&شكل الدوري الإسكتلندي منذ سنوات النموذج السيئ للدوريات الأوروبية بسبب انحسار المنافسة على لقبه بين الغريمين غلاسكو رينجرز و سلتيك غلاسكو ، بعدما استمراً لفترة طويلة في التناوب على إحراز لقب البطولة ، في وقت كانت بقية الدوريات الأوروبية خاصة الكبرى منها تعرف منافسة شديدة بدائرة نصف قطرها لا يقل عن خمسة اندية .

ومع بداية الألفية الثالثة تغيرت خريطة الدوريات الأوروبية الكبرى و اصبح الصراع على اللقب ، لا يتعلق سوى بالبطل والوصيف ، وغالباً ما يتم حسم هويتهما قبل جولات طويلة من انقضاء الموسم الرياضي في ظل الفارق الواسع بينهما وبين صاحب المركز الثالث .
&
و في وقت استفادت الأندية الكبيرة من تغيير لوائح إشراك الأجانب في دورياتها ، وعززت من مكانتها و قوتها ، فإن الامر اختلف بالنسبة لبقية الأندية التي اصبح طموحها لا يتعدى المشاركة القارية في احدى المسابقتين الأوروبيتين .
&
و اصبح نفس السيناريو يتكرر مع كل موسم خاصة في ظل موجة التعاقدات الخيالية التي تقوم بها الأندية الكبيرة في كل ميركاتو ، والتي تساهم في إضعاف المنافسة مع بقية الأندية ،& بسبب سياسة الأندية الكبيرة في خطف نجوم الأندية الصغيرة التي تفتقد لسلاح المال الذي يتيح لها حماية نجومها.
&
و يكشف تقرير لصحيفة "ماركا" الإسبانية عن تراجع كبير للمنافسة في الدوريات الأوروبية الكبرى بما فيهما الموسم المنقضي (2017-2018) الذي شهد تتويج برشلونة مبكراً بلقب الدوري الإسباني و تتويج مبكر لمانشستر سيتي بلقب الدوري الإنكليزي ، و اكتساح بايرن ميونيخ لمنافسيه في الدوري الألماني ، فيما لم يترك باريس سان جيرمان في الدوري الفرنسي اي فرصة لملاحقيه للاقتراب منه ، معلناً تتويجه بطلاً للبطولة مع بداية مرحلة الإياب.
&
وفي الدوري الإيطالي اقتصرت المنافسة على اللقب بين البطل يوفنتوس و وصيفه نابولي رغم استمرار تناوبهما على صدارة سلم الترتيب لغاية الرمق الأخير ، شأنه شأن الدوري البرتغالي بين الغريمين بورتو البطل و وصيفه بنفيكا.
&
و منذ بداية الألفية الثالثة تقلص عدد أبطال الدوريات الأوروبية الكبرى مقابل احتكارها من قبل ناديين او اكثر ، يضمون في صفوفهم افضل اللاعبين و تحت قيادة ألمع المدربين.
&
الليغا بين الغريمين
&
تعرف بطولة "الليغا" منذ موسم (2000-2001) انحسار المنافسة على لقبها بين برشلونة و ريال مدريد و بدرجة اقل اتلتيكو مدريد ، وهو ما تعكسه لغة الأرقام حيث نجحت اربعة اندية فقط في التتويج باللقب ، وهي البارسا والريال ومعهما فالنسيا بلقبين في عامي 2002 و 2004 و اتلتيكو مدريد في عام 2014 ، ، حيث نالٍ الكتالونيين حصة الأسد بتسعة ألقاب ثم المدريديين بستة ألقاب.&
&
وتراجعت اندية اتلتيك بيلباو و ريال سوسيداد و ديبورتيفو لاكورونيا وحتى فالنسيا وإشبيلية و فياريال من المشهد التنافسي ، بعدما كانت خلال فترة التسعينات لا تقبل بأقل من دور الحصان الأسود ، فإذا بها تتراجع إلى درجة اللعب على البقاء في دوري الأضواء.
&
ويعتبر اتلتيكو مدريد اخر بطل للمسابقة بعد برشلونة وريال مدريد، بعدما توج بلقب "الليغا" في عام 2014 ، فيما كانت البطل والوصيف على مدار عشر سنوات كاملة ينحصر بين "البلوغرانا " و"المرينغي".
