موقع محمية وادي الجمال وايوائها لانواع نادرة من الحيوانات منحها منزلة خاصة لدى أصدقاء البيئة من داخل وخارج مصر.


فتحي الشيخ من القاهرة: قديما أطلق عليه المصريون القدماء أسم quot; تاست نفروquot; التي تعنى مكان الجمال وهو الأسم الذى شاع بسبب وقوعها على أقدم الطرق التجارية بين مصر والسودان وأفريقيا وهو درب الأربعين حيث تشاهد قوافل الجمال كثيرا فيه،أسباب كثير دعت الحكومة المصرية لاعلان quot;وادي الجمالquot; محمية طبيعية، وأن تكون أحد أهم أماكن السياحة البيئية في مصر، ساعد على ذلك،وجود العديد من انواع الحيوانات المهددة بالانقراض مثل الغزلان والتيتل وبعض انواع اسماك القرش وعروس البحر والدلافين والسلحفاء الخضراء،كما تستضيف الشعاب المرجانية الرائعة أكبر تنوع في الحياة البحرية على ساحل البحر الأحمر، وتضم المحمية مجموعة من الجزر تأوي مجموعات مهمة من الطيور المتكاثرة حيث يعيش في وادي الجمال 10% من مجموع صقر الغروب بالعالم بالاضافة إلى آثار قلاع وابراج حربية قديمة.

زادت أهمية المحمية الفترة الأخيرة كما يؤكد الدكتور محمود حنفي مستشار محافظة البحر الاحمر لقطاع المحميات، وهو ما يفسره حنفي بقوله محمية وادي الجمال تقع على مساحة شاسعة تصل إلى 7450 كم مربع من البر والبحر، حيث تغطي المحمية 60 كم من ساحل البحر الأحمر، وتشمل جرز وادى الجمال والشعاب المرجانية (وقيعان البحر المغطاة، وكذلك بها مجموعة من الجبال العالية مثل جبل حماطة ( 1977 مترًا ) حيث يعيش التيتل والغزلان، وتعتبر هذه المنطقة من أغنى المناطق من ناحية الغطاء النباتي في الصحراء الشرقية ويشير حنفي إلى أن أحد الدراسات الحديثة عن المحمية، جاء بها، زيادة عددصقر الفروب إليrlm;340rlm; صقر نادر،في وادي الجمال،وجنوب حماطة وهو العدد الذي وضع المحميةكثالث مكان في العالم يحتوي على هذا النوع من الصقور،rlm; كما ازدادت نوعية الغزلان المصرية بتلك المنطقة بعد أن تم رصدrlm;250rlm; غزالا وسجل حيوان عروس البحر فيrlm;35rlm; موقفا علي امتداد شاطيء البحر الأحمر وأكثر منrlm;30rlm; سمكة قرش الحوت النادر بمياه المنطقة أيضاrlm;،rlm; وما بينrlm;50rlm; إليrlm;80rlm; درفيلا دوارا.

كل هذه الأسباب جعلت المنطقة تلقي رواجا شديدا من رواد السياحة البيئية كما يؤكد وليد رمضان رئيس جمعية رواد الصحراء ومدير معسكر الخيام المسمي بـ laquo;الفسطاطraquo; الموجود بالمحمية، ويضيف رمضان: أن المحمية يزيد عدد زوارها كل عام عن السابق له، وخاصة من المانيا والدول الاسكندنافية،معظمهم من الأشخاص الباحثين عن الهدوء والطبيعية، ومن المهتمين بالبيئة،و الذين يطلبون الراحة النفسية.

ويصف رمضان برنامج زوار المحمية قائلا: تنظم برامج مختلفة بحسب طلب الزائر، فهناك رحلة تستغرق يوم واحد، وأيضا هناك رحلة قد يمتد برنامجها ليصل إلى 17 يوماً، يمضي فيها السائح طوال وقته بين أحضان الصحراء والمحميات الطبيعيةraquo;.

وتابع نبدأ من مدخل الوادي، وتكون في الغالب على الجمال وتستمر الرحلة حتى الوصول إلى النيل ليركب الزائر السفن الشراعية التقليدية بعد ذلك ليذهب بها إلى أسوان، ويشاهد الزائر اثناء الرحلة العديد من الحيوانات كالغزال المصري (دوركس)، والطيور مختلفة الأنواع، منها المقيم ومنها المهاجر، إضافة إلى أنواع لا تعد من الزواحف، فضلاً عن مرورهم على معبد وادي سكيت وهو احد المعابد الفرعونية حيث من المعروف ان هذه المنطقة كانت إلى جانب إنها في طريق تجاري قديم كانت أرض مناجم في الدولة المصرية القديمة ويشهد على ذلك بقايا المباني القديمة الموجودة وخاصة الرومانية منها، ويضيف رمضان جزء مهم من الرحلة عندما يتم إستضافة أفراد الرحلة بواسطة أهل المنطقة من بدو العبابدة والذين يحتفظ الكثير منهم بطريقة الحياة البدوية الخاصة بهم.

رينهاردي ستراك 32 سنة الماني الجنسية وأحد زوار المحمية يصف رحلتها فيها بالرائعة في محمية وادي الجمال، قائلا:لي صديق نصحي بها بعد أن قام بها العام الماضي،الصحراء هي دعوة للتأمل والصفاء،ويضيف لقد سعدت مع أصدقائي عندما شاهدنا السلاحف الصغيرة على شاطيء البحر وكذلك لا أنسي طعم القهوة التي تذوقتها في ضيافة البدو الافارقة، وخبزهم المصنوع في نار القهوة،ولا شك ان ركوب الجمال في الرحلة كان صعب بعض الشيء ولكنه كان تجربة جديدة مميزة.

يري محمود حنفي ان عدد زوار المحمية سوف يزيد بشكل كبير في الفترة القادمة،وذلك حيث يزداد عدد الحيوانات المهددة بالانقراض في المحمية،وهذا له اثره الطيب على شهرة المحمية، وكذلك لان المحمية بها مناطق رائعة للشعاب المجانية مما سيجعلها منطقة جذب لمحبي الغوص والاستمتاع بالشعاب المرجانية، بالاضافة إلى تميز المنطقة تاريخيا بوجود العديد من الآثار القديمة.