التراجع الحاد والملحوظ لعدد الفراشات في بلدان بأميريكا اللاتينية خلال السنوات القليلة الماضية اثار قلق العلماء وحماة البيئة وبالأخص في المكسيك.


نهى أحمد من سان خوسيه: حسب دراسات وضعت اتضح بان هذا الكائن الجميل والذي هو جزء من دورة حياة طويلة للشرنقة اصبح قليل الوجود خاصة في منطقة ماريبوسا التي تحولت منذ فترة الى محمية من اجل الحفاظ على النباتات وكل الكائنات التي تعيش فيها.

وقال روناندو كارو مدير منطقة ماريبوسا تم احصاء تقريبي للفراشات الموجود في المنطقة ما بين عامي 2009 و2010 فاتضح ان عددها تراجع الى ادني مستوى سجل خلال السنوات ال17 الماضية، واحد الاسباب لهذا الظاهر هو التلوث البيئي والتحولات المناخية، ومن اهم انواع الفراشات التي تراجع عددها هي ذات اللون الاصفر الجميل بكل احجامها.

وتمضي الفراشات عادة الصيف في كندا والولايات المتحدة والشتاء في المكسيك، ولكي تتمكن من الوصول الى المكسيك عليها قطع مسافة 5500 كلمتر بمساعدة جناحين يصل طولهما في حالة الطيران الى تسعة سنتم. وعند وصولها الى الهدف تكون ضعيفة لذا فيه بحاجة الى ملجأ سريع يضمن ايضا حياتها وغذاءها، ولقد تعرضت الاماكن التي تلجأ اليها للخطر بسبب موجة قطع الاشجار بشكل غير شرعي في الغابات المكسيكية.

وفي هذا الصدد اشار تقرير لمنظمة حماية الحيوانات وولد وايدلايف فوند الاميريكية الى ان قطع الاشجار في محمية ماريبوسا تراجع بشكل واضح الا ان ذلك لم يساهم في ارتفاع عدد الفراشات، كما تعتقد ان نسبة نقصانها تصل حاليا الى 75 في المائة تقريبا مقارنة مع قبل عشرة اعوام، وقطع الاشجار قلص عدد الملاجئ المتوفر لها في الطبيعة ما سبب في موت اعداد كبيرة منها.

الا ان هذه المنظمة تعيد اسباب تقلص عدد الفراشات في هذه المحمية ومحميات اخرى في المكسيك والبلدان المجاورة لها الى الكوارث الطبيعية التي حدثت، مثل الانزلاقات الارضية والجفاف المتأخر في الولايات المتحدة وكندا عام 2008، فتراجع عدد الشرنقات التي فقصت بسبب الجفاف احد المسببات في وصول اعداد قليلة من الفراشات الى المكسيك، يضاف الى ذلك وبالدرجة الاولى وهو مسبب معروف، استخدام مبيدات الحشرات الكيميائية في المزراع الاميركية.

واضافة الى مناطق مكسيكية التي اصبحت معلما سياحيا في هذا البلد ياتي اليها السياح لمشاهدة الفراشات المختلفة الانواع والالوان، هناك غابات في كوستاريكا تعد ملجأ مهما للفراشات ومركزا لاجراء دراسات علمية، حيث يقدر عدد انواعها بحوالي 1400 نوع، كما تحولت مناطق تواجدها الى منتجعات سياحية، لذا تريد الحكومة الكوستاريكية حماية هذه الثروة الطبيعية بكل الوسائل منها تحويل بعضها الى محميات اذا ما اقتضى الامر ذلك.