&
العجوز سيدة إيطاليا
&
فرضت أندية الشمال هيمنتها على البطولة الإيطالية ، مقابل استمرار صيام اندية الجنوب خاصة نابولي رغم محاولاته الحثيثة لإنهاء احتكار الشمال.&
&
ومنذ عام 2001 نجحت اربعة اندية فقط في إحراز لقب "الكالتشيو" وهي يوفنتوس و روما و إنتر ميلان و أي سي ميلان ، مع احتكار أبناء "السيدة العجوز" لمنصة البطولة ، حيث حققوا 9 ألقاب منها 7 ألقاب في المواسم السبعة الأخيرة مقابل 5 ألقاب للإنتر و لقبين لميلان ، ولقب واحد لروما .
&
و كان بإمكان "السيدة العجوز" ان ترفع رصيدها إلى اكثر من 9 القاب لولا فضيحة "كالتشيو بولي" التي اطاحت بها في عام 2006.
&
هذا واستفاد يوفنتوس من تراجع فرق الدوري الإيطالي في الألفية الجديدة ، خاصة اقطابه الكبرى ميلان و الإنتر و روما ، بينما لم تكن نهضة نابولي وحدها كافية لإيقاف صعوده للمنصة الأغلى امام اندية سامبدوريا الفائز بلقب عام 1991 وفيرونا بطل عام 1985 و لاتسيو بطل نسخة عام 2000 و فيورنتينا الحصان الأسود ، الذي اختفى من المشهد الإيطالي بعدما رضى بدور الكومبارس.
&
البريمرليغ تحت راية الكبار
&
فرضت لغة المال نفسها في بطولة الدوري الإنكليزي الممتاز بعدما اصبح سلاح الأندية الستة الكبار ، لتبديد احلام بقية الأندية التي اقتصر دورها على المنافسة على المراكز القارية لمسابقة الدوري الأوروبي ، بعدما اصبح التتويج باللقب أمراً مستحيلاً حتى و ان نجح ليستر سيتي المتواضع في تحقيقه في 2016 مستغلا تراجع الاقطاب الكبرى لمسابقة "البريميرليغ".
&
ومنذ الموسم الأول من الألفية الثالثة تقلصت دائرة المنافسة على اللقب لتشمل البطل و الوصيف، و اصبح صاحب المركز الثالث خارج الحسابات مع نهاية مرحلة الذهاب من الموسم ، مثلما حدث هذا العام بين قطبا مدينة مانشستر "السيتي" البطل و "اليونايتد" الوصيف ، بينما تبددت آمال بقية الاندية .
&
و منذ عام 2001 لم يفز بلقب الدوري المحلي سوى خمسة أندية ، بعدما احرزه مانشستر يونايتد 7 مرات و تشيلسي 5 مرات و أرسنال مرتين ، ومانشستر سيتي 3 مرات و ليستر سيتي مرة واحدة ،& يضاف إليها بلاكبيرن روفرز بطل نسخة عام 1995.
&
هذا وعجزت أندية عريقة في الفوز بلقب الدوري الممتاز سواء ليفربول أو ايفرتون أو توتنهام هوتسبير، فيما فشل ارسنال بالسنوات العشرة الأخيرة في إحراز اللقب ، و هي اندية عرفت ان دورها في البطولة يحدده نشاطها في سوق الانتقالات.
&
و بالرغم من ان لقب البطل و الوصيف ظل محصوراً بين القليل من الأندية منذ إنطلاق نسخة الممتاز إلا ان التنافس كان يمتد حتى الجولة الأخيرة بين اندية عديدة تشمل حتى المركز الخامس في بعض المواسم.
&
البافاري عملاق دون منافسة
&
وفي الدوري الألماني اصبح درع "البندسليغا" محجوزاً منذ الجولة الأولى لبايرن ميونيخ ، فيما تبحث بقية الأندية المنافسة على الوصافة ، بعدما اثبت انه العملاق الوحيد في البطولة ولا يوجد من ينافسه على اللقب ، بعكس ما كان سائداً في زمن البطولة مع نادي هامبورغ الذي هبط هذا العام وفرانكفورت و فيردر بريمن و شتوتغارت التي أفل نجمها.
