أشرف أبو جلالة من القاهرة: في الوقت الذي تواجه فيهعائلات عديدةحول العالم عدّة صعوبات في سبيل إعادة تأهيل أبنائهم الذين يرتبطون بفضاء الإنترنت المفتوح إلى درجة الإدمان المرضي، أُعلِنأخيرًا في الولايات المتّحدة عن افتتاح مركز لتقديم خدمات الإرشاد والعلاج النفسي لمثل هؤلاء الأشخاص الذين وصلوا إلى درجة كبيرة من التعلّق بالشبكة العنكبوتيّة. وذكرت صحيفة quot;الغارديانquot; البريطانية أنّ هذا المركز أو العيادة الطبيّة التي يطلق عليها اسم quot;RESTARTquot; هي الأولى من نوعها، وقد تمّ افتتاحها خارج مدينة سياتل الأميركيّة المكتظّة بالشركات العاملة في الحقل التكنولوجي.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ المركز يقدّم خدماته بتكلفة تزيد قليلاً على الـ14 ألف دولار، كما قالت إنّ تلك الخدمات من الممكن أن تُقدّمإلى أشخاص يمكن أنيصل عددهم إلى ستّة في آنٍ واحد وذلك على مدى 45 يومًا. وخلال تلك الفترة، يعمل المشرفون في المركز على تخليص هؤلاء المُدمنين من إحساسهم الدائم بالاحتياج النَّهِم للإنترنت. ويتلقى النّزلاء هناك دروسًا في المشورة والمعالجة النفسيّة، كما يتمّ تحفيزهم على العمل كمجموعة في عدّة نشاطات من بينها الأعمال المنزليّة والمشي وممارسة التمارين الرياضيّة.

وقالت الصحيفة إنّ المركز يقع على مساحة قدرها خمسة فدادين خارج مدينة سياتل بمسافة قدرها 30 ميلاً. وأشارت الصحيفة أيضًا إلى أنّ فكرة المركز هيمن الخبيرة بالمداواة هيلاري كاش التي كانت تعالج حتّى هذا الصيف المرضى المصابين بإدمان الإنترنت بصفة يوميّة. وأشارت الصحيفة في هذا الشأن إلى أنّ كاش كانت قد سجّلت أولى حالات الإصابة بمثل هذا النوع من الإدمان عام 1994، وقد كانت لمريض متعلّق تمامًا بألعاب quot;الفيديو جيمزquot;. وتابعت كاش بالقول إنّه، وفي الوقت الذي توجد في دول من بينها الصين وكوريا الجنوبيّة وتايوان أماكن لمساعدة مُدمني الإنترنت، كانت أميركا متأخّرة نوعًا ما في التّعامل مع هذا الأمر.

وذكرت الصحيفة أنّ quot;RESTARTquot; يمنح أيّ شخص يُشتبه في أنّه يعاني من إدمان للإنترنت فرصة لاختبار تلك الفرضيّة من خلال دراسة سلوكيّة يمكن إكمالها بصورة مفيدة عبر الإنترنت. وتشير الصحيفة إلى أنّ السؤال الثاني عشر الموجود في الدراسة، على سبيل المثال، يقول: quot;هل تعاني من إجهاد مُزمن بسبب قلّة النّوم، ووزنك في تزايد بسبب قلّة ممارسة التدريبات الرياضية، وتعاني من ضعف في الصحّة العامة نتيجة سوء التغذية، أو غيرها من المشاكل الصحيّة الجسديّة بسبب الإفراط في استخدام الإنترنت أو ألعاب الفيديو؟quot;.

لتمضي الصحيفة بعد ذلك وتلقي بالضّوء على حالة شخص يدعى بين ألكسندر، وهو أول نزيل يقيم في المركز للتخلّص من إدمانه للعبة quot;World of Warcraftquot; التي كان يمارسها منذ أن يستيقظ وحتّى النّوم. ونقلت عنه الصحيفة في هذا الإطار تصريحات قال فيها: quot;كانت بدايتي مع تلك اللعبة ساعتين فقط في اليوم. وبحلول منتصف الفصل الدراسي الأول في أوّل عام لي في جامعة ولاية أيوا، كنت ألعبها لمدّة تتراوح بين 16 و17 ساعة في اليومquot;. وأضافت الصحيفة أنّ ألكسندر كان ينظر إلى تلك اللعبة على أنّها quot;طريقة سهلة لتكوين صداقات وعلاقات اجتماعيّة جديدةquot;.