العالم يتلون بالأحمر في عيد الحب


إيلاف : ملف عن عيد الحب : هل عرفت للحب لونا من قبل .
إذا لم تكن عرفت لون الحب يمكنك أن تنزل الشوارع هذا اليوم لتجد الحب في كل مكان باللون الأحمر، لون الحب المميز .
سوف تجد القلوب تنبض بالأمل , تشتعل بالحب , في ذكري وفاة القديس الفالانتاين في 14 فبراير ، وهي مناسبة بدأت في الغرب للمحبين وللتعبير عن حبهم، وانتشرت في أنحاء العالم. ويتبادل المحبون في هذا اليوم الهدايا والورود والشيكولاتة.
سمي يوم الفالانتاين أو عيد الفالانتاين تيمنا بشهيدين مسيحيين اسمهما فالانتاين ، وقد ارتبط هذا اليوم بالحب والرومانسية منذ العصور الوسطى، وذلك بعد أن انتشرت فكرة الحب الغزلي . و في هذا اليوم يتم تبادل الرسائل الغرامية، وكروت المعايدة ذات الطابع الرومانسي. وبالنسبة إلى رموز الفالانتاين في العصر الحديث فهناك القلب و الكيوبيد المجنح، ويتم تبادلها مع الرسائل الغرامية.
ومنذ القرن التاسع عشر انتشرت الرسائل التي تكتب باليد ويتم تبادلها بين الأحباء وأصبحت توزع بالملايين. وقد قدرت جمعية كروت التهنئة أن عدد الكروت التي يتم تبادلها في جميع أنحاء العالم في عيد الفالانتاين وصل الى بليون كارت تقريبا، ما يجعل عيد الفالانتاين رقم اثنين بعد احتفالات رأس السنة الميلادية في ما يتعلق بعدد كروت التهنئة المتداولة، وقد قدرت الجمعية أن النساء يقمن بشراء حوالى 85% من جملة كروت الفالنتاين .

لذلك توجهنا إلى أحد محلات بيع الهدايا لمعرفة ما هو الجديد في أحد المولات التجارية وهو متخصص في بيع الهدايا وكتابة أسماء المحبين .

غادة عادل قالت لإيلاف اعمل في المحل منذ اربع سنوات وهي مهنتي التي أحبها ورغم الصعوبات التي واجهتني في البداية حيث يأتي الي البعض ليأخذ رأيي في الهدية التي سيجلبها لحبيبته وما إلي ذلك الا انني مع الوقت استطعت التأقلم مع الوضع واصبحت الاكثر خبرة بين زميلاتي في المهنة وعن اكثر الهدايا التي يطلبها المحبون في هذا اليوم ردت بثقة الدباديب فهي رمز للحب الجديد
سألتها عن وجود مواسم للبيع قالت إن المحبين حولنا طول العام ولكن بالطبع هناك مواسم يكثر الطلب فيها على الهدايا واشهرها بالطبع عيد الحب ورغم ان الحب من طرفين الا ان اغلب المشترين فتيات ونادرا ما يأتي احد الشباب طالبا هدية لحبيبته وبالتاكيد اكثر ما يلفت الانتباه هو الدبدوب الأحمر الكبير يليه البمبى ورغم انه ظهر حديثا منذ سنتين الا ان الاحمر هو الأكثر طلبا
كما انه مناسب جدا لمعظم الطبقات فأسعاره تبدا من خمسة عشر جنيها وتتدرج حتى تتجاوز الثمانين وعن أكثر الهدايا انتشارا هذا العام هي الأقفاص الذهبية المطرزة بالأحمر ويتراوح ثمنها ما بين خمسة وعشرين إلى مئة جنية وهي بهذا لا تصلح لكل المناسبات رغم انها قيمة جدا .

