الرياض:&من فتوى تحريم مشاهدة المباريات على التلفاز إلى السماح للمرأة بدخول الملاعب لحضور المباريات،& حيث سيذكر 12 من شهر يناير الجاري، كيوم تاريخي في الرياضة السعودية، بعدما سمح للمرة الأولى بدخول النساء للملاعب السعودية خلال المبارة التي تجمع الأهلي بضيفه الباطن في مدينة جدة ضمن الجولة السابعة عشرة من منافسات الدوري السعودي للمحترفين.

وكان هذا القرار الذي يراه البعض قد تأخر كثيراً، قد صاحبه جدل كبير مابين المؤسسة الدينية& وشرائح عديدة من المجتمع مابين رافض ومؤيد لسنوات عدة ، إلا انه في 29 من شهر أكتوبر الماضي، صدر القرار التاريخي من الهيئة العامة للرياضة بالسماح للمرأة بدخول الملاعب السعودية وحضور المباريات.&
&
وسبق للمرأة السعودية حضور العديد من المباريات للعديد من الفرق السعودية والمنتخبات المقامة في البطولات الإقليمية والآسيوية ، إذ كان أول حضور رسمي للمرأة السعودية بمسابقة سعودية في كأس السوبر السعودي المقام في لندن في شهر أغسطس من عام 2015 .&
&
فرصة للتشجيع&
&
"إيلاف" التقت بالعديد من الناشطات والمهتمات بالشأن النسوي ، حيث بدأنا مع الكاتبة أشواق بندر والتي قالت : "نسعد برؤية هذا التطور الكبير في إتاحة العديد من الأنشطة الثقافية والرياضية التي سيشهدها العام الجاري، والملاعب جزء من ترفيه يحظى به الأفراد ذكوراً وإناثاً، والدوري السعودي بالذات له متابعة واسعة من العائلات بشكل كبير ، بدليل افتتاح العديد من المقاهي والمطاعم العائلية التي تهتم بعرض أهم مباريات كرة القدم على شاشاتها في مدينتي الرياض وجدة ".
&
وتابعت :" السماح بدخول السيدات للملاعب غير مستغرب ، وعلى العكس فهو فرصة ليحظى الجميع بحقهم في التمتع بمشاهدة المباريات من المدرجات وتشجيع منتخبهم الوطني أولاً ، ونواديهم المفضلة في الدوري المحلي ثانياً ، بالإضافة للمباريات الودية التي تجمع أهم فرق ومنتخبات العالم على الملاعب الدولية السعودية ".
&
وأضافت :" بالنسبة لإقبال العائلات على المباريات ، فيتوقع أن يكون كثيفاً، لاسيما في مباريات الديربي والكلاسيكو التي تجمع أهم أقطاب الدوري السعودي، والمباريات النهائية بالتأكيد ، وأذكر أنه في اليوم الوطني في شهر سبتمبر الماضي وما عقبه، استضاف استاد الملك فهد الدولي (درة الملاعب) أجمل الفعاليات الترفيهية ، واكتظت مدرجاته بالحضور من جميع شرائح المجتمع".
