يعتبر المهاجمان الفرنسي كريم بن زيمة و الويلزي غاريث بيل هما الفائزان الأكبر من نهائي دوري أبطال أوروبا الذي جمع ريال مدريد الإسباني بنظيره ليفربول الإنكليزي والذي انتهى بتتويج الإسبان بلقبهم القاري الثالث على التوالي ، بعدما خطفا النجومية من زميلهما البرتغالي كريستيانو رونالدو .

وكان رونالدو هو نجم و بطل النهائي الأوروبي الذي جمعه بمواطنه أتلتيكو مدريد في عام 2016 ، بعدما سجل ركلة الترجيح الأخيرة ، والتي سمحت لريال مدريد في الفوز باللقب ، كما كان نجماً وبطلاً في النهائي لعام 2017 بعدما سجل ثلاثية "هاتريك" ضد يوفنتوس الإيطالي ليحتفظ الفريق المدريدي بإنجازه القاري.
 
وظل كريستيانو رونالدو طيلة الأدوار الإقصائية التي سبقت النهائي ، هو النجم والمنقد بتألقه اللافت في كافة المباريات سواء بهدفه من "ركلة مقصية" في مرمى يوفنتوس في ذهاب الدور الربع النهائي بمدينة تورينو ، أو بتحمله مسؤولية تسديد ركلة الجزاء القاتلة في مباراة الإياب بذات الدور بمدينة مدريد، حيث تأهل ريال مدريد للمربع الذهبي بفضل الأهداف الخمسة عشر التي سجلها المهاجم البرتغالي والتي كان لها الدور الرئيسي في بلوغ "الأبيض الملكي" لمحطة كييف الأوكرانية.
 
هذا واختفى رونالدو في نهائي "كييف" بخلاف المباريات النهائية السابقة، حيث خفت نجمه ولم يسجل ولم يصنع الأهداف لزملائه ليتم تسليط الأضواء على زميليه في خط الهجوم ، وهما الويلزي غاريث بيل و الفرنسي كريم بن زيمة ، اللذان استغلا الخطأ الفادح لحارس ليفربول الألماني لوريس كاريوس ليستعيداً توهجهما وتألقهما ، بعدما اصطدمت كرة كاريوس بساق بن زيمة فمنح التقدم للريال بهدف اول ، ثم سجل بيل هدفه الثاني من تسديدة سهلة تركها الحارس تهز شباكه.
 
هذا وشهد الموسم المنقضي معاناة كبيرة لكريم بن زيمة و غاريث بيل بسبب الإصابات و تراجع معدلاتهما التهديفية لمستويات سلبية ، ليجد إشراكهما من قبل المدير الفني زين الدين زيدان معارضة و انتقادات شديدة من قبل الصحافة و الجماهير ، التي تطالب بإبعادهما ومنح الثقة لإيسكو و ماركو أسينسيو، لدرجة وصلت هذه المطالبات بتسريحهما من النادي في اقرب فترة انتقالات .
 
وتزامن النهائي الأوروبي مع إبعاد رسمي لكريم بن زيمة من قائمة المنتخب الفرنسي لمونديال روسيا من قبل المدرب الوطني ديديي ديشان، في وقت ان غاريث بيل قد تأكد غيابه عن كأس العالم بعدما فشل منتخب ويلز في التأهل للنهائيات ، ليجد الثنائي في نهائي دوري أبطال أوروبا فرصة لتخفيف معاناة غيبابهما عن العرس العالمي ، وفرصة لاستعادة مكانتهما في ريال مدريد ولو على حساب رونالدو الذي قد يخسر حظوظا كبيرة في المنافسة على جائزة "الكرة الذهبية" بعد أداءه المتواضع في هذا النهائي .