وبسؤال إيناس محمد زميلة غادة عن الأكثر شراء للهدايا قالت إن أكثر ما لفت انتباهي هنا هو ان المقبلين على عملية الشراء هم الفتيات وخاصة طلبة المرحلة الإعدادية والثانوية , ولكل منهن زوقهن الخاص فمنهن من تطلب شراء مصحف واحيانا ما تطلب منا كتابة اسمها واسم من تحب بالشمع , ولا توجد محلات للهدايا تقوم بهذه العملية ولكننا تخصصنا في كل ما يتعلق بالحب
أما الهدية التي تنصح إيناس بعدم شرائها البارفان فلقد فقدت قيمتها ولم يعد هناك إقبال عليها كذلك الشموع والفضيات .
وعن فن لف الهدية تقول الفتاتين إنه أحد أسرار تقديم الهدية فكلما كانت الهدية ملفوفة بطريقة جذابة كلما علت قيمتها , وأحينا يتجاوز لف الهدية ثمن الهدية نفسها إذا أضيف لها الأكسسورات والفيونكات الذهبية .


شباب الجزائر.. البحث عن الحب في عيد الحب


كامل الشيرازي من الجزائر : لا يختلف الاحتفال الشبابي في الجزائر بعيد الحب هذا العام عن سابقيه، بل ربما مرّ في أجواء أكثر رتابة تبعا للطقس العام الذي بات يطبع الجزائر منذ فترة ليست بالقصيرة، ورياح الخمول التي تكاد تعصف بكل ما هو جميل، وخلف هذه السوداوية التي يكافح قطاع من الشباب الغض لتبديدها، كانت المناسبة شاهدة أيضا على كثير من الشباب من الجنسين أرادوا البحث عن الحب بطريقتهم الخاصة في عيد يكفر به المجتمع الجزائري ويعتبره مفسدة لأخلاق الشباب والشابات.

لا تغتصبوا أحلامنا
في حي باب الوادي الشعبي وسط العاصمة الجزائرية، التقينا سهام (22 سنة)، لبنى (25 سنة) ونبيلة (24 سنة) هنّ صديقات يدرسن في كلية الترجمة في جامعة الجزائر، قالت كل واحدة منهنّ إنها تتفاءل خيرا بعيد الحب، ويمنّين أنفسهنّ باقتناص فرسان أحلامهنّ، بيد أنّ المراد قد يطول بلوغه، توضح سهام:quot;ليس من باب التجرد أو اللاكبرياء، لكن لا أجد حرجا من السعي للظفر بتوأم روحي، لعله مختبئ في مكان ما (..)، وتؤيدها نبيلة الطرح، مستغربة نظرات الريبة التي تحاصرهنّ أينما ذهبن، بينما ترى لبنى إنّ الهزال والبؤس اللذين باتا يلبدان سماء الجزائر، يدفعها إلى تشكيل عالمها الخاص مع حبيب يكون لها الزوج والصديق والشقيق.
ليس بعيدا، اقتربنا من كريم، إلياس، فؤاد ونبيل، صارحونا أكثر من يحتفل بعيد الحب هم طلبة الجامعات، وكشفوا أنهم سيلتقون حبيباتهم بعد الغداء ويحتفلون سوية بالموعد، وردا على ما يشكله السلوك من تحفظ اجتماعي، قال كريم محتدا وهو أكبرهم:quot;ليس لأحد أن يغتصب أحلامنا ويصادر حبناquot;، بينما أوضح فؤاد بلهجة تبريرية للموقف:quot;احتفالاتنا بريئة ولا علاقة لها بالخلاعة والمجونquot;، وفي حي القصبة العتيق، لم يخف الشيخ أحمد اشمئزازه من مظاهر فالنتين، وأوعز متبرما:quot;هؤلاء يريدون تقليد شبان أميركا وبريطانيا بأي ثمن وتحت أي تمظهرquot;، بيد أنّ الشاب رياض الذي سمعه، ردّ عليه:quot; زمانكم غير زمانناquot;، وquot;بحثنا عن الحب الصافي لا يعني تبعية لأي كانquot;.
تكسير الطابوهات
رضوان وشلة من أصدقائه، ردّد بنبرة التمرد:quot;آن لنا أن نكسر الطابوهاتquot;، وباستياء زفر جميل:quot;ما معنى أن نُحرم من ممارسة حقنا في الفرح، لسنا بمبتذلين أو دعاة انسلاخquot;، هذان الشبان اللذان اختارا أن يلتقيا في يوم عيد الحب، بخطيبتيهما، قالا إنّ جذوة اللقاء تنسيهما مآسيهما وعجزهما عن توفير مسكن يمكنهما من إتمام زواجهما بمن يحبان، في حين رأى أيمن وإيمان أنّ عيد الحب لم يعد له طعم في جزائر كل المتناقضات والأضداد، وما صار يميزه بحسبهما، لا يعدو مجرد ارتفاع ثمن الورود والشوكولاته بضعفين !
الخبير الاجتماعي مصطفى فتحي إذ يعتبر أنّ الطابوهات تساقطت فعلا منذ زمن، إلاّ أنّه يلاحظ أنّ قيمة كالحب في الجزائر باتت تترجم إلى مآس كبيرة تعكسها حالات الطلاق القياسية أغلبها لارتباطات لم تتعدّ مدتها العام.

