نهى احمد من سان خوسيه: اكدت معظم الدراسات ان تزايد عدد نسبة المصابين بمرض السكري بين سكان اميركا اللاتينية له اسباب عديدة منها الوراثية لكن ايضا نمط الحياة الجديدة والاكل السريع وقلة الحركة والاجهاد النفسي، اضافة الى تلوث البيئة الذي يساعد على اصابة الانسان بالامراض كثيرة ومنها السكري.

ولقد دفع زيادة نسبة الاصابات بالسكري منظمة بلدان اميركا الى اصدار كتيب مهم وزع على بلدانها العضوة يشرح بشكل مبسط يمكن لتلاميذ المدراس كما الاشخاص ذوي المستوى التعليمي البسيط فهمه. حيث يتحدث عن مخاطر مرض السكري منها فقدان البصر اذا ما ارتفع بشكل كبير واصبح مزمنا. ويوزع هذا الكتيب حاليا على تلاميذ المدارس بدء من الصفوف التكميلية والثانوية بهدف التوعية من هذا المرض الذي لم تعد الاصابة به محصورة بالكبار بل بصغار السن ايضا.

ويشرح الكتيب اولا مرض السكري بالقول انه حالة مزمنة تنتج في اغلب الاحيان عن عوامل وراثية او مكتسبة وتحدث عندما لا يعد البنكرياس يفرز الكمية الطبيعية والكافية من الانسولين لتلبية حاجة الجسم او عندما لا يستطيع الجسم الاستفادة الكاملة من الانسولين الذي يفرز، فيسسب ما يسمى بتراكم السكر في الدم ومع الوقت يؤدي الى تلف اعضاء متعددة من الجسم وبالاخص الاوعية الدموية والاعصاب.

ومرض السكري نوعان الاول يحدث عندما يفشل البنكرياس في انتاج الانسولين ويصيب هذا النوع الاطفال واليافعين بنسبة قليلة بينما بحدث النوع الثاني عندما لا يستطيع الجسم ان ينتج كمية كافية من الانسولين، وهذا النوع اكثر انتشار.
واحيانا يظل البعض جاهلا باصابته بالسكري لذا اشار الكتيب الى بعض الاعراض منها اكثار المريض من التبول وشدة العطش ونقص الوزن والشعور بالتعب بسرعة، لذا فان ظهور هذا العوارض يستدعي زيارة الطبيب واجراء فحص مخبري للدم مع مراعاة عدم تناول اي حلوى او سكر قبل الفحص لمدة لا تقل عن العشر ساعات لذا يفضل اجراء الفحص عند الصباح وعلى الريق.

ومن المضاعفات التي يسببها الاهمال في معالجة مرض السكري واثبت ذلك علميا فقدان البصر وتكون بنسبة 2 في المئة ونفس النسبة كما فشل الكلى والنوبات القلبية بنسبة 75 في المائة( خاصة اذا كان المصاب يدخن كثيرا ويعاني من ارتفاع الكولسترول) واعتلال الاعصاب وتموّت الاطراف ويؤدي ذلك الى فقدان الاحساس والقصور الجنسي.

ويشير الكتيب الى ان الحمية الغذائية هي افضل العلاجات لمرض السكري مثل الالتزام بنظام غذائي محدد مدى الحياة وليس عند تردي الحالة الصحية فحسب. ومن الافضل توزيع كمية الطعام اليومي على ثلاث وجباب من وجبتين صغيرتين بينها تكون خالية من السكر والدهون بشكل عام. اضافة الى تجنب المواد الغذائية التي تدعي المصانع بانها انتجت خصيصا لمرضى السكري لانها لا تخلو من الضرر.
وينصح الكتيب الاكثار من الخضار مثل الجزر البصل والثوم والبندورة والخيار والكوسا. والفاكهة مثل التفاح والاجاص والشاي والقهوة بدون سكر. اضافة الى السكر القليل الدسم واللحم قليل الدهن والدجاج والسمك الابيض وزيت الذرة وزيت عباد الشمس و زيت الزيتون( رغم ارتفاع سعره في اميريكا اللاتينية).
لكن يجب تفادي الاكثار من تناول المواد التي فيها نشويات كالخبر الابيض والبطاطا والذرة والمعكرونة، وعلى الذين يحقنون بالانسولين اخذ وجبة خفيفة من النشويات ( قطعة خبر ابيض صغيرة) قبل النوم.

