تصرّ الكثير من النساء في الأردن، اللواتي يلهثن نحو النحافة والرشاقة بأسلوب سهل، على تناول أدوية التنحيف، على الرغم من التحذيرات حول إمكانيّة تسبّبها بالعقم احيانًا، فيما بعضها قد يؤدي إلى صعوبة في النوم والعصبية والاسهال والانتفاخ وآلام في الرأس والبطن والتقيّؤ والاكتئاب.

عمان: في الوقت الذي يحذّر اطباء مختصون من ادوية التنحيف التي باتت منتشرة في الاسواق الاردنية وتباع في الصيدليات و اندية الرياضة وصولا الى صالونات التجميل، ورغم خطورة اثارها الجانبية على جسم المراة، وسحب بعضها من الاسواق المحلية، تصر الكثير من النساء اللواتي يلهثن نحو النحافة والرشاقة بأسلوب سهل بتناول هذه الحبوب والخلطات.

خطورة هذه الادوية تكمن في اثارها الجانبية والتي تتمثل بحدوث الامساك والعصبية وتزايد السعال والتهاب الحلق وألم في المفاصل ودوار وتسارع وعدم انتظام في دقات القلب، فيما بعضها قد يؤدي الى صعوبة في النوم والعصبية والاسهال والانتفاخ وآلام في الرأس والبطن والاستفراغ والاكتئاب.

مبررات اللجوء اليها نسائيًا وفق ما قالت العديد من النساء لـquot;ايلافquot; انها تقلل الوزن وتعمل على حرق الدهون وإقفال الشهيةquot;. وكما انها من خلال تناول حبة واحدة يوميًا لمدة شهر نفقد مابين 5الى7 كليوغرامات.

واللافت ان معظم النساء اللواتي يتناولن هذه الحبوب هن من العاملات في الوظائف حيث ليس لديهن الوقت الكافي لممارسة الرياضة وتناول وجبات غذائية صحية ضمن مواعيد محددة وفق سحر محمود.

الاردن كغيره من الدول سمح بدخول الكثير من ادوية التنحيف او بما يسمي مكملات غذائية وكريمات تنحيف بعضها مسجل ومرّخص قانونيا، لكن يوجد انواع مهربة تدخل الى البلاد بطرق غير مشروعة، ورغم انتشارها وتناولها واثارها السلبية على صحة النساء تغيب الدراسات العلمية الحقيقة حول هذا الموضوع.

من جانبه، يعلّق استشاري النسائية والتوليد الدكتور جهاد سمور لـquot;ايلافquot; على ادوية التنحيف قائلا ان تركيبة هذه الادوية رغم احتوائها على اعشاب يضاف اليها بعض العناصر والمواد الخاصة لكنها واقعيًا تبين ان آثارها السلبية تتلخص بانها تحدث خلل في الجهاز العصبي، واذ تم تناولها من قبل الفتيات قبل الزواج فانها تساعد في تأخير الحمل لان بعض مركبات هذه الادوية تخل بوظيفة المبيضين، وفي بعض الحالات اذ يتم تناولها بكميات كبيرة وبشكل مستمر تحدث عقمًا. مضيفًا ان quot;كل الدراسات اثبتت ان نظام الحمية او الريجيم وادوية التنحيف تسبب اخلال في الحمل وقد تصل الى حدوث تشوهات في الطفل خصوصًا اذ استمرت الام بتناول هذه المادة بعد حدوث الحمل.

ومن اضرارها كذلك وفق الدراسات انها تسبب سرطانات الثدي، والامراض النسائية والالتهابات خصوصًا ان بعض الخلطات تحتوي على مواد مسرطنة. ينصح الدكتور سمور الابتعاد عن تناول هذه الادوية لان اضرارها لاحقًا اكثر من فائدتها في فقدان لبعض كليوغرامات لان الجسم بحاجة الى كافة العناصر الغذائية من الفتيامنيات والمعادن.

احدى العاملات في محل مستحضرات التنحيف الدكتورة عبير تقول ان خلطات التنحيف تشهد اقبالا لافًتا من النساء خصوصاً وأن مكونات هذه الخلطات هي عبارة عن اعشاب طبية، ومواد طبيعية مثل الاناناس لانه يساعد على حرق الدهون.

وبحسب ما تذكر ان تلك الخلطات تخفض الوزن، لكن تؤكد الدكتورة ان على النساء التقليل من تناول الطعام وتنظيم الوجبات لان معظم الانواع المنتشرة في الاسواق هي علامات تجارية للتسويق وتدخل من باب الاعلان التجاري.

وتحدثت عن ضرورة وعي النساء لان هذه الخلطات والادوية ما هي الا مكملات غذائية يساعد البعض منها في تخفيف الوزن، لانها في الوقت ذاته تعترف ان بعض الادوية تحدث اضرارًا في الجسم خصوصًا للنساء اللواتي لديهن مشاكل في الضغط والسكري والقلب فيجب ان يتم تناولها باستشارة طبية.

فيما ترى الصيدلانية كريس انطوان ان اقبال النساء على تناول انواع الادوية المختلفة وذات الماركات التجارية المختلفة تندرج من مبرر سهولة تناولها، وكعامل مساعد لاغلاق الشهية لكنها تضيف هذا شعور موقت لانه بمجرد الانقطاع عن تناول الدواء يعود الجسم الى وزنه السابق.

وتتابع انه طبيًا يجوز بيعها في الصيدليات خصوصًا ان الانواع المتوفرة لدينا مرخصة ومسجّلة قانونيًا في مؤسسة الغذاء والدواء، ومراقبة رسميًا ومسموح بها. وتستدرك انه منذ فترة سحبت مؤسسة الغذاء والدواء احد انواع ادوية التنحيف( ردكتيل ) بسبب تاثيرته الجانبية على القلب والاوعية القلبية.

ووفق الدكتورة كريس ان معظم هذه المواد تعمل على تثبيط امتصاص الدهون الموجودة في الطعام، لكن بعض الانواع الاخرى تعمل على امتصاص السكر بالتالي يخفف الوزن. أما عن طريقة تناول تلك الادوية فالبعض منها يتم تناوله في ثلاث حبات يوميًا، والبعض الآخر حبة يوميًا.

في السياق نفسه، تؤكد مؤسسة الغذاء والدواء وعلى لسان مصدر رسمي ابلغ ايلاف ان هناك اسسًا لتسجيل الادوية واي خلطات عشبية يتم اجراء تحاليل عليها ودراسة التسمية لكل مستحضر ويتم اجازتها من لجنة الانتاجات الطبية وطرحه في الاسواق، واكد المصدر ان متطلبات تسجيل الادوية صارمة ويتم التقيد فيها حيث ان المؤسسة لا تتهاون في تسجيل ادوية التنحيف اوغيرها، حيث تتم دراسات سريرية، ورصد الاثار الجانبية للدواء، وضرورة كذلك توفير دراسات علمية منشورة في مجلات علمية، ووضع نشرة داخلية معتمدة، وقائمة باسماء الدول التي تتداول فيها هذه الاصناف.

فيما يتعلق بالانواع وعددها فهي كثيرة لكن تصل كانواع رسمية معتمدة ومسجلة قانونية ثلاثة انواع، لكن فيما يتعلق بخلطات نحو نوعان فقطquot;. لكن باقي الانواع المنتشرة هي تهريب وليست معتمدة او مسجلة.