أقوال الحب وأشياء أخرى

ماذا يقول الجزائريون في عيد الحب؟ ترفض سميرة الطالبة في معهد الطب، اختصار الحب وشعريته في يوم واحد، وتنسج على منوالها كوكبة من الفتيات المتدينات، اللواتي شددن على أنّ الحب ليس في المظاهر والقبلات والورود الحمراء، بينما تصور محمد المهندس إنّه يقارب الأشياء بأبعادها، وبالنسبة إليه تقديس الحب ينبغي أن يتم عبر معاملات وحسن سلوكات دائمة، وليس اختزاله في شكل كرنفالي باهت في ليلة واحدة.
ويختزن قاموس فالنتين في الجزائر، مفردات خاصة يمطر بها الشباب بعضهم البعض، وصار مألوفا أن تمرّ في الشارع فتفاجأ بشباب من مختلف الأعمار، وهم يتربصون بالفتيات ويتوددون إليهم بعبارات من قبيل quot;حبات اللوزquot; وquot;كحل العيونquot; وأخرى تختلط فيها الغمزات بالتعاليق والبسمات، وسط أجواء مشحونة يزدريها المواطنون ويعتبرونها دلالة على انحراف عام.

عيد الحب 2009 : عفوا حبيبتي .. غزة أولى بثمن الهدية!

مشق - تعتزم مجموعة من quot;العشاقquot; السوريين والفلسطينيين تقديم الأموال التي كانت مخصصة لشراء هدية إلى أحبائهم بمناسبة quot;عيد الحبquot; الموافق يوم 14 من الشهر الحالي إلى ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة.

وقال quot;أحمدquot; الذي كان يعتزم أن يشتري هدية من محلات quot;صامدquot; في مخيم اليرموك للفلسطينيين جنوب دمشق : quot;ادخرت مبلغا متواضعا من مصروفي الشخصي لكي اشتري به هدية عيد الحب إلى مريم الفتاة التي أحبها وتبادلني الحب ، لكنني صارحتها بأنني أريد أن أقدم هذا المبلغ كمساعدة لأهالي غزة ، فوافقت مريم على الفور ، وقالت لي : أنا أيضا سأفعل مثلك ، دعنا نكتفي بالدفء العاطفي في ما بيننا هذا العيد ، على أن نهتم ببعضنا في المرات المقبلة ونتبادل الهدايا ، فأنت وأنا طلاب في المرحلة الثانوية من الدراسة وليس لدينا دخل كافquot;.

وكذلك فعلت جورجيت الشابة الجامعة التي تدرس في قسم اللغة العربية في إحدى الكليات السورية حيث قالت لوكالة الأنباء الألمانية : quot;لا اعرف , لقد خطرت لي الفكرة عندما كنت أتحدث أنا وزميلي الذي تربطني به علاقة عاطفية عن غزة فاقترحت على حبيبي الفكرة فأكد لي تجاوبه فوراquot;.

ويقول إلياس الذي تربطه علاقة عاطفية بجورجيت وهما سوريان : quot;أبسط شيء نفعله هو أن نقدم ثمن الوردة الحمراء للذين قدموا دما شديد الإحمرار ومعظمهم أبرياء , سنحتفل مع الأصدقاء على طريقتنا وليس بالضرورة أن يكون احتفال عيد الحب هذا العام صاخباquot;.

ومثل أحمد ومريم وجورجيت وإلياس هناك العديد من الشابات والشبان السوريين والفلسطينيين الذين بدأوا يقصدون الأسواق لاستكشاف الأسعار وأنواع البضائع الجديدة التي بدأت في الظهور بمناسبة عيد الحب الذي يصادف منتصف الشهر الجاري.

