طلال سلامة من برن (سويسرا): تعتبر العقيدات الدرقية انتفاخات صغيرة، تتطور داخل الغدة الدرقية. يوجد نوعان من هذه الانتفاخات أبرزها تضخم الغدة الدرقية، متعدد العقيدات، ما يعني أن الغدة تحوي العديد من الكتل أو العقيدات التي يمكن تشخيصها وجسها عند الكشف السريري. في الوقت الحاضر، تتفشى المشاكل الناجمة عن هذه العقيدات، في الدول الصناعية. بين هذه المشاكل نجد توسع قطر هذه العقيدات من مليمترات قليلة فقط الى أكثر من 10 مليمتراً! علاوة على ذلك، من الممكن أن ينخفض صوت المريض، فجأة، ليضحي غير مسموع، من دون التعرض لصفقة هواء. انها حالة نادرة قد تحصل مرة أم اثنين، في العام، من دون أن يُصاب المريض بتداعيات ذات صلة وصل بالأنفلونزا الموسمية. في الحقيقة، تحوم الأسئلة الهامة اليوم حول السبب الذي يدفع العقيدات الى تغيير شكلها وحجمها وما هي العلاقة بين انخفاض أم اختفاء الصوت والاصابة بانتفاخ العقيدات الدرقية.

في سياق متصل، يفيدنا الباحثون في جامعة جنيف أن العقيدات الدرقية حالة مشتركة للغاية بعاني منها آلاف الأشخاص، حول العالم، من دون أن يعرفوا بالتحديد ما يجري معهم، صحياً. ومن الممكن التعايش مع هذه الحالة المرضية، بهدوء، دوماً، من دون المعاناة من عوارضها. من جانب آخر، ثمة سلسلة من المتغيرات، كما زيادة حجم هذه العقيدات وما مدى تأثير انتفاخها على أعضاء وأنسجة، قريبة منها بالجسم، قادرة على تسبيب ازعاج أم خلل أثناء عملية البلع أم النطق. في حال كان هذا الخلل مصدره الغدة الدرقية فانه يتكرر بصورة ثابتة، غير متقطعة. بيد أن هذا الخلل يتقلص تدريجياً، لغاية الاختفاء، لدى تعاطي المريض دواء quot;ال ثيروكسينquot; (L-thyroxin) في حال كان حجم هذه العقيدات صغير. والا ينبغي على الطبيب استئصال الغدة الدرقية بأكملها!

في أي حال، فانه من الأنسب اجراء تقويم طبي متخصص متكامل قبل الجزم بأن مشاكل الازعاج في البلع واختفاء الصوت المفاجيء مصدرها الغدة الدرقية. فهذه العوارض قد تشتق من حالات مرضية أخرى، لا علاقة لها بتاتاً بالغدة الدرقية!