تحدَّثت يسرا اللوزي عن أخر أعمالها الدراميَّة مسلسل quot;الجماعةquot;، وتكريمها في مهرجان quot;الإسكندريَّة السينمائي الدوليquot;، ومشاركة أفلامها في المهرجانات الدوليَّة.


القاهرة: صرَّحت الفنانة المصريَّة الشَّابَّة، يسرا اللوزي، بأنَّها اعتذرت عن مسلسل quot;الجماعةquot; عندما عرض عليها في البداية بسبب عدم رغبتها في خوض تجربة الدراما التليفزيونيَّة، مشيرةً إلى أنَّ الثورة الَّتي حدثت في الدراما خلال العاميين الماضيين، واستعمال العناصر السينمائيَّة في التعامل معها، هو الذي شجَّعها على خوض التجربة خلال العام الماضي والعام الحالي.

ورفضت يسرا اللوزي في حوارها مع quot;إيلافquot; فكرة تصنيف الأفلام إلى أفلام مهرجانات وأفلام جماهيريَّة، مؤكِّدةً أنَّ المنتجين هم السبب وراء عدم تحقيق هذه النوعيَّة من الأفلام الإيرادات المرجوة بسبب الدعايا السلبيَّة لها.

حدثينا عن مسلسل quot;الجماعةquot; الذي اشتركت فيه وعرض مؤخرًا ؟
هذا العمل تعود تفاصيله معي قبل عامين تقريبًا حيث عرض عليَّ من خلال شركة quot;غود نيوزquot; والَّتي كانت ستقوم بإنتاجه وكنت وقتها أرفض أنّْ أقدم عملاً تليفزيونيًّا واعتذرت عنه، وفي هذا الوقت حدثت حالة ركود في السينما وعرض عليَّ مسلسل خاص جدًّا مع الفنانة يسرا، وعندما درست الموضوع بطريقة متأنية وجدت أنَّ هناك انقلابًا في الدراما حيث أصبحت كل عناصرها سينمائيَّة لذلك وافقت على المسلسل وعرض العام الماضي، وبعد رمضان عرض عليَّ دور شيرين في quot;الجماعةquot; بعد أنّْ تغيَّرت شركة الإنتاج وعندما قرأت السيناريو أعجبت به ووافقت عليه وبدأت في البروفات الَّتي جمعتني في البداية مع المخرج، محمد ياسين، ثم بدأت تتسع لتشمل حسن الرداد، والفنان القدير عزت العلايلي.

ماذا عن استعداداتك للشخصيَّة؟
كانت جلسات العمل مع المخرج، محمد ياسين، جزء كبير منها وأيضًا ركَّزت في متابعة برامج التوك شو المسائيَّة لمعرفة تعامل المذيعات مع الكاميرا واقتباس الحركات اللازمة لهم في كل مرَّة حتَّى تبدو الشَّخصيَّة مقنعة خلال العمل.

كيف ترين تجربتك مع المخرج محمد ياسين؟
استمتعت بالعمل معه جدًّا لأنَّه واحد من المخرجين القلائل الذين يقومون خلال بروفات التَّحضير على الورق برسم المشهد وتخيله مع شرح طريقة تصويره، وهذا الأمر يساهم كثيرًا لدى بدء التصوير لأنَّ كل شيء يكون متفق عليه وهي نفس طريقة الَّتي يعمل بها يوسف شاهين وأسامة فوزي في الإخراج.

العمل تمت مهاجمته قبل أنّْ يبدأ عرضه كيف ترين هذا الهجوم؟
الهجوم على الأعمال أصبح موضةً هذه الأيام وكأنَّنا نسينا كل مشاكلنا وتفرَّغنا لمهاجمة الأعمال الدراميَّة لا أعرف كيف يمكن أنّْ تتم مهاجمة عمل قبل أنّْ يعرض .

هل صحيح أنَّ العمل كان من 30 حلقةً وتم اختصار حلقتين منه بسبب تعليمات أمنيَّة؟
بدايةً أحب أنّْ أوضح شيئًا هو أنني خلال شهر رمضان والعيد كنت خارج مصر ولم أتمكن من متابعة العمل حتَّى الآن لذلك انتظر أنّْ تتم إعادته على المحطات التليفزيونيَّة لمشاهدته، كما أنَّ هذا السؤال السيناريست، وحيد حامد، هو الأقدر على الإجابة عليه، لكن بالنسبة لي العمل كان مكتوبًا في 30 حلقةً لكن ربما خلال التَّصوير كانت مدَّة المشاهد في التنفيذ أقل من مدتها على الورق الأمر الذي تتطلب أن يتمَّ اختصار الحلقات إلى 28 وهذا أمر متعارف عليه بين صنَّاع الدراما لأنَّ ما هو مكتوب على الورق شيء ووقت التنفيذ تكون هناك متغيرات جديدة.

قلت في تصريحات سابقة لك أنَّ quot;الجماعةquot; عمل محايد لكن الكثيرين يرون غير ذلك؟
بحكم دراستي للتاريخ السياسي لا توجد حقيقة مطلقة في التاريخ، لكن هناك عمل متوازن لأنَّ كل عمل تتدخل فيه وجهة نظر المؤلف، فأي كتاب تاريخي تتدخل فيه أراء الكاتب لذلك أي كتابين عن حقبة تاريخيَّة معيَّنة يتناولون نفس الفترة الزمنيَّة ستجد بينهما اختلاف في عدَّة نقاط.