لكن سامر وهيام اللذين كانا يقصدان سوق الحمراء وسط دمشق أبديا تخوفا من الجهات التي تجمع تبرعات quot;بإسم أهالي غزةquot; ، وتساءلا : quot;هل ستعلن هذه الجهات عن أرقام التبرعات وبكل شفافية عبر وسائل الإعلام وضمن قيود مالية نظامية أم لا ؟quot;.

وعادة ما يصل سعر وردة القرنفل الواحدة ذات اللون الأحمر إلى حوالى 15 دولارا للواحدة منها في عيد الحب ، بينما لا يتجاوز سعرها في الأوقات العادية الدولار الواحد في أحسن الحالات.
في عيد الحب 2009 ..بياجيه تنثر قلوبا حول العالم

كل سنة وفي التوقيت نفسه تطرح دار بياجيه
Piaget مجموعة خاصة بعيد العشاق تحت عنوان quot;الحبquot;. وتتألف مجموعة عيد الحب لعام 2009 من سوار وقلادة وساعة سحرية. القلادة على شكل القلب باللون الوردي الفاتح مرصعة ب 46 حجرا من الألماس. تشكل هذه القلادة زوجا رائعا مع السوار بالذهب الأبيض المكون من 4 قلوب صغيرة باللونين الوردي الفاتح والأسود والمرصعة هي الأخرى بالألماس.

ساعة بياجيه السحرية تحمل أكثر كلمة تحتاج المرأة لسماعها وهي quot;أحبكquot; منقوشة بالألماس على شكل مغلف رسالة يفتح لتجد المرأة تحتها التوقيت الفعلي لتتذكر حبيبها كل دقيقة في النهار. فكرة رائعة وبالفعل واحدة من نوعها.

بالنهاية تذكري حسناؤنا أن أكثر ما يميز هذا اليوم هو ليس الهدية بل الطريقة التي يعبر بها زوجك عن حبه لك، فمهما كانت الهدية فالمهم أن تقبليها بكل حب وسعادة. واليك فقط هذه المجموعة الرائعة لعيد الحب من Piaget

سواق قطر تتوقع 7,4 مليون دولار إيـرادات لـ laquo;عيد الحبraquo;

الدوحة - قبيل موعد حلول quot;عيد الحبquot; أو quot;الفالنتاينquot; الذي يصادف اليوم السبت ، ازدادت حمى الاستعدادات لهذه المناسبة على مستوى الأسواق المحلية في قطر كما نشرت جريدة الدستور فالعديد من المراكز التجارية المشيدة على نمط مثيلاتها في دول الغرب والتي أخذت تغزو العاصمة الدوحة ، أخذت تعرض الأزهار ذات اللون الأحمر الداكن ، وهدايا أخرى تحمل شعار عيد الحب.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، حيث أعلنت فنادق كبرى في الدوحة إستعدادها لمناسبة عيد الحب ، فقد أعلن فندق الشيراتون عن تقديم مجموعة مميزة من العروض الخاصة بالعيد ، والتي تشمل أطباقا جديدة وفعاليات فريدة خاصة بالمناسبة.

وقال مسؤول في الفندق إن عروض الفالنتاين تشمل تسهيلات وخدمات مميزة لشخصين بأسعار مقبولة وتتناسب مع مختلف المستويات المادية.

ولكن وفي موازاة هذه الإستعدادات ، ينطلق سجال لا ينتهي بين أكثر من طرف في المجتمع القطري حول مشروعية وجدوى الإحتفال بهذه المناسبة التي ينظر اليها كثيرون على أنها دخيلة على المجتمعات العربية والإسلامية ولا تمت إلى التقاليد والعادات العربية بأي صلة من قريب أو بعيد.

العديد من المتاجر المعنية بالمناسبة في السوق القطرية بدأت مبكرا الإستعداد لها ، حيث يلاحظ قيامها بعرض مختلف أشكال الهدايا من أجل جذب الزبائن مع التركيز على اللون الأحمر الذي يميز عيد الحب.

