ان اي خلل في نشاط الكلى يشكل انذارًا لوجود مرض السكري.

طلال سلامة من برن (سويسرا): يعلم المصابون بمرض السكري الأهمية التي تلعبها الكلى في حياتهم. ان توقفت الأخيرة عن العمل، ينبغي على مرضى السكري اللجوء الى جلسات غسل الكلى ما يجعل نمط حياتهم أضعاف مضاعفة من الجحيم! في الحقيقة، يشير الأطباء السويسريون في مدينة برن الى أن اشارات الانذار، التي تسبق اصابة الكلى بأي خلل وظائفي، ليست أقل أهمية من أي عملية تشخيص أخرى لكونها شؤم صحي، يطال مرضى السكري وغيرهم، يرفع خطر الوفاة. لذلك، ينبغي على الطبيب أخذ هذه الاشارات بالاعتبار.

ويبرز من الدراسة السويسرية رسالة هامة للجميع. في أغلب الأوقات، ينبغي تقويم عمل الكلى ان كان المريض مصاب بالسكري أم لا. في المقام الأول، فان تراجع قدرات الكلى على العمل بصورة سليمة، حتى بشكل خفيف، يعني خطر الاصابة بأمراض الأوعية القلبية. هنا ينبغي على الطبيب التدخل بسرعة لتقييم عدة بارامترات ومن ضمنها تلك الصحية العامة التي قد تلاقي حلاً أوتوماتيكياً عبر الأدوية وآخر يمهد الطريق أمام ممارسة الرياضة واتباع برنامج حمية معين.

على عكس النظرية الأوروبية، التي سادت للآن، لا يرى الباحثون السويسريون أن الفحص الأفضل، لتقويم قوة عمل الكلى، هو رصد مستويات الكرياتنين بالدم. ان الكرياتنين مادة ناجمة من بقايا العملية الأيضية التي تستهدف البروتينات. وفي حال كانت مستويات الكرياتنين أعلى من معدلها المطلوب فان نشاط الكلى، لناحية فلترة السموم والفضلات البروتينية، مهدد بالتوقف! علاوة على ذلك، فان مستويات الكرياتنين تخدع الأخصائيين أحياناً. بما أن العمر والوزن يؤثران مباشرة على هذه المستويات فان الأخيرة قد تبدو طبيعية ظاهرياً حتى لو كانت الكلى في وضع غير صحي!

لقياس درجة قوة وظائف الكلى، بصورة دقيقة، يؤمن الباحثون السويسريون أن معدل ترشيح الكلية (Glomerular filtration rate)، أي معدل السوائل التي ترشحها الكلية، مرآة سلامة الكلى. في حال زيادة مستوى البروتين quot;ألبومينquot; بالبول تزامناً مع انخفاض معدل ترشيح الكلية فان على مرضى السكري التوجه حالاً الى الطبيب لانجاز فحوص طبية أخرى تفادياً للوقوع ضحايا عملية غسل الكلى.