شن رئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية تركي آل الشيخ الجمعة، هجوما لاذعا على إدارة الأهلي المصري برئاسة محمود الخطيب، متهما إياها بالاخلال بالوعود والاهانة والتخبط، وذلك غداة إعلانه التخلي عن الرئاسة الشرفية للنادي الأحمر.

وأعلن آل الشيخ، أعلى مسؤول رياضي في المملكة، الخميس تخليه عن المنصب الشرفي الذي منح له أواخر العام الماضي، في خطوة بدت انها على خلفية تباين بشأن المدرب الارجنتيني رامون دياز الذي تعاقد هذا الأسبوع مع نادي اتحاد جدة بمباركة منه، وذلك بعدما أبدى الاهلي اهتماما أوليا بالتعاقد معه خلفا لمدربه المستقيل حسام البدري.

الا ان المستشار في الديوان الملكي ورئيس اللجنة الأولمبية، كشف في بيان مسهب عبر "فيسبوك" الجمعة، عن تراكم الخلافات بينه وبين النادي الذي قال انه دعمه بـ 260 مليون جنيه مصري (نحو 14 مليون دولار).

وحتى بعد ظهر الجمعة، لم تعلق إدارة الأهلي على بيان آل الشيخ فيما كتب رجل الاعمال نجيب ساويرس، الداعم للرئيس السابق محمود طاهر، على تويتر "الحقيقة ان الذي يجب أن يعتذر عن رئاسة الأهلي ويستقيل هو الخطيب مش تركي الشيخ... بهدلنا!".

وقال الأخير انه بسبب "عشقي لهذا الكيان" طلب الخطيب والرئيس السابق محمود طاهر دعمه في الانتخابات التي أجريت في كانون الأول/ديسمبر، الا انه مال للخطيب وعبر عن رغبته بالاسهام في تطوير النادي وجلب لاعبين ومدربين وكذلك "المباني والانشاءات... وطلب مني بيبيو (الخطيب) أن اساهم في بناء ملعب للنادي.. وقدمت دعما له في هذه الجلسة بمبلغ خمسة مليون جنيه (نحو 280 ألف دولار) لتمويل حملته الانتخابية للفوز برئاسة النادي الأهلي"، قبل ان يدعمه بمليون جنيه اضافي قبل الانتخابات بأسبوع "نتيجة دعم عدد من رجال الأعمال لمحمود طاهر".

وبعد فوزه، منح الخطيب الرئاسة الشرفية لآل الشيخ، وطلب منه "إنهاء صفقة حارس للنادي الأهلي كدعم فسألته من يفضل قال إما (محمد) عواد حارس الاسماعيلي أو (احمد) الشناوي حارس الزمالك" قبل ان يتراجع الخطيب "بحجة أن الشناوي من بور سعيد ولن يكون مقبولا من جمهور النادي الأهلي"، في اشارة الى مجزرة بورسعيد في مباراة الاهلي والمصري عام 2012 والتي راح ضحيتها 74 شخصا معظمهم من مشجعي الاهلي.

- "هجوم غير مبرر" -

وتحدث آل الشيخ عن مساهمته في تجديد عقود لاعبين في الأهلي مثل أحمد فتحي وعبدالله السعيد، وذلك قبل اندلاع أزمة توقيع الأخير للزمالك والأهلي معا، كما طالبه بـ"البحث عن مدرب أجنبي للموسم القادم لعدم رغبته التجديد مع حسام البدري". وشدد على انه رغم التباينات أمن احتراف عبدالله السعيد "على حسابي" في فريق فنلندي بعد رفض إدارة الاهلي استمراره في النادي، "على أن يأتي لفريق سعودي عند فتح باب التسجيل".

وانتقل السعيد الأربعاء الى نادي الأهلي السعودي بعد انتهاء اعارته.

