عادت وسائل الإعلام الإسبانية خاصة "المدريدية" منها في الحديث عن رحيل المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن ريال مدريد تزامنا مع فتح باب الانتقالات الشتوية في شهر يناير الجاري .

وكانت تقارير إعلامية لصحف مقربة من النادي المدريدي وأخرى برتغالية مقربة من اللاعب ، قد اشارت بأن الهداف البرتغالي قد يرحل عن "الأبيض الملكي" سواء في الميركاتو الشتوي أو الصيفي.
 
ومع عودة قضية رونالدو وإمكانية رحيله عن ريال مدريد ، فقد عادت وسائل الإعلام المحلية والأجنبية لتبذل مزيداً من الجهد في معرفة أمرين ، أولهما هو تحديد سبب الرحيل ، وثانيهما هو كشف الوجهة المحتملة للدولي البرتغالي في حال إعلان الانفصال رسمياً بين اللاعب وناديه.
 
والحقيقة أن رحيل رونالدو عن ريال مدريد ظل عنواناً بارزاً على الصفحات الرئيسية في كافة وسائل الإعلام لمرات عديدة منذ انضمامه إلى صفوفه في صيف عام 2009 ، كان آخرها في الميركاتو الصيفي المنصرم ، إلا أن "الدون" لا يزال يواصل الركض مع فريقه ويبحث تمديد عقده مع النادي ، وهو السيناريو الذي تكرر في عام 2014 ثم في عام 2016 ، مع تعدد الدوافع التي صاغها الإعلام لتبرير رحيله ، حيث شاع بأن طلاقه مرتبط برغبته في تقاضي راتباً أعلى ، وأن حديثه عن الرحيل يدخل ضمن سياق الضغط على الإدارة للاستجابة إلى مطالبه المادية،فيما تم تبرير حديثه عن مغادرة النادي بعدم دعم الإدارة له في الاتهامات التي وجهت له سواء في قضية التهرب الضريبي او القضايا الاخرى.
 
في المقابل فان الوجهات المحتملة لرونالدو ظلت محدودة في فريقين لا ثالث لهما عند كل حديث عن رحيله من العاصمة مدريد ، فإما العودة إلى نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي الذي لعب له في الفترة من عام 2003 وحتى عام 2009 ، مستغلا رغبة "الشياطين الحمر" في رؤيته مجدداً في قلعة "الأولدترافورد" ، أو في باريس سان جيرمان الفرنسي مستغلا رغبة القطريين ملاك النادي ، في التعاقد مع نجم ذو علامة عالمية كبيرة في صورة كريستيانو رونالد .
 
وإن كان الحديث عن رحيل رونالدو قبل بلوغه سن الثلاثين عاماً من عمره ، يُعد أمراً مقبولا على الأقل من الناحية الفنية في ظل تهافت الأندية الكبرى على التعاقد معه ، لعلمها بأنه يتمتع بلياقة تسمح له بتقديم الإضافة الفنية اللازمة ، فان الأمر يختلف وهو على مشارف الثلاث والثلاثين عاماً ، أي انه في بداية نهاية مسيرته الكروية خاصة بعدما سجل بداية متواضعة هذا الموسم رغم انه استفاد من راحة إيجابية خلال إيقافه لخمس مباريات في شهر سبتمبر الماضي.
 
وبالنظر إلى مكانة رونالدو في ريال مدريد ،فأنه يجد مؤازرة من "المدريديستا" ، والذين يرونه قادراً على الاستمرار في الفريق لغاية اعتزاله اللعب ، إذ يتمتع بثقة كبيرة لدى المدرب زين الدين زيدان الذي لم يتردد في الاعتماد عليه في خياراته التكتيكية ، كما أنه يحظى بتقدير واحترام كبيرين لدى الرئيس فلورنتينو بيريز الذي لم يسبق له أن عامل نجما مثل رونالدو ، وبالتالي فأنه بالنظر إلى هذا المكانة فانه لا يوجد أي مبرر يدفعه لترك "الأبيض الملكي" .
 
كما أن تعاقد باريس سان جيرمان مع البرازيلي نيمار دا سيلفا والفرنسي كيليان مبابي ، يجعل استقطاب رونالدو في خبر كان بعدما أصبح على مشارف الاعتزال ، شأنه شأن مانشستر يونايتد الذي يسعى إلى تجديد دمائه بلاعبين شباب ، مما يؤكد بأن "الدون" لم يعد يدخل ضمن مخططات الإدارة أو الجهاز الفني بقيادة البرتغالي جوزيه مورينيو، بعدما أكد الأخير استبعاد ذلك ، بعدما قررت إدارة ريال مدريد رفع الشرط الجزائي لعقد رونالدو إلى مليار يورو.
 
وأمام هذه المعطيات فان الحديث عن رونالدو ورحيله عن ريال مدريد و هو في سن الثلاثة والثلاثين عاماً من عمره لا يمكن تفسيره سوى بكونه "بالون اختبار" من قبل اللاعب نفسه والمقربين منه لاختبار مدى تراجع قيمته وقامته بين نجوم كرة القدم ، و مدى احتفاظ اسمه كعلامة تجارية ، فضلا عن رفضه المطلق الاعتزال من دكة الاحتياط ، أملاً بالاستمرار على تواجده كنجم بلا منازع في "الأبيض الملكي" و هو الأمر الذي تحول إلى هاجس ، خاصة بعدما اختير غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي كأفضل لاعب في العالم من بعض الهيئات الإعلامية المحلية والأجنبية ، بما فيها صحيفة "ماركا" الموالية و المقربة من اللاعب ، رغم ان "الدون " نالٍ جائزتي "ذا بيست " و "الكرة الذهبية" التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم و مجلة فرانس فوتبول الفرنسية .
 
و الواقع أن الحديث عن رحيل رونالدو هو اختبار لمكانته المادية و الفنية و الجماهيرية في ريال مدريد ، لدى كافة منسوبي النادي ، إضافة إلى إكتشاف مكانته في سوق النجوم بعدما ظهرت أسماء عديدة في مختلف الدوريات الكبرى مرشحة لخطف النجومية منه .