ماذا يمثل لك التكريم في مهرجان الإسكندريَّة السينمائي للعام الثالث على التوالي؟
أسعد دائمًا بهذا التكريم لأنني أصبحت متفائلةً جدًّا بهذا المهرجان الذي يشعرني بأنَّني أسير بخطوات ثابتة على الرغم من قلَّة الأعمال الَّتي أقدِّمها لإيماني بأنَّ العمل ليس بالكم ولكن بالكيف، وهذا العام كان التكريم مفاجأة لي لأنني لم أعرف أنَّه سيتم تكريمي إلاَّ قبل التكريم بعدَّة ساعات حيث كنت أحضر حفل الافتتاح لاستلام جائزة فيلم quot;هليوبوليسquot; بدلاً من المخرج الذي كان موجودًا خارج مصر وقتها.

دائمًا ما تشارك أفلامك في المهرجانات السينمائيَّة الدوليَّة كيف ترين هذا الأمر؟
اعتبر نفسي محظوظة في هذا الموضوع لأنَّ كل من فيلمي quot;هليوبوليسquot; وquot;ميكروفونquot; شاركوا في العديد من المهرجانات وحصدوا عدَّة جوائز وهذا شيء يسعدني لأنَّ هذه الأعمال يتم تقديرها بصورة جيِّدة تناسب الجهد والوقت المبذولين فيها حتَّى تخرج بصورتها النهائيَّة.

لكنك لا تشاركين في أفلام الإيرادات الَّتي يقبل عليها الجمهور في السينما؟
أنا ضد هذا التصنيفن وهذه الفلسفة لا بد أنّْ تتوقف عنها شركات الإنتاج والتوزيع السينمائي، لأنَّه لا يوجد شيء اسمه أفلام مهرجانات وأفلام إيرادات لأننا لو لم ننتج الأفلام بتعجل من أجل اللحاق بتوقيتات محدَّدة والاستهلاك السريع، فإنَّ كل فيلم يمكنه أنّْ يمثل مصر في المهرجانات السينمائيَّة.

لكن أفلام المهرجانات لا تحقِّق إيرادات مرتفعةً لدى طرحها تجاريًّا؟
يرجع ذلك إلى عدَّة عوامل منها الصورة السلبيَّة للجمهور قبل طرح هذه الأفلام فمثلاً عندما طرح كل من فيلمي quot;عصافير النيلquot; وquot;هليوبوليسquot; في دور العرض خلال شهر أبريل الماضي تمَّ تصنيفهم على أنَّهم أفلام مهرجانات وليس أفلام جمهور، ودائمًا ما يتم تصنيف الأفلام الَّتي يتمُّ طرحها في هذا التوقيت من كل عام على أنَّها أفلام مهرجانات، لذلك هناك صورة سلبيَّة يتم نشرها مسبقًا عن هذه الأعمال من الصحافة وبعض النُّقاد، الأمر الذي يساهم في تراجع الجمهور عن الدخول لمشاهدة هذه الأفلام، وهذا أيضًا ما حدث مع فيلم quot;بحب السيماquot; والذي قدَّمته الفنانة ليلى علوي، ومحمود حميدة، وعرض قبل عدَّة سنوات وقيل أنَّه فيلم مهرجانات الأمر الذي ساهم في تراجع الجمهور العادي عن مشاهدته، لكن أنظر الآن إلى حجم المشاهدة الَّتي يتمتع بها لدى عرضه على أيَّة قناة فضائيَّة وهذا مثال وهناك غيره الكثير.

شاركت في عدَّة أفلام للشباب مثل quot;بالألوان الطبيعيَّةquot; وquot;قبلات مسروقةquot; وغيرها، لكن هناك أزمة حالية في هذه النوعيَّة من الأفلام الَّتي لم ينجح منها سوى القليل يعد تجربة فيلم أوقات فراغ؟
هناك أزمة في النصوص السينمائيَّة وليس في أفلام الشباب وحدها، وإنَّما هي أزمة عامَّة في السيناريوهات وهذه المشكلة أصبحت واضحة للجميع إضافة إلى أنَّ المنتجين لا يقوموا بالإنفاق الجيِّد على هذه النوعية من الأفلام.

هل ترين أنَّ الفيلم الجيِّد يرتبط بمعدل تكلفته الإنتاجيَّة؟
علي العكس تمامًا ليس شرطًا لكن هناك أشياء تتحكَّم في ذلك فمثلاً إذا كان الفيلم يحتاج إلى مشاهد أكشن وغيرها فهو بحاجة إلى تكلفة عالية، أما إذا لم يكن يحتوي على هذه المشاهد فإنَّ الأمر لا يحتاج إلى ميزانية عالية فالموضوع هو البطل الرئيسي لتحديد هذه النقطة.

وجديدك؟
توجد عدَّة سيناريوهات لكني أفضل التركيز في السينما خلال الفترة القادمة.