وأشار الى انه دعم الأهلي أيضا في التجديد لمهاجمه صلاح محسن "ولكن تفاجأت بعد العودة لمصر ولأيام طويلة أنني أتعرض لهجوم غير مبرر وعدم وضوح من قبل الإدارة حول دوري في صفقة صلاح محسن".

وأوضح المسؤول السعودي ان حالة من الفتور بينه وبين إدارة النادي بدأت بسبب تباينات حول ترتيب مباراة مع فالنسيا الاسباني بمناسبة إحراز الفريق الأحمر لقبه الأربعين في الدوري، قبل تحويله (فالنسيا) لاعتزال النجم السعودي السابق فهد الهريفي، ومباراة اعتزال للاعب الوسط المصري حسام غالي، بالاضافة الى عقد مع شركة "نايكي" للتجهيزات الرياضية.

وتحدث آل الشيخ عن امتعاضه من حملات طالته، لاسيما لجهة المشروع الطموح لبناء ملعب جديد للنادي والذي كان يحظى بدعم منه.

وقال "قررت ألا أعود لمصر إذا لم أجد تبريرا مقنعا لهذه الأخطاء وللتشويه الذي حصل لي عند الجمهور الذي أصبحت في نظره شوال الرز الذي يتحكم ويعبث بالكرة المصرية والذي يخسر نجوم الأهلي والذي يضر بمصالح الأهلي ومبادئه والذي يعرض مشروع يقال (...) أنه سراب".

- "إهانة"، "لامبالاة" -

وأعرب آل الشيخ عن احساسه "بالاهانة ودخلت في مرحلة اللامبالاة والتطنيش من قبلي لما اعتبرته احراج لي وعدم احترام واخلال بكثير من العهود خصوصاً انها تكون بطلب منهم"، في إشارة الى إدارة النادي.

وتطرق الى قضية المدرب السابق للهلال السعودي دياز، موضحا ان الخطيب طلب منه التعاقد معه "فقلت له سأدعمك في هذا الموضوع وسأنهي الصفقة رغم أنها ستسبب لي حرج لان جمهور الهلال لا زال بعضه يعتقد انني خلف إبعاد دياز عن السعودية وهذا غير صحيح".

الا ان المسؤول السعودي أشار الى انه فوجىء بتغيير إدارة الأهلي لرأيها في هذه المسألة و"ان المدرسة الاوروبية هي التي تنجح مع الاهلي"، فطلبه (دياز) "رئيس نادي الاتحاد نواف المقيرن.. لفريقه حيث وجدها فرصة بعد ان تردد الخطيب رغم اتفاقنا المسبق ولكن كعادته..".

وشدد على انه "بالتأكيد عندما تكون المفاضلة بين المملكة العربية السعودية وأي جهة اخرى سأقف مع المملكة مثلما اي مصري لن يقبل بغير مصر"، في إشارة الى تصريحات صحافية أدلى بها هذا الأسبوع، واعتبر فيها ان أولوية تعاقد دياز مع ناد سعودي تتقدم على أولوية تعاقده مع ناد آخر.

وتحدث آل الشيخ الذي يرأس أيضا الاتحاد العربي لكرة القدم عن تعرضه لـ"حملة اعلامية شرسة مليئة بالاساءات للمرة المليون في ظرف اشهر بسبب عدم التوضيح والموقف السلبي من الادارة ولم اتلق أي اتصال من الخطيب او اي أحد من النادي الاهلي".

أضاف "اكتشفت ان الوضع غير مناسب للاستمرار بهذه الطريقة وان هناك تخبط من هذه الادارة وايضا لما لمسته من اساءات وانتقاد حاد من جمهور الأهلي الذي اود ان أقول له: لو كنت ابحث عن الشو (المظاهر) لأعلنت منذ البداية عن حجم دعمي للنادي الاهلي الذي تجاوز مبلغ 260 مليون جنيه في فترة 5 اشهر شرفت فيها بالرئاسة الشرفية للنادي الاهلي وكنت اتمنى ان اساهم بكل ما استطيع لتحقيق احلام جماهير القلعة العظيمة".