بالدموع والتأثر، احتفل السويسري روجيه فيدرر بتعزيز رقمه القياسي في بطولات كرة المضرب الكبرى، بإحرازه الأحد لقبه العشرين في الغراند سلام، بفوزه على الكرواتي مارين سيليتش في نهائي استراليا المفتوحة.

وتفوق السويسري المصنف ثانيا على منافسه السادس 6-2، 6-7 (5-7)، 6-3، 3-6 و6-1، في مباراة ماراتونية امتدت لثلاث ساعات وثلاث دقائق، كانت النهائي الـ 30 لفيدرر في البطولات الكبرى.

وعادل فيدرر (36 عاما) الرقم القياسي لعدد الألقاب في ملبورن بإحرازه لقبه السادس، وتساوى مع الصربي نوفاك ديوكوفيتش واللاعب الاسترالي السابق روي إيمرسون. كما يواصل تقديم أدائه اللافت منذ مطلع العام الماضي، عندما أحرز أيضا لقب البطولة الاسترالية على حساب المصنف أول عالميا حاليا الاسباني رافايل نادال.

وقال فيدرر بتأثر بعد الفوز "أنا سعيد جدا بشكل لا يصدق. هذا حلم يتحقق، القصة الخرافية متواصلة بالنسبة إلي".

أضاف "بعد السنة الرائعة العام الماضي، الأمر لا يصدق"، قبل ان يجهش بالبكاء أمام الآلاف في ملعب رود لايفر بملبورن، والذي أقفل سقفه قبل بداية المباراة الليلية، مع وصول الحرارة الى 38 درجة مئوية.

وعاد فيدرر الى المنافسات في مطلع العام الماضي، بعد غياب أشهر عن الملاعب بسبب الاصابة.

وتصب الأرقام في صالح فيدرر لتعزيز مكانته كأحد أفضل لاعبي كرة المضرب في تاريخ اللعبة، ان لم يكن أفضلهم على الاطلاق. فعلى سبيل المثال، بات سجله في بطولة استراليا عبارة عن 94 فوزا مقابل 13 خسارة، وفي البطولات الكبرى عموما 332 فوزا مقابل 52 خسارة فقط.

وأحرز فيدرر أول ألقابه في البطولات الكبرى في ويمبلدون 2003. أما لقبه الأول في ملبورن فيعود الى عام 2004.

وقال النجم الاسترالي السابق رود لايفر المتوج بـ 11 لقبا في البطولات الكبرى، ان فيدرر "يلعب بالجودة نفسها التي كان يقدمها قبل 8 أو 10 أعوام (...) لا أقول انه أفضل، الا ان روجيه يقدم أحد أفضل مستوياته"، معتبرا انه يلعب حاليا "بشكل أذكى".

وجدد فيدرر فوزه على سيليتش في ثاني نهائي بطولة كبرى يجمع بينهما خلال أشهر، بعدما فاز عليه في نهائي بطولة ويمبلدون الانكليزية صيف العام الماضي، والذي مكن فيدرر في حينها من التتويج بالبطولة للمرة الثامنة في مسيرته، والانفراد بالرقم القياسي.

وقال سيليتش البالغ من العمر 29 عاما "بلوغ النهائي كان عبارة عن مسيرة مذهلة. كان يمكن لهذين الاسبوعين ان يكونا الأفضل في حياتي لولا روجيه"، مضيفا "عملنا (هو وفريقه) بجد من أجل هذه السنة، وآمل في ان أرفع هذه الكؤوس في المستقبل".

ولم يحرز سيليتش في مسيرته سوى لقبا واحدا في البطولات الكبرى كان في فلاشينغ ميدوز الأميركية عام 2014، علما انه تخطى في نصف النهائي فيدرر نفسه. وكانت هذه المرة الوحيدة التي يفوز فيها سيليتش على فيدرر، بينما فاز الأخير تسع مرات بما فيها نهائي استراليا الأحد.

- خمس مجموعات ماراتونية -

وبدأ فيدرر المباراة بقوة وحسم المجموعة الأولى في 24 دقيقة، مع تكرر الأخطاء من سيليتش المعروف بإرسالاته القوية، الا انها لم تكن حليفته في بداية المباراة، لاسيما مع كسر فيدرر إرساله منذ الشوط الأول.

وكرر فيدرر كسر الارسال في الشوط الثالث وتقدم 3-صفر، وواصل أفضليته في المجموعة الى حين إنهائها 6-1.

وبدت المجموعة الثانية متجهة الى المصير نفسه، لاسيما بعد حصول فيدرر على فرصتين لكسر الإرسال الأول لسيليتش، الا ان الكرواتي ثبت وشرع في مسار تصاعدي طوال المجموعة، وحصل بداية على فرصتين لحسمها على إرسال فيدرر في الشوط العاشر دون نتيجة.

وبعد شوط فاصل و84 دقيقة، ضمن سيليتش المجموعة الثانية.

وبدت المنافسة متساوية الى حد كبير في المجموعة الثالثة، الى ان تمكن فيدرر من كسر إرسال سيليتش والتقدم 4-2 ولاحقا 5-2، معتمدا بدرجة كبيرة على ضرباته الأمامية، لاسيما وانه عانى طوال المباراة من عدم ثبات إرساله الأول، ما حال دون تقدمه بشكل مكثف الى الشبكة.

وحسم فيدرر المجموعة الثالثة في 29 دقيقة.

وفي المجموعة الرابعة، تمكن فيدرر أيضا من كسر الإرسال الأول لسيليتش، الا ان الأخير رد بكسر مماثل في الشوط السادس. وطوال هذه المجموعة، بدا سيليتش متمكنا أكثر من أدائه، وقادرا على تبادل الكرات من الخط الخلفي للملعب والتقدم أكثر نحو الشبكة، ليتمكن في النهاية من حسمها 6-3 وجر المباراة الى مجموعة خامسة فاصلة.

وبات تصميم فيدرر على عدم إضاعة اللقب العشرين جلية في المجموعة الأخيرة، اذ حافظ على إرساله على رغم حصول سيليتش على فرصة لكسره، ورد في الشوط الثاني بكسر إرسال الكرواتي ليتقدم 2-صفر وفي الشوط اللاحق 3-صفر.

وبينما حافظ سيليتش على إرساله المقبل، تمكن فيدرر من الكسر مجددا في الشوط السادس والتقدم 5-1، وفاز بإرساله ليتوج باللقب.

وفي بعض إحصاءات المباراة، تمكن فيدرر من تحقيق 24 إرسالا ساحقا "آيس"، و41 ضربة رابحة، وكسر الإرسال ست مرات من أصل 13 فرصة، وارتكب أربعة أخطاء مزدوجة و40 خطأ مباشرا.

أما سيليتش، فنفذ 16 إرسالا ساحقا و45 ضربة رابحة، وكسر الإرسال مرتين من أصل تسع فرص، وارتكب خمسة أخطاء مزدوجة و64 خطأ مباشرا. وشكا الكرواتي من المضرب الذي كان يستخدمه، واستبدله أكثر من مرة خلال مراحل مختلفة من المباراة النهائية.