ويقدر أحد تجار الهدايا في مركز تسوق في الدوحة حجم الإيرادات المتوقعة لعيد الحب على تجار قطر بنحو 27 مليون ريال ( 7,4 ملايين دولار).

وأكثر المستفيدين من هذه الإيرادات بحسب محمود بكاي وهو بائع هدايا وإكسسوارات في سيتي سنتر الدوحة ، هم تجار الورود والزهور كونها أكثر ملاءمة للمناسبة كأفضل هدية بين العشاق ، ثم المحال المتخصصة ببيع الهدايا والإكسسوارات والعطور وبطاقات المعايدة والذهب.

ولا يعتقد بكاي أن الأزمة المالية العالمية يمكن أن تؤثر سلبا على مشتريات quot;عيد الحبquot; ، لأنه يرى أن ما يربط العشاق في ما بينهم أكبر من كل شيء ، وأكبر من مجرد أزمة مالية،، وعلى الرغم من تحريم الإحتفال بعيد الحب من قبل كثير من علماء الدين ، كونه تقليدا غربيا لا يناسب بيئتنا الإسلامية وتقاليدنا العربية ، إلا أن هناك إقبالاً نسبيا من الجمهور على الإحتفال بالعيد ، ويتجلى ذلك بشكل واضح في الحلة الجديدة التي أخذت ترتديها مراكز التسوق والمجمعات التجارية ، أو من خلال الإقبال المتوقع على شراء الهدايا والورود.

ولا تعتقد شريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين في قطر أن هناك ضررا من الإحتفال بمناسبة مثل عيد الحب ، ولو أنه تقليد للغرب.

ومنذ عدة أيام ، باشرت إدارة الدعوة التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر عبر خدمة الدعوة للرسائل القصيرة التي يوفرها الموقع الإلكتروني للوزارة تنفيذ حملة توعوية للشباب بهدف تحذيرهم من مخالفات عيد الحب الذي يصادف في الرابع عشر من شهر شباط كل عام.

وجاء في الرسالة النصية : لنستبدل عيد الحب quot;المكذوبquot; الذي هو ليس من الدين في شيء بيوم نجدد فيه الإيمان بالله عزّ وجل ونتمسك فيه بسنة رسوله صلى الله عليه وسلّم.

ويبدو أن الأمر مختلف لدى بعض الشباب في قطر ، فعلى الرغم من وجود معارضة للاحتفال بهكذا مناسبات كونها لا تسمن ولا تغني من جوع ولا وجود لها في قاموس الأعياد العربية والإسلامية ، فإن مجموعة من الشباب تساءلت عن سر الضجة التي تثار بشأن الإحتفال بعيد الحب ، موضحين أن الأمر شخصي يتعلق بخيار شباب يرغبون في التعبير عن عواطفهم تجاه من يحبون ، وبالتالي ليس هناك من ضرر .

تقول حسينة علي صاحبة محل لبيع الزهور في الدوحة إن الشكل الطبيعي لعيد الحب هو عبارة عن ورود حمراء ، موضحة أن الطلب يتزايد كثيرا على هذه الورود من قبل الشباب ، وتضيف: عيد الحب فرصة لجميع الناس لصفاء قلوبهم ، فالحب لا ينحصر في حب الرجل لعشيقته أو حب المرأة لعشيقها ، إنما هناك مثلا حب الإبن لأمه وحب الأخت لأخيها والزوج لزوجته.

ووفقا لحسينة ، يقفز الطلب الكبير الذي يتخلل مناسبة عيد الحب بأسعار الوردة الواحدة بنسبة %100 ليبلغ 20 ريالا بدلا من 10 ريالات ، لافتة الى أن هذا الإرتفاع في الأسعار لم يكن ليحدث لولا الإقبال الكبير على الورود رمز الحب والعطاء.

حسينة قالت إنها إستوردت أكثر من 3 آلاف وردة خصيصا لمناسبة عيد الحب ، وقد تلجأ الى طلب المزيد من تلك الورود إذا ما شعرت أن هناك طلبا متزايدا.

