روبوتات حيوية تتكيف مع البيئة المحيطة
أشرف أبوجلالة من القاهرة: في تجربة فريدة من نوعها قم باحثون من جامعة ريدينج الإنكليزية بتصميم روبوتات quot;حيويةquot; هي الأولى من نوعها على الإطلاق، يمكنها السير والتكيف مع البيئة التي تتواجد فيها بشكل مذهل وذلك عن طريق مخ فأر مثبت بداخلها !! وقالت صحيفة الدايلي ميل البريطانية التي وصفت هذا الإنسان الآلي الجديد بالاختراع الذي لم يخطر بعد على بال مؤلفي أفلام الخيال العلمي، أنه عبارة عن جهاز مزود بعجل ومتصل لاسلكيًا بحزمة من النيرونات quot;الخلايا العصبيةquot; المحفوظة في درجة حرارة الجسم بداخل خزينة معقمة.

وعن طريق الإشارات التي يرسلها المخ يتمكن الروبوت من التوجه يميناً أو يساراً حتي يتفادى أي شيء يعترض طريقه. ويركز الباحثون دراستهم الآن على تعليم الروبوت كيفية التكيف والتأقلم مع متغيرات البيئة المحيطة به. ويأملون كذلك في أن تظهر لهم التجربة الطريقة التي تعمل من خلالها الذاكرة بنفسها في الوصلات العصبية عند معاودة الروبوت مثلاً لمكان كان متواجدًا فيه من قبل.

وكان علماء من مختلف دول العالم قد سبق لهم تصميم روبوتات مزود بها أمخاخ حية مصنوعة من الخلايا المستنبتة. وسبق لباحثين أميركيين من معهد جورجيا للتكنولوجيا في ولاية أطلانطا الأميركية أن قاموا بتصميم جهاز موبايل مشابه. وأفادت مجلة quot; New Scientist quot; أن طاقم الباحثين الأميركي قام بتدريب الروبوت الخاص بهم وكأنه حيوان يتعلم الخدع الأولية.

وأشارت الصحيفة إلي أن طاقم الباحثين البريطاني يقوده الباحث كيفين وارويك الذي سبق وأن كان له سبق ابتكار تكنولوجيا دمج علم البيولوجيا بعمل الروبوتات. وقد عمل الطاقم علي تزويد مخ الروبوت الجديد بوعاء صغير يحتوي على 300 ألف من خلايا الفئران العصبية.

وبعد فصل تلك الخلايا العصبية في بادئ الأمر، استحدثت بعد ذلك لعمل وصلات جديدة مع بعضها البعض بشكل متواصل ومستمر. وتعتبر عملية اتصال الخلايا المعقدة ببعضها الآخر والتحدث مع بعضها البعض أمرًا أساسيًا في الطريقة التي يعمل من خلالها المخ العضوي. وتسمح الأقطاب الكهربية الموصلة بالشبكة العصبية بدخول وخروج إشارات الاستشعار والأوامر من المخ. كما يمتلك الروبوت وسيلة واحدة فقط لاستشعار الأشياء المحيطة به وهو هذا المسبار فوق الصوتي الذي ينقض علي الموجات الصوتية الصادرة عن الأشياء.

فمثلاً ، إذا اكتشف جهاز الاستشعار حائطًا يعترض طريقه، يتم إرسال إشارة إلي المخ عن طريق وصلة بلوتوث لاسلكية. يرد بعدها المخ برسالة أخرى ترشد الروبوت بأن يتوجه بعيدًا عن الشيء الذي يعترض مسيرته. ويحاول الباحثون الآن ترك هذا النظام السهل والانتقال لتعليم الروبوت طريقة المشي.وفي نهاية الأمر، يكون بمقدور الروبوت التعرفإلى البيئة المحيطة به الذي وضعها في ذاكرته.

كما أن هناك جانبًا آخر من البحث يكمن في الوصول لمعدلات استيعاب أكبر لبعض الأمراض التي تصيب المخ مثل الزهايمر والشلل الرعاش والسكتات الدماغية. وفي هذا الإطار قال وارويك :quot; يعد هذا البحث الجديد مثيرًا للغاية، فالمخ الحيوي يسيطر على جسد الروبوت الخاص به أثناء الحركة. فضلاً عن أنه سيمكننا من التحقق من الطريقة التي يتعلم بها المخ ويتذكر التجارب التي يمر بها. كما سينقلنا البحث لمعرفة الطريقة التي يعمل من خلالها المخ، وهو ما قد يساعد في الوصول إلى مناطق عديدة في الطب والعلوم quot;.

أما دكتور بن والي فقال :quot; يقدم لنا هذا المشروع فرصة حقيقية للتمعن في شيء قد يظهر لنا سلوكيات معقدة، لكنه لا يزال مرتبط ارتباطًا وثيقًا بنشاط أعصاب الأفراد. ونأمل في أن نتمكن من الاستفادة من ذلك للوصول إلى إجابات على كل التساؤلات التي تراودناquot;.