&
خطوه إيجابية&
&
المصورة الرياضية السعودية منال الدباغ وهي التي شاركت في تغطية عدد من المسابقات الرياضية سواء داخليا ً وخارجياً ، وتعتبر أول سعودية تصوّر نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا ، فقد قالت :" الخطوه التي اقبلت عليها حكومتنا الرشيدة بتطوير مجتمعنا بصفه عامه وحضور الجماهير النسائية والسماح لها بالدخول للملاعب في السعوديه ، هي خطوه إيجابية ، واتمنى بان يكون الحضور بالحشمه والتقيد بعاداتنا ، ولا نخالف ذلك ، وأن نكون على قدر من المسؤوليه التي اعطيت للمرأة ، فنحن الآن نعيش فترات انفتاحيه لما ينصه من عاداتنا وتقاليدنا هنا بالمملكة" .&
&
‏وحول عملها كمصورة رياضية علقت الدباغ : " بصراحة لم اواجه اي صعوبات عند دخولي للمجال الرياضي او حتى دخولي للملاعب الرياضية ، فقد شهدت دولة البحرين أول دخول لي للملاعب ، وتحديداً في تصفيات كأس العالم ، حيث وجدت الزملاء المصورين الذين تعلمت منهم كيفية التصوير الرياضي ، مرحبين بي كزميله ، وبعدها تحديت الصعاب وانطلقت لكأس العالم كأول مصوره سعودية رياضية تصل إلى جنوب افريقيا، لأعمل بعدها في العديد من البطولات المحلية والعربية" .&
&
واختتمت حديثها بقولها :" الآن اتمنى يكون لي مكان في ملاعب بلدي ، والجمهور سوف يتقبل وجودي لان الأغلبيه تعرفني من حضوري كإعلاميه ومصوره رياضيه ، وهو امر ليس بغريب عليهم ".&
&
قرار ذو أهمية للمرأة
&
"إيلاف" التقت أيضا ً برشا الخميس والتي عملت على العديد من الفعاليات الكبرى والمشاريع التنموية الرياضية ، حيث لديها معرفة وخبرة واسعة في مجال الرياضة النسائية داخل المملكة العربية السعودية إضافة إلى تنظيمها أول دوري لكرة القدم في جامعة جنوب كاليفورنيا الأمريكية ، وكان لها مداخلة حول هذا الموضوع قائلة :" بداية رفع الحظر عن دخول النساء إلى ملاعب كرة القدم قرار ذو أهمية كبرى للمرأة خصِّيصًّا و المجتمع الرياضي ككل لعدة أسباب ، منها ما يلي:
&
١-& تعزيز حرية القرار للمرأة و ترك الخيار لها مما يزيد من استقلاليتها.
٢-& نشر الثقافة الرياضية العائلية و إتاحة الفرص للعائلات بتجربة أجواء المباريات المثيرة و كسر الروتين الممل في عطلة نهاية الأسبوع بفعالية هادفة.&&
٣-& بناء وتنمية اقتصاد رياضي سعودي بمشاركة جميع أفراد المجتمع.
٤ - فرصة للمنشآت و أصحاب الأعمال الصغيرة لبيع وتسويق أعمالهم داخل الملاعب في فعاليات و مباريات رياضية.
٥-& زيادة شعبية الأندية السعودية مما يؤدي الي زيادة العائد المادي للأندية لتوسيع أنشطتهم الرياضية.
٦-& تقوية الروابط الأسرية و المجتمعية من خلال تشجيع فريق واحد و تزداد الرابطة عند حضورهم مباريات الفريق المفضل لديهم و بالتالي يُخلق حديث رياضي فعّال في المجتمع.
&
وحول الرافضين لهذا القرار ، فقد ذكرت الأستاذة رشا الخميس قائلة :" أن كل سياسة ، أو قانون أو أمر يطبّق لأول مرة لابد أن يمزجه قليلاً من الخوف و القلق ، لأن النتائج مجهولة ، سواء كانت إيجابية أو سلبية ، ولذلك أتفهم وجهة نظر الشريحة التي ترفض هذا القرار ، لأنه أمر صُدر لأول مرة منذ تأسيس المملكة العربية السعودية منذ 85 عاماً ، وككافة الأمور يجب أن نمنح هذا القرار بعض من الوقت حتى تتضح آثاره و مدى إيجابيته على المجتمع ".
&
استعدادات هيئة الرياضة
&
وكانت هيئة الرياضة ممثلة بوكالة الشؤون الفنية ، قد بدأت بتوفير البيئة الملائمة للعائلات وتجهيز الملاعب وذلك على مرحلتين، الأولى تتعلق فيما تبقى من منافسات الموسم الرياضي الحالي بتحديد ثلاثة ملاعب رياضية ، وهي استاد مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة (الجوهرة)، واستاد الملك فهد الدولي بالرياض، واستاد الأمير محمد بن فهد بالدمام، على أن تشهد المرحلة الثانية تغطية ملاعب إضافية مع مطلع الموسم الرياضي القادم.
&
وتضمنت تحضيرات الهيئة العامة للرياضة توفير كل ما من شأنه خلق بيئة رياضية جذابة للعائلات وتوفير كل ما تحتاجه بما يضمن لها الخصوصية، إضافة إلى إقامة العديد من الفعاليات المصاحبة لمباريات كرة القدم بالتعاون والتنسيق مع اتحاد الرياضة المجتمعية ، وكذلك توفير عيادات طبية لتقديم الرعاية الصحية للجماهير وكذلك مجموعة من المطاعم لتقديم العديد من الوجبات الغذائية والمشروبات الساخنة والباردة، كما وفرت الهيئة مقاعد مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة من الجنسين.