وتعتقد حسينة أن الأمر الجيد في مناسبة عيد الحب بالنسبة إلى محال بيع الزهور ، أنه غير مرتبط بعمر أو جنسية معينة ، فجميع الناس يحتفلون به ومن كل الأعمال والفئات ، وكثيراً ما يقال إن هذا العيد يخص الأوروبيين والدول الغربية ، لكنني لا أعتقد أنه كذلك ، فالعيد للجميع ، لأنه مناسبة لكل إنسان لكي يظهر حبه لمن يحب.

وبالنسبة لـ أحمد حسن وهو طالب في جامعة قطر ، فإنه اعتاد ومع مجموعة من أصدقائه على الإحتفال بمناسبة عيد الحب ، ويقول إننا لا نرى وجود أي تعارض بين هذه المناسبة وبين الضوابط الشرعية ما دام الأمر يتعلق بالتعبير عن مشاعر صادقة لمن نحب.

لكن قاسم الموظف في إحدى شركات القطاع الخاص يحمل بشدة على مناسبة عيد الحب وكل المناسبات المماثلة وكل من يحتفلون بها ، لأنه يشجع على مظاهر دخيلة على المجتمعات العربية والإسلامية ، موضحا أن الحب بين الإنسان وعائلته ودينه يكون على مدار السنة وليس ليوم واحد فقط.

ويقول موقع الشبكة الإسلامية على الإنترنت في فتوى حول عيد الحب إن هذا العيد ليس من أعياد المسلمين ، بل هو عيد وثني ، وأنه لا يجوز تبعا لذلك أن يحتفل به ، أو تكون له مظاهر تدل عليه ، ولا يجوز بيع ما يكون وسيلة إلى إظهاره ، فإن فعل ذلك من التعاون على الإثم والعدوان ، ومن الرضا بالباطل وإقراره ، وهذا من الذنوب العظيمة ، فإن من أحب شيئا قلده ، ومن أحب شيئا أكثر من ذكره ، والواجب على المسلمين أن يمتازوا بدينهم ، وأن يعتزوا بشعائره ، فإن فيه غنى وكفاية لمن وفقه الله وعرف حدود ما أنزل على رسوله.

ويؤكد علماء دين أن الإحتفال بعيد الحب غير جائز شرعاً ، حيث يهدف هذا العيد إلى اشاعة الفاحشة في المجتمعات ، وحذروا من الإنجرار وراء حملات الدعاية التجارية التي تروج لهذا العيد ، مؤكدين أن الشباب هم قوة المجتمعات وعمادها.

المحال التجارية تغرق باللون الأحمر وتعرض هدايا من كل الأشكال والأنواع

عراقيون يستعدون للاحتفال بـquot;عيد الحبquot; في ظل استقرار أمني


بغداد- د ب أ

بدأت العراقية أسماء كوركيس (46عاما) بالتحضير مبكراً للاحتفال بعيد الحب، أو ما يعرف بـquot;الفالنتاين دايquot;، الذي يصادف غداً السبت 14-2-2009، رغم أن شعبية الاحتفال بهذا العيد تقتصر على المسيحيين بصورة عامة وبين أوساط محدودة من الشباب المسلمين، وخاصة من طلبة الجامعات.

وقالت كوركيس، وهي موظفة مسيحية تقطن في منزل في حي بغداد الجديدة: quot;سيكون العيد يوم السبت، وسيطغى اللون الأحمر على الديكور، في منظر يضفي نوعاً من البهجة والسعادة وإثارة المشاعر لمناسبة الفالنتاين دايquot;. وتضيف: quot;أنفقنا مبلغا كبيرا من المال لأجل الاحتفال بهذه المناسبة، وتهيئة الهدايا التي سنتبادلها بين أفراد العائلة وبعض الأصدقاء وشراء إكسسوارات ودمى ومواد زينة وبعض الأكواب باللون الأحمر وأشياء أخرىquot;.


وتعرض المجال التجارية في عدد من أحياء بغداد أنواعا مميزة من هدايا العيد، منها أنواع من الورود والدببة وبطاقات التهاني تحمل عبارات تدعو إلى الحب، ومجسمات لقلب الحب بأحجام وأنواع مختلفة وأنواع من المفروشات والأجراس والشموع وأقداح وأكواب وأوان منزلية باللون الأحمر, بينما عرضت محال بيع الأحذية والحقائب النسائية أنواعاً خاصة، باللون الأحمر الذي يتميز به الـquot;فالنتاين دايquot;.