&
ومنذ عام 2001 نالٍ بايرن ميونيخ درع الدوري الألماني 12 مرة ، منها 6 مرات في المواسم الستة الأخيرة ، متقاسماً الألقاب مع بروسيا دورتموند الذي ناله ثلاث مرات ، ومرة واحدة لكل من فيردر بريمن و شتوتغارت و فولفسبورغ.
&
و الواقع ان إدارة بايرن ميونيخ عززت نفوذ الفريق وقوته بسياسة تقوم على استهداف نجوم منافسيه و بدليل& ما حدث مع بروسيا دورتموند ، عندما خطف أبرز نجومه مثل الألماني ماريو غوتزه و البولندي روبرت ليفاندوفسكي و المدافع ماتس هوملز ، والذين كانوا صانعي تتويجه باللقب عامي 2011 و 2012.
&
وهكذا اصبح العملاق البافاري يعزف بمفرده ألحان "البندسليغا" خاصة بعدما استسلم دورتموند للأمر الواقع ، ورفع راية الاستسلام واصبح همه الوحيد انهاء الموسم وصيفاً.
&
المال القطري يرفع قامة الباريسي&
&
حافظ الدوري الفرنسي خلال الألفية الثالثة على نديته بدليل ان هناك 8 اندية تقاسمت ألقابه منذ عام 2001 ، بعدما ناله كل من نانت و مرسيليا و بوردو و مونبلييه وموناكو و ليل مرة واحدة ، بينما توج به اولمبيك ليون 7 مرات ، و باريس سان جيرمان 5 مرات .
&
هذا وشهدت الفترة التي اعقبت انتقال ملكية نادي باريس سان جيرمان للقطريين في عام 2011 ، بروز بوادر تقلص المنافسة ، حتى ان الفريق الباريسي اصبح يعزف لوحده خارج السرب على ملاعب "الليغ 1" مقابل تراجع بقية الأندية باستثناء موناكو الذي استفاد من أموال مالكه الروسي.
&
ونجح باريس سان جيرمان في استغلال المال القطري في السيطرة على الملاعب الفرنسية بفضل التعاقدات الكبيرة التي قام بها ، وجلبه افضل اللاعبين و المدربين ، في وقت تعرف الأندية المنافسة نزيفاً و هجرة إلى خارج فرنسا نحو الدوريات الكبرى التي توفر لها رواتب عالية .
&
ومما يظهر ضعف المنافسة على لقب الدوري الفرنسي ، ان باريس سان جيرمان اصبح يركز على تسجيله أرقاماً قياسية تاريخية تتعلق برصيد النقاط و الأهداف و عدد الانتصارات بعد حسمه مصير اللقب مبكراً.
&
البرتغال تحت رحمة بورتو وبنفيكا
&
وفي الدوري البرتغالي اصبحت الجماهير بإمكانها تحديد البطل و وصيفه من خلال الكلاسيكو التقليدي بين الغريمين بورتو و بنفيكا ، حيث ان الفائز منهما سيكون على الأرجح بطلاً للمسابقة ، فيما الخاسر سيرضى بالوصافة امام البقية الذين ينشغلون بالمنافسة على خطف البطاقات المؤهلة لمسابقة الدوري الأوروبي أو البحث عن البقاء في دوري الأضواء .
&
هذا وتقاسم الغريمان 15 لقباً منذ حلول الألفية الجديدة ، حيث ناله بورتو 9 مرات ، فيما حققه بنفيكا 6 مرات ، في حين فاز به سبورتيغ لشبونة وبوافيستا بورتو مرة واحدة فقط ، لتبقى هوية البطل دوماً أما في العاصمة لشبونة أو في المدينة الثانية بورتو .
&
و استفاد الغريمان من سياسة جلب الأسماء الشابة المغمورة من امريكا الجنوبية ثم بيعها بأسعار مرتفعة للإسبان و الإنكليز ، من أجل تحقيق ارباح خيالية تدفعهما لبسط هيمنتهما على الدوري البرتغالي .