أشرف أبوجلالة من القاهرة: ربما لم يخطر ببال كثيرين من مستخدمي مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي الشهيرة على شبكة الإنترنت أن يمتد نطاق استخدام تلك الخدمات ذات الطابع الترفيهي يومًا ما ليصل إلى مجالات تطبيقية ذات صلة بالمجال العسكري. لكن تلك هي الحقيقة التي جاءت على لسان مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية quot;بنتاغونquot;، حيث أزاحوا النقاب عن أنهم سيقومون بدراسة الطريقة المثلى التي تمكنهم من استخدام مواقع مثل تويتر والفيس بوك مع حماية حواسيب وزارة الدفاع والمعلومات الحساسة.

وفي هذا الإطار، تسلط صحيفة لوس أنغليس تايمز الأميركية الضوء على تلك البادرة التقنية الجديدة التي اتخذها البنتاغون، والتي أطلق من خلالها دراسة حول طريقة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وهي الدراسة التي تم تصميمها للمساعدة في صياغة سياسات جديدة عن الطريقة التي ينبغي أن يستخدم من خلالها الجيش خدمات مثل تويتر، وماي سبيس، والفيس بوك. وأشار المسؤولون إلى أنهم كانوا بحاجة إلى صياغة مجموعة من القواعد التي سيكون من شأنها السماح للعسكريين بالاستفادة من نظم الاتصالات السريعة التي توفرها شبكات التواصل الاجتماعي دون الكشف عن معلومات حساسة أو تعريض شبكات الحاسوب لمخاطر محتملة.

وفي الوقت ذاته، أشار مسؤولون من داخل الجيش الأميركي إلى أن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي من الممكن أن يُعرِض شبكات الحواسيب الخاصة بوزارة الدفاع لبرامج ضارة، وقد يتسبب في حدوث مشاكل متعلقة بالأمن السيبراني. بينما عبر مسؤولون آخرون عن قلقهم من أن بعض المواقع قد تستغرق وقتاً من أجل الوصول إلى شبكة باندوتز البيانية التي يجب أن يتم حفظها لاستخدامات عسكرية أكثر أهمية. فيما قال بريان وايتمان، ناطق باسم البنتاغون، إنه من المقرر أن يتم تفعيل الدراسة وتوصيات السياسة العامة، التي أمر بها نائب وزير الدفاع ويليام لين، في نهاية أيلول / سبتمبر أو مطلع تشرين الأول / أكتوبر المقبلين.

وأشار وايتمان في الوقت ذاته إلى عدم وجود إدارة توجيهية منوطة بوقف استخدام شبكات التواصل الاجتماعي. وتابع بالقول :quot; نحتاج لإلقاء نظرة على كل من الجوانب الأمنية وكذلك فوائد المواقع. وبذلك يكون هناك حالة من التوازنquot;. من جانبها، أوضحت الصحيفة أن سلاح البحرية يحظر منذ فترة طويلة على أعضائه استخدام مواقع تويتر والفيس بوك وماي سبيس من الحواسيب الحكومية. لكن أمرا ً جديدا ً قد تم استصداره أول أمس الاثنين سمح لبعض قوات المارينز ndash; مثل ضباط الشؤون العامة ndash; بالتقدم بطلب من أجل الحصول على تنازل عن استخدام المواقع.

وقالت الصحيفة إنه وعلى الرغم منحالة الحظر التي يفرضها سلاح البحرية، إلا أن العديد من المسؤولين في قطاعات خدمية أخرى داخل الجيش الأميركي يحتفظون بصفحات خاصة بهم على الفيس بوك، كما يمتلك عدد من كبار قادة وضباط الجيش مواقع عامة، من ضمنهم ، الأدميرال مايك مولين رئيس هيئة الأركان المشتركة، والجنرال راي أوديرنو القائد الأعلى للقوات ألأميركية في العراق. فعلى الموقع الخاص بمولين، يقوم فريق العمل الخاص به بنشر مقالات عنه، وتصريحات عن الأحداث الجارية، وكذلك ما يدلي به من تعليقات على الأحداث التي يشارك بها.

وغني عن القول إن فريق العمل الخاص بمولين لا يقوم بنشر التفاصيل الخاصة باجتماعاته مع كبار المسؤولين الباكستانيين أو ما يقدمه للرئيس باراك أوباما من نصائح. وأخيرًا، قال متحدث باسم مولين إن رئيس هيئة الأركان المشتركة لا يعتزم غلق صفحته على موقع الفيس بوك، وأنه ينتظر لمعرفة التغييرات التي ستطرأ على سياسة استخدام البنتاغون لمواقع الشبكات الاجتماعية، وفقًا لما ستوصي به الدراسة.