نجح المدرب الشاب الإيطالي جنارو غاتوزو في تحقيق "ريمونتادا" قوية مع نادي ميلان في بطولة الدوري الإيطالي منذ توليه رئاسة جهازه الفني خلفاً لمواطنه فينتشينزو مونتيلا.&

وتعتبر "ريمونتادا" الفريق اللومباردي خلال الموسم الجاري ، ناجحة بكل المقاييس الفنية والتكتيكية و النفسية بعدما تمكن من تحقيق انتصارات ثمينة رافقها أداء متميز لكافة عناصر الفريق ، الذين استفادوا من العلاقة الطيبة التي تربطهم بغاتوزو ، بعدما ظهر كصديق مع لاعبيه أكثر منه كمدرب لهم .
&
وظهرت& ملامح "الريمونتادا" التي أنجزها غاتوزو مع ميلان ، في بلوغ الفريق للدور الثمن النهائي من بطولة الدوري الأوروبي (اليوروبا ليغ)& ليلاقي أرسنال الإنكليزي، كما نجح أيضاً في بلوغ نهائي كأس إيطاليا ليلاقي يوفنتوس ، إلا أن نهضة أبناء ميلانو بقيادة غاتوزو ظهرت بشكل لافت في بطولة الدوري الإيطالي.
&
وبإجراء مقارنة بين حصيلة ميلان لغاية الجولة الرابعة عشر مع المدرب مونتيلا ، والحصيلة التي اعقبت تولي غاتوزو مهام الإشراف على الفريق ، فأننا نجد الفوارق شاسعة و واسعة.
&
و رغم التعاقدات الكبيرة التي قام بها النادي في الميركاتو الصيفي المنصرم ، والتي بلغت قيمتها المالية الإجمالية 195 مليون يورو ، من أجل المنافسة على لقب الدوري الإيطالي الغائب عن خزائن النادي منذ عام 2011 ، إلا أن مونتيلا عجز عن التوظيف الإيجابي للتركيبة البشرية المتاحة أمامه ، حيث خسر مباريات عديدة خاصة أمام الفرق القوية المنافسة له على اللقب سواء يوفنتوس أو نابولي أو قطباً العاصمة روما ، إضافة إلى خسارته موقعة "دربي الغضب" أمام غريمه وجاره إنتر ميلان بثلاثة أهداف لهدفين،ليتراجع الفريق في سلم الترتيب العام للبطولة ، ويحتل مركزاً خارج المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لمسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
&
ومع مجيء غاتوزو تحسن أداء ميلان كثيراً وسجل نتائج جيدة ، إذ حقق 7 انتصارات و 3 تعادلات وخسارة مثلها ، مع الإشارة بأنه لم يخسر اي مباراة منذ دخول عام 2018 ، حيث من اللافت للنظر ان الانتصارات بقيادة مدربه الإيطالي كانت على حساب الفرق الكبرى مثلما حدث في الجولة السادسة والعشرين ضد نادي روما في قلب العاصمة بـ "الأولمبيكو" ، و هو العامل الذي رفع من معنويات أفراد الفريق ، وجعلهم يؤمنون بحظوظهم في المنافسة على إحدى البطاقات الأربع المؤهلة لدوري أبطال أوروبا ، وهي المسابقة التي غاب عن المشاركة فيها طوال الأعوام الخمسة الماضية.
&
وبفضل "ريمونتادا غاتوزو " نجح ميلان في تقليص الفارق الذي يفصله عن صاحب المركز الرابع إلى 7 نقاط فقط ، وفي حال تمكن "الروسونيري" من كسب نقاط دربي الغضب لمدينة ميلانو ضد جاره إنتر ميلان في قمة مباريات الجولة السابعة والعشرين من عمر المسابقة ، فأن رصيده سيرتفع إلى 47 نقطة مقلصاً الفارق بينه وبين جاره "النيراتزوري" إلى 4 نقاط فقط.
&
ويكشف التقرير الإحصائي لصحيفة "ماركا" الإسبانية بأن ميلان ومنذ تولي غاتوزو أموره الفنية تمكن من تحقيق ذات الحصيلة النقطية تقريباً مع ناديي نابولي و يوفنتوس اللذين يتصدران الترتيب العام للدوري بعد مرور 14 جولة من عمر البطولة، حيث جمع ميلان 24 نقطة، في حين حصد نابولي ويوفنتوس 31 نقطة ، أي أن غاتوزو كان سيقود "الروسونيري" لإحتلال المركز الثالث لو تم إحتساب النتائج منذ الجولة الرابعة عشر فقط ، وهو ما يترجم النجاح الباهر الذي حققه الفريق اللومباردي ، والذي يعكس العمل الكبير الذي قام به مدربه الشاب رغم تواضع تجربته التدريبية.
&
ويتطلع غاتوزو لتحقيق فوزاً ثميناً على إنتر ميلان ، يهدف بضرب عصافير عديدة بحجر واحد، حيث سيساهم فوز الفريق في "دربي الغضب" إلى تعزيز رصيد فريقه من النقاط من جهة، فيما سيحافظ على إيقاع الفريق في تحقيق الانتصارات المتتالية من جهة ثانية ، كما أن الفوز في موقعة "الدربي" سوف يعزز من مكانته كمدرب في قلوب جماهير ميلان ، وسيرفع قيمته بين المدربين ، و من ثمة مواصلة المسيرة لبلوغ محطة دوري أبطال أوروبا ، خاصة أن نتائج منافسيه لاتسيو و روما و الإنتر و سامبدوريا على المركزين الثالث و الرابع& تسير بإيقاع متذبذب ، مما يسهل من مهمة ميلان في اللحاق بهم قبل ختام البطولة ، آملاً بحصد ثنائية الكأس المحلية و الدوري الأوروبي لتعويض خسارة الدوري الإيطالي.
&