حقق المنتخب الروسي في بطولة كأس العالم الجارية حالياً على أراضيه افضل نتائجه في البطولات القارية أو العالمية الكبرى منذ إنهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991.

ونجحت روسيا في استغلال عاملي الأرض و الجمهور لبلوغ دور الثمانية من البطولة ، بعدما تخطت إسبانيا في دور الستة عشر بركلات الترجيح (4-3) ، فيما كانت قد تأهلت للدور الثاني بعد تحقيقها انتصارين في دور المجموعات ، الأول جاء على حساب السعودية في إفتتاح البطولة بخماسية نظيفة ، فيما كانت الثاني على حساب مصر بثلاثة أهداف لهدف ، قبل ان تسقط أمام الأوروغواي بثلاثة أهداف دون رد.
&
ما قبل وبعد التفكك
&
و فرض المنتخب السوفيتي نفسه كأحد اقوى المنتخبات في العالم ، حيث ظل دوماً يخوض غمار بطولتي كأس أمم أوروبا وكأس العالم كأحد المرشحين للمنافسة على اللقب، حيث كان اخر إنجازاته قبل انهياره هو التأهل لنهائي بطولة كأس أمم اوروبا عام 1988 التي جرت بألمانيا ، حيث نالٍ الوصافة أثر خسارته من هولندا بهدفين نظيفين .
&
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه إلى عدة جمهوريات تشتتت معه لعبة كرة القدم ، حيث لم يتمكن وريثه المنتخب الروسي من الحفاظ على نفس الإيقاع في ظل الأزمات السياسية و المالية التي رافقت إنهياره.
&
ومنذ الانهيار اصبح منتخب روسيا يجد صعوبات كبيرة حتى في التأهل لنهائيات كأس العالم او كأس أمم أوروبا بسبب تراجع مستواه ، بعدما فقد العديد من الاسماء اللامعة التي اختارت الدفاع عن ألوان منتخباتها الأصلية في جمهوريات اخرى غير روسيا ، خاصة أوكرانيا التي كانت الممون الرئيسي للمنتخب السوفيتي.
&
وتراوحت نتائج روسيا في بطولة كأس أمم أوروبا بين الغياب عن المشاركة مثلما حدث في عام 2000& او الخروج مبكراً من الدور الأول في بقية الدورات ، ليبقى أفضل إنجاز روسي في هذه البطولة هو بلوغ المربع الذهبي في عام 2008 قبل ان يخسر من إسبانيا بثلاثية نظيفة.
&
اما في كأس العالم فلم تختلف نتائج المنتخب الروسي عن نتائجه في كأس أمم أوروبا ، حتى انها كانت أسوأ في بعض الدورات، بدليل انه لم يشارك سوى في ثلاث مونديالات سجل خلالها نتائج سلبية و ودع المنافسة مبكراً بداية بمونديال 1994 بأمريكا و مروراً بمونديال 2002 بكوريا و اليابان وأخيراً في مونديال 2014 بالبرازيل .
&
هذا ويعتبر مونديال 1994 بأمريكا افضل إنجاز حققته الكرة الروسية في بطولة كأس العالم بعد عام 1991 ، عندما نجح مهاجمها أوليغ سالينكو في التتويج بجائزة "الحذاء الذهبي" كأفضل هداف في البطولة مناصفة مع البلغاري هريستو ستويشكوف.
&
عراب المرحلة
&
ويعتبر المدرب الحالي للمنتخب الروسي ستانيسلاف تشيرتشوف احد اللاعبين الشاهدين على المرحلة الإنتقالية التي عرفتها الكرة الروسية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ، إذ كان حارس المنتخب في كأس أمم اوروبا في عام 1992 بالسويد وأيضاً في مونديال 1994 بأمريكا ، عندما كان ضمن منتخب مجموعة الدول المستقلة قبل ان يعتزل ويتولى تدريب المنتخب الروسي خلفاً لليونيد سلوتسكي في مهمة إعادة الاعتبار للكرة الروسية التي دفعت ثمن الإنهيار والتفكك.
&
ونجح تشيرتشوف في كسب التحدي وقيادة المنتخب الروسي إلى دور الثمانية ، إذ يُعد ذلك إنجازاً يمهد الطريق لمرحلة جديدة بغض النظر عن نتيجة المباراة امام كرواتيا ، خاصة بعدما كانت اغلب التوقعات ترشحه للخروج المبكر قبل ان ترشحه لتلقي هزيمة نكراء على يد المنتخب الإسباني ، إلا ان "الروس" كذبوا تلك التوقعات وحققوا نتائج جيدة بعناصر فنية يطغى عليها الأسماء المغمورة التي تنشط في الدوري المحلي.
&