ولا يحظى quot;عيد الحبquot; بمساحة واسعة من الاحتفال في العراق، ولم يسجل ضمن الأعياد والمناسبات التي تحتفل فيها الحكومة العراقية، لكونه بعيداً عن التقاليد الإسلامية. لكن، رغم ذلك، بدأ الاحتفال بهذا العيد يتخذ مدى أوسع، بعد الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين من قبل القوات الأميركية عام 2003. فأصبح احمرار واجهات بعض المحال التجارية من شدة المعروض من هدايا منظراً طبيعيًّا، وأصبح quot;العشاقquot; ينتظرون هذا اليوم، كما ينتظرون الأعياد المهمة مثل عيدي الأضحى والفطر والمناسبات الدينية الأخرى، وخاصة بين قطاع من الشباب وطلبة الجامعات الذين يحرصون على تبادل التهاني للمناسبة، بينما يقوم بعض الموظفين بالاحتفال به على نطاق ضيق، تطغى عليه حالة من المزاح فضلا عن بعض الأزواج من أجل تجديد الحب والغرام في ما بينهم.

وتقول كوركيس: quot;نحن بحاجة إلى مناسبات تبعث فينا روح العشق والغرام والحب والأمل بعد أن حرمنا منها طوال السنوات الماضية، وعشنا حالة من الفزع والرعب لم نتخيل في يوم من الأيام أن نصل إليهاquot;. وتضيف: quot;الفالنتاين داي، هو يوم سعيد وهو جزء من احتفالاتنا ويجب أن يبقى كذلك؛ لأن العالم لا يمكن أن يحيا ويتواصل من دون الحب الذي هو أسمى شيء في الوجودquot;.

ويُلاحظ أن غالبية أصحاب المحال التجارية التي تعرض هدايا العيد هم من المسلمين، وتغطي مساحات واسعة من المحال وبعضها تعرض في واجهة المحال وتشاهد من قبل المتبضعين، وهم يقتنون كلا بحسب طلبه.

ويشير أبو ميس (48عاما) الذي يملك محلًّا تجارياً إلى أن quot;هدايا عيد الحب تشهد رواجا هذا العام أكثر من العام الماضي، رغم انشغال عوائل المسلمين من الطائفة الشيعية في إحياء مأتم أربعينية الإمام الحسين التي ستصادف في 16 من الشهر الجاريquot;.

ويلفت إلى أن الغالبية العظمى من الزبائن quot;هم من العوائل المسيحية، وبعض الشباب والشابات المراهقين والعشاق وطلبة الجامعات، وأعداد غير قليلة من الشابات اللائي يرتدين الحجاب الإسلاميquot;.

ويشرح أبو ميس أنه quot;لا توجد محددات من الحكومة لمنع استيراد هدايا الفالنتاين، وبالتالي نحن نعمل على ضمان توفيرها للزبائن بأسعار معقولة، ومن مناشئ أجنبية، وخاصة الصين، لإضفاء روح البهجة والمرح quot;. ويمضي متسائلاً: quot;من ثم أيهما أجدى؛ أن تقدم هدايا فيها لمسات من الحب والغرام، أو أن تعرض ألعاب بنادق ومسدسات ومفرقعات تباع للأطفال بأسعار مرتفعة، وهي تشبه إلى حد كبير تلك التي يحملها الجندي الأميركي في تجواله في شوارع بغداد وتثير الفزع والهلع والخوف؟quot;. واعتبر أن quot;هدايا الفالنتاين فيها سحر وجمال وخيال ورومانسية وهي تحظى بإقبال شديد من فئات مختلفةquot;.

ويبدو أن الأجواء في البلاد أصبحت مهيأة للشباب والمراهقين للاحتفال علانية بعيد الحب، بعد اختفاء المسلحين الذين كانوا يضيقون الخناق على السكان، نتيجة إمساك القوى الأمنية العراقية بزمام الأمن في نحو 90% من بغداد. حتى إن الاستقرار الأمني دفع العديد من المرافق الترفيهية لإعادة فتح أبوابها في العاصمة العراقية، وأبرزها حديقة الزوراء، وهي أكبر حديقة للترفيه في بغداد.