور" وجد نفسه مضطرا لتجرع الكأس نفسها التي اختبرها فيدرر من قبل، وهي أخذ فترات من الراحة خلال الموسم والغياب عن بعض الدورات، توفيرا للطاقة واللياقة البدنية مع التقدم في السن.

وبعد فوزه في تورونتو، عزز نادال صدارته لتصنيف اللاعبين المحترفين الصادر الاثنين، وابتعد بفارق 3500 نقطة عن فيدرر الثاني.

وسيكون السويسري (36 عاما) الأعلى تصنيفا في سينسيناتي، أولى مشاركاته لهذا الموسم على الملاعب الصلبة، بعدما غاب عن تورونتو. كما ستشكل الدورة الأميركية، محطة عودة لفيدرر الى الملاعب منذ فقدانه لقبه في بطولة ويمبلدون الإنكليزية، ثالث البطولات الكبرى، بخسارته في ربع النهائي أمام الجنوب إفريقي كيفن أندرسون في 11 تموز/يوليو الماضي.

وتعد سينسيناتي من الدورات المحببة الى فيدرر، اذ توج بلقبها سبع مرات، أربع منها في مشاركاته الست الأخيرة.&

كما يشارك في الدورة البريطاني أندي موراي الذي انسحب قبل خوضه مباراته في الدور ربع النهائي لدورة واشنطن الأميركية، بسبب الإرهاق.

ولدى السيدات، تتصدر التصنيف الرومانية سيمونا هاليب، المصنفة الأولى عالميا ووصيفة العام الماضي أمام الإسبانية غاربيني موغوروتسا التي ستكون مصنفة في المركز السابع في دورة هذه السنة.

كما تشارك الأميركية المصنفة أولى عالميا سابقا سيرينا وليامس بعد غيابها عن مونتريال التي اختتمت الأحد. وأتى غياب الأميركية عن الدورة الكندية، بعدما تلقت قبل نحو أسبوعين أسوأ خسارة في مسيرتها، بسقوطها في دورة سان خوسيه الأميركية 1-6 وصفر-6 أمام الألمانية أنجيليك كيربر.