يستعد المنتخب السعودي لخوض غمار نهائيات كأس العالم بروسيا في خامس مشاركة له في تاريخ البطولة ، بعدما سبق له ان تأهل في اربع دورات متتالية،& حقق خلالها نتائج لم ترقى إلى مستوى طموحات وتطلعات عشاق "الأخضر".

المشاركة الأولى :& حضور تاريخي
&
تأهل المنتخب السعودي لنهائيات كأس العالم لأول مرة في مونديال 1994 بأمريكا ، حيث اوقعته القرعة في المجموعة السادسة التي حملت صفة المجموعة الملكية التي ضمت منتخبات السعودية و بلجيكا و المغرب و هولندا ، إذ رشح "الأخضر" لتوديع منافسات البطولة مبكراً بعدما رشحت المنتخبات الثلاثة لخطف التأشيرتين أو التاشيرات الثلاث المؤهلة للدور الثاني.
&
ودشن "الصقور الخضر" مباراتهم بخسارة من المنتخب الهولندي بهدفين لهدف ، قبل ان يقلب الطاولة على الجميع ويحقق انتصارين ، كان الأول على حساب شقيقه المغربي بهدفين لهدف ، ثم على المنتخب البلجيكي بهدف قاتل تاريخي حمل بصمة المهاجم سعيد العويران ، وهو الهدف الذي لا يزال عالقاً في ذاكرة الجماهير ، وضمن قائمة أجمل الأهداف التي سجلت في نهائيات كأس العالم.
&
و تصدر الاخضر ترتيب المجموعة مناصفة مع هولندا و بلجيكا بنفس الرصيد النقطي والتهديفي ، ليتأهل للدور الثمن النهائي من أول مشاركة له ، مواجهاً منتخب السويد الذي خسر أمامه بثلاثة اهداف لواحد ، علما ان السويد حصلت على المركز الثالث في المونديال الأمريكي.
&
المشاركة الثانية : إنجاز لم يتكرر
&
نجح المنتخب السعودي في التأهل مجدداً لنهائيات كأس العالم في مونديال 1998 التي جرت على الملاعب الفرنسية ، والتي عرفت حضور 32 منتخباً لأول مرة.&
&
هذا و راهنت الجماهير السعودية على "الأخضر" ليحقق نتيجة افضل من مونديال امريكا ، خاصة بعدما اصبح يمتلك خبرة أفضل في أجواء البطولة ، خاصة ان العناصر الفنية التي شارك بها تضم عدد هام من اللاعبين الذين شاركوا في المونديال الأول .
&
ولم تمنح قرعة و نظام البطولة الجديد الفرصة للمنتخب السعودي لتكرار إنجازه الأول ، حيث اعتمد النظام الجديد على منح التأهل للدور الثاني لمنتخبين فقط من كل مجموعة& ، كما أن الأداء الفني المتواضع الذي قدمه السعوديين كان لها تأثير كبير في خروجهم المبكر من البطولة برصيد نقطة واحدة.
&
هذا واحتل المنتخب السعودي المركز الأخير في المجموعة ، بعد هزيمتين من المنتخب الفرنسي (صاحب الضيافة) والمنتخب الدانماركي الذي كان الحصان الأسود في هذا المونديال، ليقوم الاتحاد السعودي بإقالة المدرب البرازيلي كارلوس البيرتو بريرا بعد هاتين الخسارتين ، ويقود الوطني محمد الخراشي منتخب بلاده في المباراة الأخيرة امام منتخب جنوب افريقيا (بطل أمم افريقيا) التي انتهت بالتعادل بهدفين لمثلهما.&
&
المشاركة الثالثة : هزيمة تاريخية
&
عاد المنتخب السعودي للمشاركة نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي في مونديال 2002 بكوريا و اليابان ، ليعود معه أمل عشاق "الأخضر" في تكرار إنجاز مونديال أمريكا ، مع جيل جديد من اللاعبين يتقدمهم الحارس المخضرم محمد الدعيع مع تسجيل ان الاتحاد السعودي وضع ثقته هذه المرة في المدرب الوطني ناصر الجوهر.
&
ومرة اخرى رد الاخضر على آمال محبيه بخيبة كبيرة ، مسجلاً حصيلة هي الأسوأ له في تاريخ مشاركاته الأربع في المونديال بعدما خسر مبارياته الثلاث من ألمانيا و الكاميرون و إيرلندا ، غير ان أكثر ما تسبب في ألم محبي الأخضر السعودي ، هو تعرضه لخسارة نكراء ومذلة امام المنتخب الألماني بثمانية اهداف نظيفة ، و التي تعتبر من اكبر الهزائم في تاريخ كأس العالم ، لتتفاقم الإنتكاسة بعدما عجز الهجوم السعودي عن إحراز هدف الشرف ليحفظ ماء وجهه.
&
المشاركة الرابعة : الأمل يتبخر
&
رغم الإخفاق الكبير الذي تعرض له المنتخب السعودي في مونديال 2002 ، إلا انه نجح في مداوة جراحه ليضمن تواجده في الدورة الموالية بعد اربعة أعوام في مونديال 2006 بألمانيا ، وكله أمل بتحقيق نتيجة تنسي الجماهير خيبة الثمانية الألمانية ، خاصة ان القرعة أوقعته هذه المرة& مع منتخبات تونس و أوكرانيا التي تأهلت للمرة الأولى وإسبانيا التي لم تكن - حينها- تمتلك فريقا قوياً.
&
و خاض "الأخضر" المونديال بعناصر جديدة واخرى مخضرمة ، بقيادة مدرب أجنبي ممثلاً في البرازيلي ماركوس باكيتا .
&
واهدرت كتيبة باكيتا فرصة ذهبية لتدشين المونديال بفوز على شقيقه التونسي بعدما تقدموا عليه حتى الدقيقة الأخيرة قبل ان يخرجا الشقيقان متعادلان بهدفين لمثلهما ، مما جعله تعادلاً بطعم الخسارة أثر كثيراً على معنويات السعوديين ، مما جعلهم يتعرضون لإنتكاسة في الجولة الثانية أمام أوكرانيا وسقوطهم برباعية نظيفة ، اتبعها بخسارة ثانية في الجولة الثالثة على يد إسبانيا بهدف نظيف.
&
وهكذا اضاع المنتخب السعودي على نفسه فرصة ذهبية لتعويض إنتكاسة كوريا و اليابان ، خاصة في المباراة الأولى ضد تونس التي كانت مفتاح هذا التعويض ، الذي اضاعه نتيجة تراخي مدافعي الأخضر امام المدافع التونسي راضي الجعايدي والمباراة تلفظ انفاسها الأخيرة.
&
حصيلة عامة سلبية
&
بلغة الأرقام سجل المنتخب السعودي في مشاركاته الأربعة بنهائيات كأس العالم حصيلة سلبية سواء من حيث النتائج العامة أو المردود التهديفي ، مما جعل إنجازه في مونديال 1994 بأمريكا هي بمثابة الشجرة المثمرة التي حجبت غابة الاخفاقات.
&
فعلى مدار أربع مشاركات لم يحقق الأخضر السعودي سوى انتصارين فقط ضد المغرب وبلجيكا مقابل تسع هزائم وتعادلين ، فيما لم يحصد من النقاط سوى 8 نقاط فقط من اصل 39 نقطة ممكنة.&
&
هذا وسجل الهجوم السعودي في نهائيات كأس العالم 8 اهداف بمعدل ضعيف بلغ هدفين في كل مشاركة& ، مقابل تلقي شباكه 32 هدفاً بمعدل سلبي بلغ 8 اهداف في كل مونديال.
&