أدَّت ظاهرة إدمان النجوم على ممارسة الجنس إلى إزدهار الصناعة الخاصَّة بمعالجتهم.


القاهرة: مع اتساع دائرة الفضائح الجنسيَّة الَّتي توَّرط بها خلال السنوات الأخيرة عدد كبير من المشاهير داخل الولايات المتَّحدة وخارجها، بدأت تتزايد المطالب بضرورة معالجة ظاهرة الإدمان الجنسي، على الرغم من عدم الإعتراف الرسمي بأنَّها تُمَثِّل اضطرابًا أو اعتلالاً جسديًّا، وفي الوقت الذي لم تُدرج فيه حتَّى الآن داخل إطار التنظيم الحكومي.

وأشارت في هذا السياق صحيفة quot;شيكاغو تريبيونquot; الأميركيَّة إلى أنَّ تزايد الفضائح المتعلِّقة بحياة النجوم الجنسيَّة قد أدَّى بشكل أو بآخر إلى ازدهار الصناعة الخاصَّة بمعالجتهم.

ودلَّلت على ذلك بالزيادة الَّتي طرأت خلال السنوات الأخيرة على أعداد الأطباء والاستشاريين المتخصصين في معالجة الإدمان الجنسي داخل الولايات المتَّحدة الأميركيَّة، بما يتماشى مع التفشي الواضح لتلك الظاهرة.

ومضت الصحيفة تقول في هذا الجانب إنَّ تلك الصناعة الربحيَّة تشهد الآن حالةً من الازدهار، وهو الأمر الذي يعود الفضل فيه بشكل كبير إلى لاعب الغولف الأميركي، تايغر وودز، وغيره من المشاهير، الذين ساهموا بزياراتهم العامَّة إلى مراكز إعادة التأهيل مؤخرًا، في تحويل الانتباه إلى مشكلة الإدمان الجنسي، والسعي لمعالجتها.

وتابعت الصحيفة حديثها في هذا السياق بالتأكيد على أنَّ ما يؤكِّد تزايد الطلب من جانب المشاهير للحصول على الخدمات المتعلِّقة بالمعالجة من الإدمان الجنسي هو القرار الذي اتخذه هذا الأسبوع مسؤولو إحدى الشَّركات المدعومة بالأسهم الخاصَّة والَّتي تقوم بإدارة مركز بروميسيز ماليبو العلاجي من الإدمان (المعروف عنه تعامله مع حفنة من أبرز نجوم هوليود)، وهو المتعلِّق بدخول سوق المعالجة من الإدمان الجنسي.

وأوضحت الصحيفة أنَّ تلك الشَّركة الكائنة في مدينة سيريتوس بولاية كاليفورنيا، تقوم الآن بشراء مركز علاجي يقع في الجزء الغربي من المدينة، كجزء من خطَّة ترمي من ورائها إلى التوسع على أنّْ تشتمل في نهاية المطاف على مرافق مترفة لاستضافة المرضى، مثل مركز بروميسيز لمعالجة مدمني الجنس الأثرياء، إضافة إلى تكوين شبكة وطنيَّة تعنى بتأهيل المرضى في غضون أسبوعين.

وفي الوقت الذي لم تُفصِح فيه الشَّركة عن القيمة الَّتي ستشتري بموجبها ذلك المركز الجديد، قال الرئيس التنفيذي، دافيد ساك، إنَّ الشَّركة تقوم باستثمارات ضخمة انطلاقًا من اعتقادها بأنَّ الإنترنت، الذي يُسهِّل الوصول إلى المواد الإباحيَّة والعلاقات المتبادلة العادية، قد تسبَّب في ظهور وباء إدمان الجنس غير المعالج داخل الولايات المتَّحدة، وأنَّ إقامة نجوم من أمثال تايغر وودز، والممثلين راسل براند، وديفيد دوشوفني، وغيرهم في مراكز تعنى بإعادة تأهيلهم من جديد قد أحاطت الجمهور علمًا بوجود برامج للعلاج من تلك المشكلة.

ورغمعدم اتضاح الرؤية بشأن عدد الأشخاص الذين يسعون إلى تلقي العلاج، إلاَّ أنَّ الصحيفة أشارت إلى أنَّ التوسع السريع لبرامج الإدمان الجنسي، يتم من دون تنظيم حكومي الموجود عادةً في البرامج العلاجيَّة الخاصَّة بالمخدَّرات والمواد الكحوليَّة.

كما أشارت الصحيفة إلى أنَّ وكالات الصحَّة العامَّة وشركات التأمين وغيرها من الشَّركات الَّتي تقوم بتجميع البيانات لأنواع أخرى من الطرق العلاجيَّة لا تقوم بمراقبة الإدمان الجنسي، لأنَّه غير مدرج في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقليَّة.

وفي السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن الدكتور، مارتن كافكا، الطبيب النفساني والعالم الرائد في بحوث السلوك الجنسي القهري، قوله quot;هناك خلافات حادَّة بين العلماء حول ما إذا كان للإنسان يصبح مدمنًا على الجنس بنفس الطريقة الَّتي يصبح من خلالها مدمنًا على المخدَّرات أو الكحول.

وبحسب تقديرات بعض المعنيين بتلك المشكلة، فإنَّ هناك نسبة تتراوح ما بين 3 إلى 5 % من الأميركيين من مدمني الجنس، في الوقت الذي يشير فيه آخرون إلى أنَّ تلك النسبة قد تكون أكبر من ذلك.

وقد اعترف الأطباء المعالجون لمثل هذه الحالات بأنَّ التهديد بانهيار العلاقة الزوجيَّة، أو فقدان الوظيفة، أو التعرض لأزمة صحيَّة هي جميعها أسباب تستدعي بصورة طبيعيَّة البدء في مباشرة العلاج، لكنهم أشاروا إلى أنَّ الشخص الذي يدخل في علاقة أو اثنين لن يتم تشخيص حالته على أنَّه مدمن للجنس مطلقًا.

ثم ختمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على حقيقة اتساع نطاق المعالجة من الإدمان الجنسي، على الرغم من الكلفة الَّتي قد تتزايد بصورة سريعة وتصل إلى عشرات الآلاف من الدولارات.
وقالت إنَّ تكلفة علاج مقدِّم البرامج الأميركي، جيسي جيمس، طليق الممثلة ساندرا بولوك، على سبيل المثال، في أحد مراكز التأهيل من إدمان المخدرات والجنس وغيرها من الأمور بولاية أريزونا قد بلغت 40 ألف دولار شهريًّا.