ويضيف الكتيب الى نصائحه نصيحة مهمة وهي وجوب ممارسة مرضى السكري للرياضة بشكل منتظم ولمدة نصف ساعة على الاقل يوميا بمعدل ثلاث مرات اسبوعيا او اكثر لانها تحرق السكر في الدم او تقلل من نسبته، منها المشي السريع( يستثنى من ذلك مرضى القلب) وهذا يؤدي الى التعرق وزيادة ضربات القلب وحرق السكر.
واضافة الى اتباع النصائح الطبية لكيفية تناول الانسولين، يجب العناية بالجسد بشكل كبير، منها تنظيف القدمين بالماء الدافئ والصابون يوميا وتنشيف بين الاصابع وبدون فرك. وفحص ما بين اصابع القدمين يوميا لتأكد من عدم وجود بثور او تغيير في لون القدمين. وابلاغ الطبيب بسرعة في حال تغير لون اي جزء من القدم او وجود ورم او انتفاح او تقرح او الشعور بالام فيها .
يستحسن تقليم اظافر القدمين بعد الاستحمام او نقها في الماء الدافئ ويجب عدم تقصير الاظافر كثيرا وقصها بشكل مستقيم مع تجنب ترك حواف حادة. وفي الشتاء عدم تعريض القدمين للحرارة مباشرة من المدفاة او اكياس ماء ساخنة او ماء شديد الحرارة بل بدلا من ذلك لبس جوارب صوفية.

تجنب المشي حافي القدمين وعدم ارتداء احذية ضيقة تحبس الدم في القدمين، وتفادي انتعال احذية مفتوحة مثل الصندل، وعدم الاغتسال بالماء الساخن.

لكن يمكن حدوث انخفاض في نسبة السكر وذلك عندما وجود كمية كبيرة من الانسولين والقليل من السكر في الجسم، وسبب ذلك هو غالبا عدم تناول وجبات الطعام بشكل منتظم او تناول جرعة كبيرة من الانسولين او اخذها في موعد غير مناسب او القيام بمجهود جسدي وذهني كبير. ومن اهم عوارض ذلك اصابة المريض بالارتعاش والتعرق او تسارع ضربات القلب والجوع.

واذا ما استمر الوضع فقد يحدث تشوش في الرؤية وصعوبة في التركيز والعدوانية مقابل الغير او الاغماء، لذا يجب تناول شراب يحتوي على السكر، او قطعة من الخبز وكوبا مع الحليب، واذا ما ساءت حالة المريض وهو خارج المنزل وبدء يشعر بانه سوف يفقد الوعي عليه اخراج بطاقة السكري والامساك بها على نحو يساعد من ياتي لنجدته ان يعلم وضعه الصحي ويسرع في احضار سيارة الاسعاف.
وارتفاع السكر بشكل مفاجئ من الحالات القليلة لكنها تحدث لدى صغار السن ويكون سببها عدم تناول الانسولين بشكل كاف او الافراط في تناول الطعام ولاسيما الحلويات والاجهاد الجسدي والضغوط النفسية وعدم القيام بنشاط جسدي كاف ووجود امراض مشاركة سواء كانت ظاهرة او غير مشخصة كالالتهابات والامراض القلبية. ومن اهم عوارض ارتفاع السكر بشكل مفاجئ الام في البطن والنعاس والدوار وربما الاغماء ورائحة في البول تشبه رائحة الخل والعطش الشديد.