كأس الاتحاد الانكليزي أقدم البطولات الكروية في العالم ويحظى بشعبية واسعة يشاهد مباراتها النهائية مئات الملايين في عشرات البلدان.

أُقيمت اول مباراة نهاية لهذه البطولة في عام 1872 وحضرها نحو 2000 متفرج لمشاهدة فريقين من الهواة في ساحة للعبة الكريكيت بلا شِباك في المرمى. وفاز في تلك المباراة فريق واندريرز على فريق الهندسة الملكية بهدف نظيف.

ويقول البروفيسور ماثيو تايلور استاذ التاريخ في جامعة دي مونتفورت ان الرأي المتفق عليه ان أساس كأس الاتحاد الانكليزي كان مسابقات تسقيطية بين فرق مدارس خاصة معروفة مثل مدرسة هارو ولكن البطولة استوحت مسابقات موجودة في الأقاليم ايضاً مثل بطولة كأس شفيلد يودون التي بدأت عام 1867.

وأكد البروفيسور تايلور ان كرة القدم كانت شائعة في مدينة شفيلد كما في لندن وان خريجي المدارس النخبوية الخاصة في العاصمة كانوا يخوضون مباريات ضد فرق اخرى من مدن مثل شفيلد ونوتنغهام.

أُقيم اول نهائي لكأس الاتحاد الانجليزي عام 1872 على ملعب كيننغتون اوفال في لندن الذي شهد أول مباراة كروية دولية بين انكلترا واسكتلندا في عام 1870. واستضاف ملعب اوفال 20 من المباريات النهائية الاحدى وعشرين التالية لكأس الاتحاد الانكليزي.

ولاحظ البروفيسور تايلور ان العديد من الأندية الكروية كانت تعلب على ساحات للعبة الكريكيت اواخر القرن التاسع عشر وان فرقاً كروية كانت في احيان كثيرة تنبثق من أندية كريكيت للحفاظ على لياقة اللاعبين في موسم الشتاء عندما تكون لعبة الكريكيت متعذرة. ولم تظهر الملاعب المبنية خصيصاً لكرة القدم إلا في ثمانينات وتسعينات القرن التاسع عشر.

لم يكن الجمهور الكروي كبيراً في اوائل سبعينات القرن التاسع عشر لأسباب منها غلاء التذاكر التي كان ثمنها شلنغ أو ما يعادل خمسة بنسات باسعار اليوم.

في تلك الأيام لم يكن مستغرباً أن تلعب الفرق بستة أو سبعة مهاجمين. وكانت غالبية الفرق وقتذاك تعتمد على المراوغة للوصول الى هدف الخصم. وتقول مراجع كروية ان فريق الهندسة الملكية أول فريق ادخل التمريرات خلال المباراة النهاية عام 1872.

وكان غالبية اللاعبين في تلك المباراة النهائية الأولى من خريجي المدارس النخبوية الخاصة والجامعات تعلموا اللعبة في ساحاتها.

كانت القواعد حينذاك مختلفة جداً. وكان الفريقيان ينتقلان الى النصف الآخر من المعلب بعد كل هدف وليس في الشوط الثاني. وبدلا من العارضة كان يوضع شريط بين القائمين على ارتفاع ثمانية اقدام عن الأرض.

كان دور الحكم هامشياً بالمعنى الحرفي للكلمة. إذ كان يقف خارج الساحة ولا يتدخل إلا حين يختلف الحكام الذين يعينهم الفريقان المتنافسان والذين كانوا يقفون في هذا النصف أو ذاك من الملعب.

ازدادت شعبية كرة القدم في العقد الذي اعقب المباراة النهائية عام 1872 أو نحو ذلك عندما أصبحت جزء من ثقافة الطبقة العاملة البريطانية. وأسهم في انتشار شعبيتها رجال اعمال ادركوا الفرص التجارية الموجودة في بناء ملاعب كروية خاصة وجباية رسم مقابل دخولها لمشاهدة المباريات.

ويقول المؤرخ تايلور ان الخطوة التالية كانت ظهور فرق تمثل مناطقها وبدأت الأندية تتنافس على "سرقة" افضل اللاعبين من بعضها البعض للعب في فرقها مقابل أجر. وفي غضون أقل من عشر سنوات على المباراة النهائية الأولى لكأس الاتحاد الانكليزي ظهر الاحتراف الكروي في انكلترا ولكن الاتحاد لم يوافق على ترخيص الاحتراف إلا في عام 1885.

جرت المباراة النهائية لكأس الاتحاد الانجليزي في 27 مايو/ايار 2017 على ملعب ويمبلي بين فريقي آرسنال وتشيلسي اللندنيين وانتهت بفوز آرسنال بهدفين مقابل هدف واحد. وستُقام المباراة النهائية هذا العام في 19 مايو/ايار. وقرر الأمير هاري وخطيبته الممثلة الاميركية ميغان ماركل اقامة مراسم زفافهما وانهاءها قبل انطلاق صفارة الحكم لكي لا يكون هناك تعارض بين الفعاليتين.

عبد الاله مجيد

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "بي بي سي". الأصل منشور على الرابط التالي

http://www.bbc.co.uk/sport/football/29458784