أثبتت التجارب أنّ المصابين بالصداع أو داء الشقيقة عليهم أن يجدوا العلاج بأنفسهم، وذلك لأنه لا يمكن تشخيصه بشكل مناسب بحسب ما يفيدنا الأطباء والباحثون.


لؤي محمد: قد يكون مرض الشقيقة واحدًا من التجارب الأكثر ايلامًا والتي تصاحب الانسان مثل آلام الأسنان والولادة لكن على العكس منهما، فإن الشقيقة لا يمكن علاجها بوساطة تدخل جراحي مثلهما.

فأولئك الذين يعانون منها غالبًا ما يحاولون عدة أنواع من المسكنات قبل أن يعثروا على دواء فاعل. والاكثر من ذلك فإن الصداع لا يمكن تشخيصه بشكل مناسب حسبما يقول بعض الأطباء والباحثين.

ويعود الطابع المحير للشقيقة هو أنها ليست مجرد صداع رديء، فهي متأتية من خلل وراثي يصيب 36 مليون أميركي، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، وتبرز ضمن مجموعة أعراض مصاحبة لآلام الصداع مثل الدوار والاضطرابات البصرية والخدر والغثيان.

وتشابه أعراض مرض الشقيقة بعض الاختلالات المرضية الاخرى مثل صداع الجيوب الأنفية والصرع ومشاكل العين بل وحتى الجلطات الدماغية وما يزيد الأمور تعقيدًا هو أن المعانين منه يختلفون عن بعضهم البعض في طرائق العلاج.

وقال الدكتور جويل سابير مدير quot;معهد الصداع والأعصابquot; في ولاية مشيغان إن quot;ما قد يبدو دواء معجزة لشخص ما يكون لا شيء بالنسبة لآخر، إذ لا يبدو أن هناك علاجًا فاعلاً شاملاً لهquot;.

واضاف الدكتور سابير لمراسل صحيفة نيويورك تايمز أن عدم علاج الصداع يؤدي إلى جعلك أكثر عرضة للألم. من جانب آخر، فإنك إذا أخذت مسكنات للصداع يومين أو ثلاثة في الأسبوع لأشهر فإنك قد تجعل حالتك أسوأ. إذ أنك قد تبدأ بمعاناة الصداع الناجم عن أخذ عقاقير أكثر من اللازم. ويرى الخبراء أن الألم والأدوية المعالجة له قادرة على تغيير تركيبة الدماغ البيولوجية.

لذلك فإنه في حالة إصابتك بصداع مزمن عليك أن تزور طبيبًا اخصائيًّا بالأعصاب وخبيرًا بمعالجة أنواع الصداع. وقبل أن تأخذ موعدًا عليك أن تسأل عبر الهاتف عدة أسئلة حول الخبرة التي يمتلكها الطبيب في مجال معالجة انواع الصداع واسأل عن مدة فحص الطبيب لك. وقال الدكتور ديفيد دوديك طبيب الأعصاب من quot;مايو كلينيكquot; في أريزونا إن quot;طبيبا جيدًا سيصرف ما لا يقل عن ساعة معكquot;.

وفي زيارتك الأولى سيتأكد الطبيب من أن صداعك غير ناجم عن أمراض أخرى مثل وجود نمو في الدماغ.

ستكون استراتيجيات العلاج مختلفة فالأطباء قد يصفون واحدًا من أدوية quot;التريبتانquot; فهناك سبعة أنواع منها. وهذا النوع من العقاقير فعال لكن من لا يستجيب له عقاقير أخرى مثل quot;دي أتش إيquot; حسبما قال الدكتور سابير. ولعل طبيبك يصف لك بعض العلاجات النباتية مثل فيتامين بي 2 أو المغنيسيوم أو أعشاب تباع تحت اسم بيتادوليكس والتي يقول الاختصاصيون عنها إنها تساعد على تخفيض كثافة صداعك ومدى تكراره.

كذلك فإن المصابين بالشقيقة يتوارثون الحساسية الزائدة تجاه الأحداث العاطفية والفيزيائية مثل التوتر والضجيج وبعض أنواع الأطعمة بل وحتى الطقس السيئ. فتعلم كيفية تشخيص الظروف التي تطلق الصداع هو مهم جدا لإدارة مرض الشقيقة. فمعرفة الأسباب المطلقة للصداع تساعد على تجنبها وبالتالي تجنب الإصابة به.

كذلك يتميز مرض الشقيقة بعدم الاستجابة الجيدة لأي تغير. لذلك فإن إبقاء نمط وعادات الشخص المتوقعة يساعد من تقليص حالات التعرض لهجمات الصداع. ففقدان القدرة على النوم أو وجود برامج عمل مكثفة أو الكثير من الأسفار الجوية هي مؤثرة سلبًا على الجميع لكن تأثيرها مضاعف على المصابين بالشقيقة